أبو الغيط: لا نهوض للمنطقة العربية دون تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن المنطقة العربية لا يمكن لها أن تنهض وتستعيد عافيتها إلا بتمكينها من تحقيق وبناء الدولة الوطنية، وتسوية أقدم نزاع لا يزال قائما في قلب المنطقة، وهو الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، من خلال تطبيق حل الدولتين الذي لا بديل عنه إلا بدولة فصل عنصري لا يمكن للعالم أن يتقبلها أو يتعايش معها.
جاء ذلك وفق بيان صادر عن الجامعة العربية اليوم الخميس، خلال محاضرة ألقاها أبو الغيط حول "التحولات التي يشهدها النظام الدولي وتأثيرها على العالم العربي"، بدعوة من أكاديمية لينشي العريقة في إيطاليا؛ وذلك بحضور لفيف من كبار علماء الأكاديمية وعدد من السفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين في إيطاليا وعدد من مسؤولي وزارة الخارجية الإيطالية.
واستعرض أبو الغيط - خلال المحاضرة - مجمل التحولات التي شهدها النظام الدولي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى إرهاصات واضحة لتغييرات جوهرية في النظام الدولي كما عرفه العالم منذ انتهاء الحرب الباردة، وبخاصة في ظل اهتزاز أهم ركائزه المتمثلة في توازن القوى بين لاعبيه الرئيسيين، وتراجع التوافق بين القوى الكبرى على "قواعد اللعب" والمبادئ الحاكمة لعمل النظام، الأمر الذي انعكس اليوم في احتدام المنافسة بين القوى الدولية.
وشدد أبو الغيط، على أن التنافس والصراع بين القوى الكبرى هو تطور سلبي في العلاقات الدولية، وأن الحرب تمثل فشلا للدبلوماسية، مشيرا إلى أهمية استخلاص الدروس من فترة الحرب الباردة التي اقتربت بالعالم، في بعض اللحظات الخطيرة، من حافة الهاوية.
وأكد ضرورة أن يتعامل القادة بأعلى درجة من المسئولية وضبط النفس، متمنيا أن تجد القوى الكبرى وسيلة لحل مشكلاتها بالطرق الدبلوماسية.
وفي هذا السياق، ألقى أبو الغيط الضوء على انعكاسات هذا التنافس على المنطقة العربية، مشيرا إلى الأزمات الضخمة التي شهدتها دول المنطقة سواء في العراق أو ليبيا مرورا بسوريا واليمن، خاصة بسبب التدخلات الخارجية ضمن جملة أسباب أخرى.
وأشار إلى الدور السلبي الذي لعبته القوى الإقليمية المجاورة في تعميق مشاكل الدول العربية رغبة منها في توسيع مساحة نفوذها وطمعاً في استعادة أمجاد تاريخية سابقة على حساب الحقوق السيادية للدولة الوطنية العربية.
وتناول أبو الغيط ، في محاضرته، دور جامعة الدول العربية في مواكبة هذه التحولات، مؤكدا على أهمية هذا الدور باعتبار الجامعة الإطار الوحيد الذي تعمل الدول العربية تحت ظله، والذي يعبر عن الإرادة الجامعة للعرب والرابطة التاريخية بينهم.