«حملات التطعيم أحدثت فارقًا».. مسؤولون ومتخصصون يتحدثون عن انكسار الموجة الخامسة لكورونا بمصر

تراجعات متتالية في أعداد مصابي كورونا تسجلها البيانات الرسمية لوزارة الصحة خلال الأيام القليلة الماضية، وصولا إلى آخر بيان رسمي ليل أمس سجل 1113 حالة جديدة فقط، صاحبه انخفاض في نسبة إشغال الأسرة في المستشفيات، ما فسره مسؤولون بأنه يمثل انكسارا للموجة الخامسة من انتشار الفيروس. 

حملات التطعيم أحدثت فارقًا

الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والقائم بأعمال وزير الصحة، قال إن الوزارة ترصد من خلال المعامل الخاصة والمعامل المركزية إصابات فيروس كورونا، سواء الموجودة في مستشفيات العزل أو الخاضعين للعزل المنزلي.

عبدالغفار- أضاف في تصريحات تلفزيونية- ليل أمس السبت، أن الوزارة توقعت انخفاض إصابات كورونا مع نهاية شهر فبراير وحلول أول أسبوع من مارس، طبقًا للدراسات البحثية المبنية على النماذج، لافتًا إلى أن مصر تشهد حاليًا انخفاضًا واضحًا في الإصابات والوفيات.

القائم بأعمال وزيرة الصحة أشار إلى أن وفيات كورونا أغلبها لمواطنين يتجاوز أعمارهم الـ 70 عامًا، وأشخاص رفضوا الحصول على لقاح كورونا، لافتًا إلى أن حملات التحصين والتطعيم على مستوى الدولة، أحدثت فارقًا في تحمل الموجة الخامسة.

وزير التعليم العالي، لفت أيضًا إلى أن الموجة انكسرت في الأسبوع الثالث للشهر الماضي، ثم انخفضت الأعداد تدريجيًا في الأسبوع الثامن للموجة، متابعًا: "نشهد الآن انكسارًا شديدًا في عدد الحالات، ومستمرون في التطعيم للحماية من أية آثار ضارة خلال الفترة المقبلة". 

اللقاحات قللت من خطورة الإصابة 

لدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، قال أيضًا إن هناك انخفاضا ملحوظا في أعداد الإصابات سواء المعلنة رسميا أو التي تعالج منزليا.

"تاج الدين"- خلال تصريحات تلفزيونية- أشار إلى أن أعداد الإصابات كانت قد شهدت زيادة نتيجة لانتشار متحور أوميكرون، حيث إنه سريع الانتشار ولكن الأعداد تشهد تراجعا في الفترة الحالية. 

مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، أكد أن اللقاحات قللت خطورة الإصابة بكورونا، ولكن لا تمنع الإصابة، ولابد من اتخاذ الإجراءات الاحترازية، وهناك ملتزمين بالإجراءات الوقائية ومنهم من لم يكن ملتزم، والعالم كله هناك أناس ملتزمين ورافضين للقاحات.

 نسبة إشغال الأسرة في المستشفيات في تناقص

الدكتور محمد النادي، عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا التابعة لوزارة الصحة أعرب عن أمله أن يكون فيروس كورونا في نهاية انتشاره حول العالم.

وأضاف  النادي-  خلال تصريحات تلفزيونية-  ليل أمس السبت أن أعداد إصابات ووفيات فيروس كورونا في مصر خلال الفترة الماضية في انخفاض ملحوظ، قائلًا: "دا مؤشر على أن نسبة إشغال الأسرة في المستشفيات في تناقص".

واستكمل، أن انخفاض أعداد إصابات ووفيات فيروس كورونا في الفترة الحالية تشير إلى أن هذه الموجة تنحسر، مشيرًا إلى أنه إذا لم تسجل البلاد موجات جديدة لفيروس كورونا فإنه يتحول إلى مرض مستوطن كالأنفلونزا الموسمية.

وتابع، أنه إذا تحول فيروس كورونا إلى مرض متوطن فسيكون له لقاح يؤخذ سنويًا أو نصف سنويًا بحسب احتياج الجهاز المناعي لكل مواطن، مضيفًا: "أتمنى تكون دي آخر موجة ويختفي الخوف الذي تواجد أثناء عام 2019 و2020".

الموجة الخامسة من انتشار الفيروس انكسرت 

وقال الدكتور أشرف عقبة رئيس قسم الباطنة والمناعة بجامعة عين شمس، إن الموجة الخامسة لفيروس كورونا قد انكسرت، موضحًا: "بدأنا نبقى على الخط النازل لمعدل الإصابة في الموجة الخامسة، ووزارة الصحة والسكان تعلن أعداد إصابات أقل وبخاصة في الأسبوع الماضي وهو ما يعني انحسار الموجة التي كنا نعاني منها".

وأضاف عقبة-  خلال تصريحات تلفزيونية-: "بالنسبة للتراجع في معدلات الاشتباه في الإصابات، فإن هناك عوامل كثيرة ذات صلة، حالة الفزع التي كانت موجودة لدى المواطنين من الإصابة بفيروس كورونا قلت إلى حد كبير وبخاصة مع استخدام اللقاحات، لأن الكثير بدأ يشعر بالأمان".

وتابع رئيس قسم الباطنة والمناعة بجامعة عين شمس، أن ضعف حدة الإصابة بمتحور أوميكرون جعل المواطن يشعر أن كورونا مرض بسيط ولا مضاعفات خطيرة فيه، لافتًا إلى أن الإصابات التنفسية مثل البرد والانفلونزا قلت مع الظروف الحالية في ظل تحسن الحالة الجوية.

وأشار أشرف عقبة، إلى أن من بين مسببات تراجع معدلات الاشتباه في الإصابات، إرشادات وزارة الصحة والسكان، إذ أن رئاسة الوزراء قررت ألا يدخل أي مواطن المصالح الحكومية دون الحصول على التطعيم وهو ما قلل كثيرا في معدلات الإصابة وأسهم في انحسار الموجة الخامسة التي نعيشها حاليا.
 

وأعلنت وزارة الصحة والسكان، أمس السبت، عن خروج 1432 متعافيًا من فيروس كورونا من المستشفيات، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 419894 حتى اليوم.

وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أنه تم تسجيل 1113 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها للفيروس ومتحوراته، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتًا إلى وفاة 10 حالات جديدة.

وأشار "عبد الغفار" إلى أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى السبت، هو 489876 من ضمنهم 419894 حالة تم شفاؤها، و 24172 حالة وفاة.
وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع محافظات الجمهورية، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس "كورونا المستجد"، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية.