الهجوم الروسي على أوكرانيا.. ما تفسير القانون الدولي للمواجهات العسكرية في كييف؟
لا شك أن الحرب، هي أسوء القرارات التي تُتخذ، وتلقي بظلالها التخريبية على مناحي الحياة سواء في الدولة صاحبة الهجوم، أو تلك التي تمت مهاجماتها على وجه التحديد، بسبب تدمير ثروات ومقدرات الشعوب، فضلًا عن تدمير البنى التحتية ومرفقات الدول، والتي أنفقت على إنشائها مليارات الدولارات.
وتلوح في الأفق خلال تلك الأثناء، الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأتها موسكو بإرسال آلاف المعدات العسكرية والجنود والطائرات للهجوم على كييف، لحماية أمنها القومي ومنع أوكرانيا من نشر صواريخ حلف شمال الأطلسي على حدودها، حسب التصريحات الصادرة من الرئاسة الروسية "الكرملين"، إلى أن أضحت القوات الروسية حاليًا على بُعد عدة كيلومترات ضئيلة من دخول العاصمة.
ما تفسير القانون الدولي عن الحرب الروسية الأوكرانية؟
قال الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي العام، في تصريحات إلى "مستقبل وطن نيوز"، إن القانون حدد مقتضيات الدفاع عن النفس، والمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وصفت حالة الدفاع عن النفس أنها حق أصيل وشرعي وطبيعي للدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، وأن تلجأ للدفاع العسكري لرد العدوان، ولكن حين وجود عدوان عسكري على الدولة العضو في الأمم المتحدة، وهذا يعني بكل اختصار أنه لا دفاع عن النفس إن لم يكن وقع ذلك العدوان العسكري على إقليم بالدولة ذات السيادة.
هل يحق لأوكرانيا الاستعادة بدول أخرى لصد الهجوم الروسي؟
وأوضح سلامة، أنه في ذات الوقت أن الدول ذات الحالة الأوكرانية لها أن تدافع عن نفسها بمفردها إن استطاعت ذلك، وترد العدوان بكل الطرق والوسائل، ومنها الطرق العسكرية، ولها أيضًا أن يكون الدفاع عن النفس جماعات أي مع مجموعة أخرى من الدول، لافتًا إلى أن ذلك طبُق في الحالة الكويتية 1990 – 1991 حين غزت القوات العراقية المدن الكويتية، واعتدت عليها، ولم تستطع الكويت الدفاع عن نفسها بمفردها، ومن ثم طلبت من عديد الدول أن تدافع عنها وشارك في رد العدوان العراقي عن الكويت ما يناهز 33 دولة، من بينها مصر.
مطالب بوتين مشروعة
وذكر أن كل مطالب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بوصفه الممثل الأعلى لروسيا الاتحادية بخصوص أوكرانيا مشروعة، وهي ألا تكون أوكرانيا في حلف الناتو، وألا يقوم حلف الناتو بنشر أسلحة متقدمة وفتاكة في الإقليم الأوكراني بما يهدد وحدة وسلامة واستقلال روسيا، وأن تقوم بحماية قانونية وفعلية للقوميات الروسية الكبيرة الموجودة في أوكرانيا من أي شكل من أشكال الاضطهاد.
وأضاف سلامة، أن حلف الناتو تجاهل المطالب الروسية، والرئيس بوتين وشعر بالامتهان من جانب الناتو، وذلك لا يبرر العدوان العسكري المكتسح وغزو دولة ذات سيادة، مشيرًا إلى أن جميع النزاعات العسكرية والاقتصادية والأمنية يمكن تسويتها بالوسائل السلمية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، سواء كانت تلك الوسائل هي المفاوضات أو الوساطة أو المساعي الحميدة أو التحقيق أو التوفيق أو اللجوء إلى التحكيم الدولي أو القضاء الدولي.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها دمرت 821 منشأة عسكرية، وأسقطت 7 طائرات، و7 مروحيات، و9 مسيرات في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيجور كوناشينكوف، إن الجيش الروسي تمكن من السيطرة على مدينة مليتوبول، ويتم اتخاذ جميع التدابير لضمان سلامة المدنيين ومنع الاستفزازات من جانب المخابرات الأوكرانية، وأضاف: "أؤكد مجددا، أنه يتم القصف فقط على أهداف البنية التحتية العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية، وبشكل يمنع إلحاق الضرر بالبنية التحتية السكنية والاجتماعية".
وتابع كوناشينكوف: "بشكل إجمالي، تم تدمير 821 موقعا من البنى التحتية العسكرية لأوكرانيا من بينها 14 مطارا عسكريا، و19 مركزا للقيادة وللاتصالات، و24 منظومة صاروخية مضادة للطائرات من طراز (إس-300) و(أوسا)، و48 محطة رادار، وتم إسقاط 7 طائرات مقاتلة و7 مروحيات و9 طائرات بدون طيار، وتم تدمير 87 دبابة ومركبة قتالية مصفحة، و28 قطعة من راجمات الصواريخ وغيرها، وتمكن الأسطول الروسي من تدمير 8 زوارق حربية تابعة للقوات البحرية الأوكرانية".