مع انتظار العالم لساعة الصفر.. ما السيناريوهات المحتملة لـ الغزو الروسي لأوكرانيا؟
يعيش العالم الآن حالة من الانتظار والترقب، لما ستُفضي له الأزمة الأوكرانية الروسية، خاصة بعدما أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مساء الاثنين، الاعتراف باستقلال جمهوريتي "لوجانسك ودونيتسك"، في خطوة من شأنها إشعال حدة التوتر مع الدول الغربية.
ومع تصاعد الأزمة، كشف السيناتور الأمريكي، بين كاردين أحد السيناريوهات التي قد يقدم عليها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والذي وصفه بالأسوأ من وجهة نظر الأمريكيين.
السيناريو الأسوأ للغزو الروسي لأوكرانيا
وفي مقابلة مع شبكة CNN الأمريكية، قال كاردين: "أعتقد أن السيناريو الأسوأ هو أن روسيا يمكن أن تفلت بعد السيطرة على أوكرانيا وتعكر صفو الغطاء الأمني في أوروبا حيث سيكون لذلك عواقب أكثر خطورة على مستقبلنا، لذا، على صعيد الأمن القومي، تسعدني رؤية القيادة الأمريكية متحدة مع شركائنا الأوروبيين".
وأضاف: "فيما يتعلق بالتأثير الاقتصادي لأي نزاع مسلح، فإن له تأثير، يؤثر على سلسلة التوريد ويؤثر على إمكانية التنبؤ للمستثمرين، لذلك هناك تكلفة مرتبطة به، لكن ترك روسيا تتغلب على دول أخرى سيكون أسوأ بكثير، وبصراحة تامة، كل هذا في يد السيد بوتين، إنه الشخص الذي سيتخذ القرار النهائي، لا أحد يعرف ما سيفعله غير نفسه".
ورغم نفي موسكو، أكثر من مرة نيتها تنفيذ أي هجوم على أوكرانيا، إلا أنّ الرئيس الأمريكي، جو بايدن، توقع أن يقرر بوتين في نهاية المطاف شكلا من أشكال الغزو أو التوغل، قائلًا: "هل أعتقد أنه سيختبر الغرب ويختبر الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بقدر ما يستطيع؟ نعم، أعتقد أنه سيفعل ذلك".
أهداف الرئيس الروسي لتنفيذ الغزو على أوكرانيا
وبافتراض فشل الجهود الدبلوماسية الدائرة حاليًا بين الدول الغربية وروسيا، لمنع الاجتياح الروسي لأوكرانيا، يكون أمام الرئيس الروسي، ثلاثة أهداف لتنفيذ مخطط الغزو على أوكرانيا، وهي إصابة القوات العسكرية الأوكرانية بالشلل، وزرع الاضطرابات في الحكومة الأوكرانية، والأخير والأهم هو تحويل أوكرانيا إلى دولة فاشلة تسودها الفوضى، وهي النتيجة التي يسعى لها بوتين، للقضاء على تهديد كييف كتحد أمني متزايد الخطورة.
فيما نشرت قناة NBC الأمريكية، تقريرًا لها تضمن عدة سيناريوهات تضمنت الخيارات المتاحة لروسيا في حال إقدامها على شن هجوم على أوكرانيا، جمعت فيه تقييمات خبراء عسكريين بارزين.
تطويق روسيا للجيش الأوكراني
وذكر الخبراء العسكريون، أن روسيا إذا حركت وحدات مدرعة إلى منطقة غرب خط التماس في منطقة دونباس، فقد ينجح الجيش الروسي، في تطويق معظم القوات العسكرية الأوكرانية المتمركزة هناك، دون الحاجة إلى احتلال المدن الكبرى، وبذلك سيتمكن الجيش الروسي من القضاء على الجيش الأوكراني، وأسر الجنود والسيطرة على الأسلحة والمعدات الخاصة بالقوات المسلحة الأوكرانية.
حصار روسيا للموانئ الأوكرانية
يشير المحللون الأمريكيون إلى أن موسكو تسعى للسيطرة على الموانئ الأوكرانية، عبر حشد قواتها البحرية قبالة السواحل الأوكرانية، حيث يهيمن الأسطول الروسي على بحر آزوف ويتفوق على أسطول أوكرانيا البحري بشكل كبير، موضحين أن أحد السيناريوهات المطروحة هو إغلاق مدينتي بيرديانسك وماريوبول البحريتين في الجنوب الشرقي، وبالتالي ستقوم روسيا بإغلاق قناة شحن مهمة.
أما في البحر الأسود، ستكون السفن الحربية الروسية قادرة على إغلاق مواني أوديسا ونيكولاييف وخيرسون والتي تعد طرقا حيوية للأسواق العالمية، ما سيشكل ضغطًا كبيرًا على الاقتصاد الأوكراني الذي يعاني أصلا من مشاكل وأزمات كبيرة، وبالتالي ستتمكن روسيا من محاصرة الموانئ الأوكرانية كافة وتفرض قوتها العسكرية على الشواطئ دون أي مقاومة تذكر.
السيطرة على منطقة دونباس
وتسعى روسيا لتوسيع المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون، عبر الاستيلاء على نقاط الاتصال أو محطات الطاقة التي من شأنها أن تجعل جمهوريتي دونباس "أكثر قابلية للحياة".
ويري المحللون الأمريكيون، أن الجيش الروسي، سيتمكن من دخول مناطق جمهوريتي لوجانسك ودونيتسك، اللتين أعلن الرئيس الروسي، مساء الاثنين، الاعتراف باستقلالهما، مما سيسمح لروسيا بإبقاء التوترات عالية مع كييف دون الحاجة إلى إطلاق رصاصة، حسب خبراء.