بدء فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر الأوقاف "عقد المواطنة وأثره في تحقيق السلام المجتمعي والعالمي"
بدأت لليوم الثاني على التوالي، فعاليات المؤتمر الثاني والثلاثين، الذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الذي يعقد هذا العام تحت عنوان: "عقد المواطنة وأثره في تحقيق السلام المجتمعي والعالمي "تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبرئاسة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.
وثمن المشاركون في المؤتمر، في يومه الأول، أمس، المجهودات الحثيثة للقيادة السياسية في تفعيل وترسيخ المواطنة والتسامح والتعايش السلمي ومواجهة التطرف ونشر الفكر المستنير، مؤكدا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي دشن عهدًا جديدًا في تعزيز أسس المواطنة سواء من خلال التشريعات التي تكفل الحريات الدينية أو إطلاق الاستراتيجيات الوطنية التي ترعى حقوق المواطنين على غرار إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، ومن خلال تنفيذ المشروعات القومية التي تستهدف الجميع وخاصة الفئات الأولى بالرعاية، ومنها مشروع (حياة كريمة)، وكذلك المبادرات الرائدة التي تستهدف توفير الحياة الكريمة للمواطنين، والتي تعزز قيم الولاء والانتماء لديهم.
وأشادوا بالتجربة المصرية في مواجهة التطرف، مؤكدا أن عقد المواطنة له أثر بالغ في استقرار وأمان الشعوب، وأن الدولة الوطنية أساس أمان المجتمعات العربية والإسلامية واستقرارها.
وأعرب المشاركون في المؤتمر عن أملهم في أن يساهم المؤتمر في تحريك العقل المسلم للتفكير والتعمق بغية إيجاد البدائل والحلول والمعالجات الناجعة، في إطار سماحة الإسلام ويسره وحكمته لمعالجة ظاهرة التشدد الديني وانعكاساتها السلبية على المواطنة والمصالح القومية والتوازنات الاجتماعية والاستقرار الإقليمي، حيث باتت تشكل تهديدًا حقيقيًّا يستدعي ضرورة التدخل بسرعة ووضع السياسات الوقائية والاستباقية، لمواجهة أخطار الإرهاب والتطرف الطائفي على الأمن المحلي والإقليمي بمفهومه المتكامل الذي يشمل الأمن الفكري والوئام الاجتماعي والسلم الأهلي.
وأكد المشاركون أن الموقف الإسلامي يرتكز على أسس قرآنية جليلة وتطبيق نبوي رائع، ويقع على عاتق الدولةـ أي دولة من دول العالم ـ ومؤسساتها ترسيخ مبادئ المواطنة ومنها الحريات الإنسانية والالتزام بتطبيق القوانين على الجميع لتحقيق الأمن وتحصّين المجتمع من الإنصات لدعاة التخريب، ودعاة الشر المفسدين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، الذين امتلأت قلوبهم حقدًا وضغينة على أهلهم ومجتمعاتهم، الذين زيّن لهم الشيطان أعمالهم، فهدموا البلاد وشرّدوا العباد باسم الإصلاح وغيرها من الكلمات؛ فما كانت إلا مساعدةً للأعداء، ونهبًا لخيرات البلاد، وتدميرًا لكل ما ينتفع به أهل الأوطان.
الجدير بالذكر أن المؤتمر يشارك فيه أكثر من 15 وزيرا للأوقاف ورؤساء الهيئات والشؤون الإسلامية والإفتاء من أنحاء العالم الإسلامي ووفود من 75 دولة، ويهدف المؤتمر إلى ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم وإحياء القيم الإنسانية المشتركة، والحفاظ على المُثل العليا عند جميع الأمم ومختلف الحضارات.