انخفاض الإصابة بسرطان الثدي لـ50%.. ما علاقة «الإستروجين» بالأورام؟
تعمل وزارة الصحة والسكان على دراسة تفعيل مبادرات صحية لعلاج الأورام؛ وذلك استكمالا للمبادرات الرئاسية لتطوير المنظومة الصحية لعلاج الأورام في مصر.
جاء ذلك طبقًا لتصريحات الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، خلال الاحتفالية التي نظمتها الوزارة تحت رعاية الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، القائم بأعمال وزير الصحة والسكان، للاحتفال باليوم العالمي للسرطان.
وأوضح الدكتور مصطفى الصيرفي، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لعلوم السرطان، رئيس قسم الأورام بـ المعهد القومي للأورام، خلال الاحتفالية، أنه يمكن السيطرة على الأورام السرطانية، والشفاء منها بأسرع وقت، من خلال الاكتشاف المبكر والمتابعة الدورية الصحية للمريض.
وذكرت وزارة الصحة -في بيان رسمي- أن معدلات الشفاء من الأورام السرطانية ارتفعت بنسبة تتراوح من ٥٠٪ إلى ٦٠٪ بمعظم دول العالم، مشيرة إلى أن التاريخ المرضي للأسرة ليس سببًا وحيدا في احتمالية الإصابة بالمرض، حيث بلغت نسبة الإصابة بمرض السرطان، نتيجة الأسباب الوراثية ٥٪، كما يعد "التدخين، والملوثات، والسمنة المفرطة"، من مسببات الإصابة بالسرطان.
التدخين والملوثات يتم التحذير منهم طوال الوقت كسبب للإصابة بالأمراض السرطانية، لكن ما علاقة السمنة أو الوزن الزائد بالإصابة بالسرطان؛ خاصة مع السيدات؟
وقال الدكتورة نرمين شوقي كمال، استشاري الأورام بالقصر العيني لـ"مستقبل وطن نيوز": الوزن الزائد مرتبط دائمًا بوجود دهون زائدة بالجسد، فعندما ترتفع نسبة هرمون الأستروجين، خاصة لدى السيدات تحدث إصابة سرطانية للجسد خاصة في منطقة الثدي."
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة: "الدور الكبير الذي تمثله مبادرات رئيس الجمهورية في الاهتمام بالصحة العامة، والنهوض بالمنظومة الصحية، ساهمت في توفير وإتاحة الخدمات الصحية للمواطنين بالمجان؛ تمهيدًا لاستكمال تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل بكافة محافظات الجمهورية، للحفاظ على الصحة العامة لكافة فئات المجتمع، مؤكدًا تطوير المنظومة الصحية لعلاج الأورام في مصر والتي بدأت بمبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة، وجار دراسة تفعيل مبادرات صحية لعلاج الأورام الأخرى".
وأوضح الدكتور طاهر كامل، استشاري التغذية وعلاج السمنة والنحافة في حديثه إلى "مستقبل وطن نيوز": "هناك أطعمة ومشروبات تزيد من نسب احتمالية الإصابة بالأمراض السرطانية، مثل اللحوم المعلبة أو المصنعة، الإفراط في تناول السكر؛ حيث يكون له تأثير بشكل غير مباشر على الصحة العامة للإنسان، والإصابة بالأمراض السرطانية."
ولفت بيان الصحة، أنه تم إتاحة خدمات الفحص، وتلقي العلاج لمرضى الأورام من خلال مراكز متخصصة، منها ١٤ مركزا للأورام تابعين لوزارة الصحة والسكان على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى معاهد أورام جامعة القاهرة، وجامعتي أسيوط والمنصورة.
وتابعت استشاري الأورام بالقصر العيني: "هرمون الإستروجين يقود الجسم إلى حدوث خلل في الخلايا، ويسبب الإصابة بأنواع من السرطانات الفتاكة التي يصعب الشفاء منها."
وتقدم الدولة خدمات فحص وتلقي علاج السرطان في أقسام الأورام التي تم إنشاؤها بكل من جامعة "قناة السويس، والزقازيق، والأزهر الشريف".
وأكد بيان وزارة الصحة على ضرورة الاهتمام بمرض السرطان في مصر، والتوعية المستمرة بأهمية الاكتشاف المبكر لمصابي الأورام، وتلقي العلاج بالمجان من خلال الخدمات الصحية التي تتيحها الدولة المصرية للمواطنين.
وقال الدكتور أحمد مرسي، المدير التنفيذي لمبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة: "إن عدد المنتفعات من الفحوصات ضمن المبادرة حتى اليوم، بلغ ٢٢ مليون سيدة، وتم اكتشاف ٧ آلاف حالة مصابة عن طريق الاكتشاف المبكر"، مشيرًا إلى أن الاكتشاف المبكر للسرطان يساهم في التشخيص والاكتشاف المبكر للأورام، وتلقي العلاج المناسب.
وأضاف استشاري التغذية وعلاج السمنة والنحافة، أن الطعام ليس وحده ما يسبب الأمراض السرطانية، بل هناك عادات ومشروبات أخرى سيئة يكون تأثيرها مباشر، وتعد المسبب الأول للإصابة بالأورام، منها التدخين بكافة أشكاله وأنواعه، والمشروبات الكحولية، وتأتي المشروبات غير الطبيعية التي بها مواد حافظة كثيرة في المرتبة الثالثة بعد التدخين والكحوليات.
وكشف المدير التنفيذي لمبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة، عن نسبة انخفاض الإصابة بسرطان الثدي بالمرحلتين الثالثة والرابعة، قائلاً: "وصلت إلى ٥٠% بعد تفعيل المبادرة"، موضحًا أن المبادرة تطبق أحدث البروتوكولات العالمية لعلاج أورام الثدي على السيدات في مصر بالمجان.
ومن أكثر أنواع السرطان التي يسببها انتشار هرمون الإستروجين هو سرطان الثدي لدى السيدات، وتفسر الدكتورة نرمين شوقي كمال هذا بأن حبوب منع الحمل تحتوي على نسبة كبيرة من مركبات هذا الهرمون، لذلك تكون السيدات الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي عالميًا.
وأشار الدكتور أحمد مرسي إلى الدور الكبير للفحص الإكلينيكي للثدي الذي توفره الدولة ضمن المبادرة، والتي تحرص منذ إطلاقها على التدريب الدوري لأعضاء هيئة التمريض، والرائدات، والمشرفات بالوحدات الصحية، على كيفية إجراء الفحص الذاتي للثدي لمن تقل أعمارهن عن 30 عامًا، مؤكدًا أن المبادرة تستهدف اكتشاف الإصابة في مراحل مبكرة، بحيث لا يتعدى حجم الورم ٢ أو ٣ سم، وذلك خلال عامين من الآن.
ولفت رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لعلوم السرطان ورئيس قسم الأورام بالمعهد القومي الأورام إلى ارتفاع نسبة الإصابة بمرض سرطان الرئة إلى ٨٠٪، بسبب عادات التدخين، والتدخين السلبي، مؤكدًا أن مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس سي، والكشف عن الأمراض غير السارية ساهمت في خفض نسب الإصابة بسرطان الكبد في مصر.
ويرمز لسرطان الثدي بالشارة وردية اللون، واستخدمت الأشرطة الوردية لأول مرة في عام 1991 عندما قامت "مؤسسة سوزان كومان" بالولايات المتحدة بتوزيع أشرطة وردية على المشاركين في سباق بمدينة نيويورك للناجين من الإصابة بسرطان الثدي، وتم الاعتماد الرسمي للشريط الوردي لم في عام 1992، وقد اشتق من لون الأحمر المخصص للإيدز.
