سفاح الإسماعيلية.. من الحكم بالإعدام إلى المشدد 3 سنوات

من الشارع إلى منصات القضاء، ينتقل سفاح الإسماعيلية؛ بعد أن جسد جريمته أمام الناس وشاهده الجميع على موقع الفيديوهات الشهير "اليوتيوب"، وهو يمسك رأس القتيل، ويسير بهدوء إلى مصيره في فيديو أثار حفيظة ومشاعر المصريين التي أثارت الخوف والذعر في نفوسهم.

سفاح الإسماعيلية .. القصة الآن تبتعد عن العواطف لتدخل عالم الحقيقة، حيث لا شيء يمكنه أن يدين أو يبرئ سفاح الإسماعيلية.. إلا المستندات والشهود، وكلمة القاضى الأخيرة التى ينتظرها الجميع.

قصة سفاح الإسماعيلية

وتصدر اسم سفاح الإسماعيلية، ترند قوائم البحث جوجل، ومحرك البحث الشهير "جوجل" ومواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، بعد إصدار محكمة جنايات الإسماعيلية، برئاسة المستشار هانى فتحى عباس مطاوع، حكمها بالسجن المشدد 3 سنوات، على المتهم "عبدالرحمن نظمى محمد إبراهيم" وشهرته دبور، بسبب تعاطيه المواد المخدرة قبل ارتكابه "مذبحة الإسماعيلية" وهو ما يعد الحكم الثانى على المتهم السابق ذكره.

وكانت محكمة جنايات الإسماعيلية ، برئاسة المستشار أشرف محمد على حسين، وعضوية المستشارين ولاء وجدى طاهر وأحمد سرى الجمل، قد قضت فى حكمها الأول، حضوريا وبإجماع الآراء على المتهم عبدالرحمن نظمى وشهرته "دبور" والمعروف إعلامياً باسم سفاح الإسماعيلية ، بالإعدام شنقا، فيما أسند إليه من قتل أحمد محمد صديق، وإلزامه دفع 100 ألف جنيه وواحد، لأسرة المجنى عليه فى الدعوى المدنية، وألزمته بدفع 200 جنيه بالمصروفات المدنية ومصروفات الدعوى الجنائية، بعد الاطلاع على رأى المفتى؛ حيث كانت هيئة المحكمة، قد قررت إحالة أوراق قضية سفاح الإسماعيلية، إلى فضيلة المفتى للنظر فى إعدامه، وتحديد جلسة النطق بالحكم فى الخامس من يناير الماضى.

طعن محامى سفاح الإسماعيلية

وأكد محامى المتهم عبدالرحمن نظمى، وشهرته "دبور"والمعروف إعلامياً باسم سفاح الإسماعيلية، أنه من المقرر أن يتقدم بمذكرة الطعن أمام محكمة النقض خلال أيام، وذلك بعد مرور 45 يوما على حكم إعدامه، حيث لم يتبق له سوى 15 يوماً على انتهاء المهلة المحددة للطعن وهى 60 يوما.

طعن النيابة العامة على سفاح الإسماعيلية

وفى حالة عدم تقديم الطعن قبل فوات المدة، يكون الحق للنيابة العامة بالطعن على الحكم باعتبارها تمثل المجتمع وتطعن على حكم الإعدام أمام محكمة النقض خلال 60 يوما من صدور الحكم، حتى ولو لم يطعن المحكوم عليه على الحكم وارتضاه، حتى تتمكن محكمة النقض من التيقن من صحة وسلامة الحكم وخلوه من العوار أو الخطأ، فإذا استبان لها أن الحكم شابه خطأ فى تطبيق القانون أو فساد فى الاستدلال أو قصور فى الاستدلال أو إخلال بحق الدفاع أو أى خطأ إجرائي نقضت الحكم، وأصبحت محكمة النقض هي محكمة الموضوع لنظر القضية.

تاريخ واقعة مذبحة الإسماعيلية

وترجع واقعة مذبحة الإسماعيلية وبطلها عبدالرحمن نظمى وشهرته دبور، إلى الأول من نوفمبر من العام الماضى، عندما تلقت النيابة العامة، بلاغًا بقيام المتهم "عبدالرحمن نظمى إبراهيم"، وشهرته سفاح الإسماعيلية  بقتل المجنى عليه " أحمد محمد صديق"، ذبحًا بسلاح أبيض أمام المارة بالطريق العام بالإسماعيلية؛ حيث فصل رأسه عن جسده.

وانتشرت الواقعة عبر مواقع التواصل الاجتماعى من خلال مقاطع مصورة لوقائع الجريمة البشعة التي ارتكبها القاتل وبعرضها على مكتب النائب العام المستشار حمادة الصاوى، أمر بالتحقيق العاجل في الواقعة.

وانتقلت النيابة العامة لمعاينة مسرح الجريمة، والتحفظ على المقاطع المصورة للواقعة من خلال كاميرات المراقبة الموجودة والمنتشرة على مستوى مكان الحادث، واطلعت على جثمان المجنى عليه، الذى أظهر الإصابات.

وسألت النيابة العامة، المصابين المجنى عليهما، بالإضافة لعدد 5 شهود آخرين، استدلت من خلال شهادتهم، تعود المتهم لتعاطى المواد المخدرة، وتصادف لقاؤه يوم الواقعة بالمجنى عليه، ودار بينهما حوار لدقائق انتهى بارتكاب المتهم لجريمته البشعة، والتي رصدتها كاميرات الموبايل وشاشات مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة.

وأوضح سفاح الإسماعيلية ، للمارة لحظة اعتدائه على المجنى عليه عن وجود خلافات بينهما سابقة، خاصة بعد تدخلهم لإيقاف الجريمة، بالإضافة لقيامه بالتعدى على اثنين من المارة فأحدث بهما الإصابات ولاذ بالفرار، قبل أن يلاحقه الأهالى ويتمكنوا من ضبطه وتسليمه لقوات الأمن.

نتائج كشف الطب الشرعى على  سفاح الإسماعيلية

وسألت النيابة العامة، القاتل فيما نسب إليه من تهم قتل المجنى عليه عمدا مع سبق الإصرار والترصد، ومحاولته قتل عدد من المصابين الآخرين، أقر بارتكابه الواقعة فضلا عن تعاطيه المواد المخدرة المختلفة.

وبتوقيع الكشف الطبي النفسى على المتهم، تبين خلوه من أى أعراض تؤكد على اضطرابه نفسياً أو عقليا؛ ما يساعده على ارتكاب جريمته وفقد صوابه في التمييز بين الخطأ والصواب.

اعترافات سفاح الإسماعيلية

واعترف عبدالرحمن نظمى إبراهيم، وشهرته "دبور" أو كما هو معروف إعلامياً باسم سفاح الإسماعيلية، استخدامه سلاحا أبيض صغيرا سدد به عدة طعنات للمجنى عليه، مشيرا إلى أن القتيل "أحمد محمد صديق" حاول أن يبعد عنه ولكنه لاحقه وأكمل طعنه، وأخرج السكينة الكبيرة وقام بطعنه أكثر من طعنة ".

وأضاف قائلاً ، " هى طلبت معايا كده لأنى كنت شارب قبلها مخدر الشابو، وقعدت أضربه كذا ضربة على رأسه وجسمه وأكتافه، لغاية ما وقع على الأرض، وفضلت برضه مكمل بالسكينة الكبيرة على رأسه وجسمه ورقبته، وكان فيه واحد راكب عجلة عمال بيحجز وبيقولي خلاص أنا مركزتش معاه، وفضلت أكمل ضرب فى المجنى عليه، وبعدها رحت مسكت السكينة الصغيرة فصلت بيها رأسه عن جسده، وأخذت رأسه ومشيت بيها فى شارع طنطا ".

وكان المتهم قد ذبح المجنى عليه وفصل رأسه عن جسده ومثل بجثته أمام المارة في أحد شوارع الإسماعيلية.

نتائج حكم الإعدام على أسرة المجنى عليه

وعبر أهل المجنى عليه، أحمد محمد صديق، عن ارتياحهم  بعد صدور حكم الإعدام ضد المتهم " عبدالرحمن نظمى" وشهرته دبور والمعروف إعلامياً بــ سفاح الإسماعيلية ، خاصة وأن الحكم يؤكد على سلامة تحريات المباحث، وسلامة الوعى للمتهم رغم تعاطيه المخدرات قبل ارتكاب الجريمة.

خطاب دبور إلى والدته فى واقعة مذبحة الإسماعيلية 

أرسل عبدالرحمن دبور، وشهرته دبور، خطاباً إلى والدته، من داخل محبس قبل أيام من النطق بقرار فضيلة مفتى الجهورية، يطمئن فيه على عائلته، مؤكداً خلاله التزامه بالصلاة والرضاء بقضاء الله، وفى محاولة منه للاطمئنان على والده قائلاً قوله له يسامحنى، وأخبار أسماء أختى وأخواتى وبنات خالتى إيه؟؟ ادعولى كتير، مطالبا بتسديد ديونه وإحضار مصحف وسواك وأذكار الصباح والمساء وقصص الأنبياء وكتاب مقاليد السماء والأرض، ومطالبا والدته  بتربية جوزين حمام أبيض فى شرفة منزلهم.
ووصفت والدة  عبدالرحمن نظمى، والمعروف إعلاميا بــ سفاح الإسماعيلية ، نجلها بالمتهم البرئ، فى واقعة ذبح مواطن بأحد شوارع الإسماعيلية فى نوفمبر من العام الماضى، مشيرة إلى رضا نجلها بمصيره وتنفيذ حكم العدالة وكل ما يريد عمله هو التقرب إلى الله واستغفاره على ما قد ارتكبه من ذنب، نادما أشد الندم.