خاص|انطلاق موسم توريد بنجر السكر وسط آمال بالزيادة.. وخبراء: الاكتفاء الذاتي قريبًا
في الوقت الذي يعتزم فيه وزير التموين والتجارة الداخلية، علي المصيلحي، إطلاق شارة البدء رسميًا في موسم توريد بنجر السكر غدًا الخميس، وذلك بمصنع الدلتا للسكر التابع للوزارة، يرى خبراء الزراعة، أن المحصول الذي يأتي مُكملاً لقصب السكر ولا ينافسه، من شأنه تحقيق الكفاية الذاتية بشكل كبير الفترة المقبلة، ووقف استيراد المنتج الذي يعد أحد السلع الاستراتيجية، ومُدخل هام من مدخلات الصناعات الغذائية.
وتوقع تقرير صادر عن وزارة الزراعة الأمريكية مؤخرًا، زيادة إنتاج السكر المكرر في مصر موسم عام 2021/ 2022 بحوالي 2.6 في المئة أو بنحو 75 ألف طن متري، ليصل إلى 2.85 مليون، تتوزع بين 1.58 مليون من بنجر السكر و1.27 مليون من القصب، وعزا هذه الزيادة في الإنتاج إلى أسعار شراء بنجر السكر الجيدة، مشيرًا إلى أن إجمالي الاستهلاك المحلى من السكر في موسم العام 2021/ 2022 سيزداد بنسبة 2.6 في المئة، أو بواقع 90 ألف طن مترى، ليصل إلى 3.43 مليون طن نتيجة الزيادة السكانية.
مصر مؤهلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي قريبًا
رئيس مجلس المحاصيل السكرية مصطفى عبد الجواد، أعرب عن تفاؤله بموسم توريد بنجر السكر، وقال لـ«مستقبل وطن نيوز» إن مصر مؤهلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي قريبًا، خاصة بعد زيادة المساحات المزروعة بالبنجر العام الماضي بواقع 400 ألف فدان، خاصة أنه محصول اقتصادي ومُجدي للمزارعين.
وأضاف مصطفى عبد الجواد، أن إجمالي إنتاج البنجر وقصب السكر سيرتفع عن حدود الـ3 ملايين طن مقارنة بما يُستهلك حاليًا بنحو 3.25 مليون طن، وهو ما يجعل مصر على أعتاب تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحقيق فوائض تُصدر للخارج الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن الإنتاج سيأتي في الموسم الجديد وفيرًا بسبب الأسعار التنافسية للمحصول.
محصول اقتصادي تُستخدم جذوره كأعلاف للماشية
وسبق أن قال وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور على المصيلحي، قبل أيام في مؤتمر صحفي، إن مصر حققت العام الماضي اكتفاءً ذاتيًا من السكر بنسبة 87 في المئة، مشددًا على أن جميع المبادرات التي تطلقها الدولة تهدف إلى تنمية الأسرة، ورفع المعاناة عن المواطنين.
أما ريهام عيسى، الباحثة بمعهد تكنولوجيا الغذاء، فقالت لـ«مستقبل وطن نيوز» إن جذور البنجر تستخدم كأعلاف للماشية، وهو ما يضيف قيمة اقتصادية للمحصول، علاوةً على أنه أكثر مقاومةً للأمراض، وتصلح زراعته في الأراضي المالحة لتحمله درجة القلوية المرتفعة، وهو ما يأتي داعمًا لمحصول قصب السكر في إنتاج السُكر، غير أن الأخير يتسم بالشراهة في المياه.
وينقسم إنتاج السكر في مصر، إلى 900 ألف طن سكر من قصب السكر، و1.7 مليون طن سكر من بنجر السكر، كذلك إنتاج 250 ألف طن/ سكر من محليات صناعية (جلوكوز- وهاى فركتوز) من الذرة، ليشكل مجمل الإنتاج المحلى 2.850 مليون طن، من إجمالي استهلاك محلي 3.2 مليون طن سكر سنويًا.
الوفرة تدعم الصناعات الغذائية في مصر
وأضافت ريهام عيسى، أن تقليص الفجوة الاستيرادية أو حتى إنهاء هذه الفجوة بتحقيق الاكتفاء الذاتي، وهو أمر متوقع الفترة المقبلة، من شأنه أن يعزز من المعروض السلعي في الأسواق، ويسهم في استقرار أسعار السكر، باعتباره أحد أهم السلع الاستراتيجية ومُدخل إنتاجي مهم للعديد من الصناعات الغذائية في مصر.
ويبلغ حجم استهلاك مصر من السكر بين 3 و3.2 مليون طن سنويًا منها 2.4 مليون طن إنتاج محلي، وتعوض الفارق من الاستيراد، ويفصلها عن تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر فجوة استهلاكية تقدر بـ500 ألف طن بين الإنتاج البالغ 2.9 مليون طن والاستهلاك المقدر بـ3.4 مليون طن، في وقت تعمل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي على تغطية هذه الفجوة بزيادة الإنتاج من الأراضي الزراعية الجديدة المؤهلة لزراعة قصب السكر لعدم تحمله درجة ملوحة مرتفعة، وتحسين كفاءة الزراعة للوصول بإنتاجية الفدان لـ60 ألف طن.