بعد إعلان موسكو استعدادها للتفاوض.. هل ستثمر العقوبات الغربية عن انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا؟
مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية، اليوم الأربعاء، يومها السابع، لم تحرز القوات الروسية أي تقدم ملحوظ في أوكرانيا، ولم تسقط حتي الآن أي مدينة كبيرة، بيد الروس، في حين تغيّرت اللهجة العدوانية من قِبَل موسكو، بإعلان استعدادها لقبول الضمانات الأمنية التي عرضها الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي.
وأعرب وزير خارجية روسيا، سيرجي لافروف، الأربعاء، عن استعداد موسكو لمناقشة رغبة الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، في الحصول على ضمانات أمنية، فيما أكد الكرملين، استعداد الوفد الروسي، لاستئناف محادثات السلام مع أوكرانيا.
وفى الأثناء، أكد مصدر أمريكي مطلع، اليوم، أنه لم يحدث أي تقدم للقوات الروسية في أوكرانيا، منذ أمس الثلاثاء.
ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن المصدر الأمريكي الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، قوله: "لا تغييرات جوهرية على الأرض في أوكرانيا منذ يوم أمس".
لذلك، يري المراقبون، أن تغيير الموقف الروسي، وإعلان موسكو، استعدادها لتقديم الضمانات الأمنية التي عرضها الرئيس الأوكراني، جاء لثلاثة أسباب، الأول هو العقوبات الغربية، والثاني، عدم تمكن القوات الروسية في تنفيذ سيناريو الغزو المخطط له، والثالث، محاولات الدول الغربية لعزل روسيا سياسيا عن النظام العالمي.
السبب الأول: العقوبات الغربية
واجه الغزو الروسي لأوكرانيا، اتحاد أوروبي أمريكي، على فرض عقوبات قاصمة على موسكو، أثمرت في خلال أيام تأثيرًا كبيرًا على الاقتصاد الروسي.
وأقرت روسيا، بذلك، حيث شدد الكرملين - في بيان الأربعاء- على أن الاقتصاد الروسي يمر بمرحلة صعبة، نتيجة العقوبات الغربية، لكنه سيتجاوزها.
العقوبات على روسيا بدأت تؤتي ثمارها المدمرة
من جانبه، أكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن - في خطاب "حال الاتحاد" أمس الثلاثاء - أن العقوبات على روسيا بدأت تؤتي ثمارها المدمرة، فيما أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرارًا بمنع إخراج العملات الأجنبية من روسيا التي تزيد عن 10 آلاف دولار.
وتوعد بايدن، نظيره الروسي، بمزيد من العقوبات، معلنًا إغلاق الأجواء الأمريكية أمام الطيران الروسي، في عقوبة أساسية سبقه إلى فرضها على موسكو كلّ من الاتحاد الأوروبي وكندا.
بايدن: بوتين بات منعزلا عن العالم
وقال بايدن، إن بوتين بات منعزلا عن العالم أكثر من أي وقت سابق، وأن الروبل فقد 33 في المئة من قيمته والاقتصاد الروسي يترنح، كما أكد أن حرب بوتين على أوكرانيا كانت مخططة مسبقًا وغير مبررة لكن الناتو والغرب كانا مستعدين.
وأضاف: أساء بوتين تقدير ردّ الفعل القوي والموحّد للغرب على عمليته العسكرية في أوكرانيا، وراهن على شق الصف الغربي لكنه أخطأ في حساباته.
السبب الثاني: عدم تمكن القوات الروسية من تنفيذ سيناريو الغزو كما هو مخطط له
أطلقت موسكو، عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا، فجر الخميس الماضي، وبعد دخول الحرب يومها السابع، لم تتمكن القوات الروسية من إحراز تقدم يُذكر، ولم تسقط أي مدينة كبيرة في أوكرانيا حتي الآن، وذلك، لسببيّن أولهما نفاد الوقود، والثاني، المقاومة الكبيرة للجيش الأوكراني في الدفاع عن بلاده، بالإضافة إلى الخسائر البشرية في الجانب الروسي.
ووفقا لوزارة الدفاع الروسية، أن الخسائر البشرية في صفوف قواتها بلغت 498 قتيلا و1597 جريحا، منذ بدء الحرب الأسبوع الماضي.
السبب الثالث: محاولات الغرب لعزل روسيا عن النظام العالمي
بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، تصاعدت الدعوات المطالبة بعزل موسكو عن النظام العالمي، والتي منها إعادة النظر في عضوية روسيا الدائمة بمجلس الأمن، إضافة إلى المطالبات بفصل موسكو عن النظام المالي العالمي “سويفت”.
وكان المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، شدد على أنّ الحكومة البريطانية منفتحة على طرد روسيا من مجلس الأمن الدولي، على خلفية غزو أوكرانيا.
وقال المتحدث البريطاني: "رئيس الوزراء لم يتخذ موقفًا من ذلك بعد، لكن يمكننا القول إننا نريد عزل روسيا دبلوماسيًا، وسندرس كل الخيارات التي تفضي إلى ذلك"، نقلًا عن قناة “العربية”.
إعادة النظر في عضوية روسيا الدائمة في مجلس الأمن
كما طالبت الحكومة في أوكرانيا، الأربعاء، الأمم المتحدة، بإعادة النظر في عضوية روسيا الدائمة في مجلس الأمن، على خلفية العملية العسكرية، التي أطلقتها موسكو، فجر الخميس الماضي.
وقال وزير الخارجية أوكرانيا، دميترو كوليبا - في تصريحات صحفية اليوم -: ندعو إلى مراجعة قانونية شاملة وغير منحازة للعضوية الدائمة لروسيا، نقلا عن شبكة "سي إن إن" الأمريكية في نسختها الإنجليزية.
وأضاف: "نحن على ثقة من أنه عند اكتمال المراجعة القانونية، سيكون من الواضح أن وجود روسيا في مجلس الأمن الدولي غير شرعي".
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن فجر الخميس، إطلاق عملية عسكرية خاصة في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، محذرًا من أنه في حالة حدوث تدخل أجنبي فإن روسيا سترد على الفور.
وقال بوتين -في كلمة متلفزة الخميس- إنّ تحركات روسيا إنما هي للدفاع عن النفس من التهديدات ومن مشكلات أكبر من الموجودة اليوم.
ووجه الرئيس الروسي، حديثه للجيش الأوكراني قائلًا: "آباؤكم وأجدادكم لم يقاتلوا، لذلك قد تساعدون النازيين الجدد".
فيما كشفت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، أن القوات الروسية بدأت دخول الأراضي الأوكرانية من شبه جزيرة القرم.