مذكرة تفاهم بين «المصرية للاتصالات» وشركة يونانية للربط عبر الكابلات البحرية
شهد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الدكتور عمرو طلعت، ووزير الحوكمة الرقمية اليوناني، كيرياكوس بياراكاكيس، توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية بين الشركة المصرية للاتصالات، وشركة (جريد تليكوم) التابعة للمشغل اليوناني المستقل لنقل الكهرباء (IPTO)، وذلك للربط بين مصر واليونان باستخدام أنظمة الكابلات البحرية.
وبحسب بيان وزارة الاتصالات، كان الدكتور عمرو طلعت، زار العاصمة اليونانية أثينا لمدة يوم واحد؛ بهدف تعزيز التعاون المشترك بين مصر واليونان في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ووقَّع مذكرة التفاهم كل من المهندس عادل حامد العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمصرية للاتصالات، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة (IPTO) مانوس مانوساكيس، حيث تمهد مذكرة التفاهم الطريق نحو استكشاف خيارات الربط المختلفة بين البلدين وفرص التوسع إلى وجهات أخرى اعتمادا على البنية التحتية المتميزة وقدرات الربط الدولي للشركتين.
وشدد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، على عمق العلاقات المصرية اليونانية على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والثقافية؛ مشيرا إلى الروابط التاريخية التي تجمع البلدين عبر آلاف السنوات لكونهما من أقدم الحضارات التي عرفتها الإنسانية.
وتابع أن مذكرة التفاهم الموقعة بين الشركتين ستسهم في تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من خلال تعظيم معبر البيانات المتوسطي بين مصر واليونان، والذي سيؤدي إلى بحث تسريع إنشاء الكابلات البحرية بين البلدين التي ستخدم التدفق الهائل للبيانات على مستوى العالم، والتي تزداد بشكل تصاعدي.
وأوضح أن موقع مصر الجغرافي المتميز يجعلها مركزا لحركة البيانات بين آسيا وإفريقيا وأوروبا، حيث يتم نقل أكثر من 100 تيرا بايت من البيانات إلى أوروبا مع وجود أكثر من 13 كابل بحري، منوها إلى أنه من المقرر أن تصل إلى 18 كابلا خلال ثلاث سنوات، ويتم التخطيط لإطلاق كابل HARP الذي يمتد حول قارة أفريقيا بحلول عام 2023.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى أن البنية التحتية للكابلات البحرية التي تملكها مصر، والتي تربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر تجعلها مركزا لحركة البيانات المتدفقة من جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا إلى اليونان التي تعد نقطة الدخول الأولى إلى العديد من الدول الأوروبية.
وبدوره، قال وزير الحوكمة الرقمية في اليونان: "نرحب بتوقيع مذكرة التفاهم للربط بين البلدين اعتمادا على ما تتمتعان به من بنية تحتية متميزة للكابلات البحرية، وكلنا ثقة في قدرة البنية التحتية على توفير خدمات الاتصالات ونقل البيانات بجودة فائقة وسعات ضخمة وسرعات كبيرة، وتكتسب هذه الاتفاقية أهمية كبيرة نظرا لأهمية مسار الكابلات وقدرتها على ربط نقاط الاتصال في البلدين وعبر قارات العالم، وتحقيق نمو هائل في الأسواق الرقمية المتنامية".
من جانبه، قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة (IPTO): "استنادا إلى التعاون المستمر مع الحكومة المصرية في مجال الطاقة نشهد توقيع هذه الاتفاقية مع المصرية للاتصالات التي تضع أسسًا بناءة للتعاون بين البلدين في قطاع الاتصالات، وتساهم هذه الاتفاقية التي وقعناها مع أحد أكبر مشغلي الكابلات البحرية في العالم، في تعزيز استراتيجية النمو الدولي لليونان وترسيخ وضعها كمركز اتصالات رئيسي في منطقة البحر المتوسط".
وفي ذات السياق، أكد العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات أهمية تلك الخطوة الاستراتيجية التي تعزز من قدرة الشركة على التوسع في البنية التحتية الدولية وزيادة التنوع الجغرافي للاستثمارات، كذلك سيساهم هذا التعاون الاستراتيجي في تمكين المصرية للاتصالات من العمل على توسيع نطاق خدماتها المقدمة داخل قارة أوروبا عبر شبكة جريد تليكوم الممتدة داخل اليونان وخارجها.
من جانبه، قال مدير شركة (جريد تليكوم) جورجيوس بسيريس، إن شركته استطاعت أن تعقد شراكات تجارية كبيرة على المستويين المحلي والدولي منذ تأسيسها قبل ثلاث سنوات فقط، واستطاعت أن تصبح المقدم الرئيسي لخدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية للمشغلين، مضيفا أنه بموجب هذه الاتفاقية، أصبحت المصرية للاتصالات شريكا رئيسيا وحليفا قويا في التوسع الإقليمي، مما يعكس ثقة سوق الاتصالات في فرص النمو المستقبلية.
وأضاف أن (جريد تليكوم) توفر خدمات الربط المتنوعة باستخدام الألياف الضوئية لجزيرة كريت والأراضي اليونانية، بالإضافة إلى ما تمتلك من بنية تحتية من شبكات في كل من إيطاليا والبلقان وأوروبا الوسطى؛ فيما تعد الشركة المصرية للاتصالات أحد أكبر مشغلي الكابلات البحرية في المنطقة، وتمتد شبكة المصرية للاتصالات الدولية إلى أكثر من 140 نقطة إنزال في أكثر من 60 دولة حول العالم، حيث تستثمر الشركة في توسيع نطاق البنية التحتية للكابلات البحرية، والتي تعد أقصر الطرق وأكثرها اعتمادية بين إفريقيا وآسيا وأوروبا.
وفي سياق متصل، عقد الدكتور عمرو طلعت اجتماعا مع كيرياكوس بيراكاكيس، وزير الحوكمة الرقمية اليوناني؛ لمناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في عدة مجالات من أبرزها دعم التعاون وتبادل الخبرات في مجالات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والاعتراف المتبادل الخاص بالتوقيع الإلكتروني، وكذلك التعاون في مجال الربط عبر الكابلات البحرية واستثمار الموقع المتميز لكلا البلدين لإنشاء ممر بيانات عبر البحر الأبيض المتوسط من مصر إلى أوروبا.
كما اجتمع الدكتور عمرو طلعت مع وزير التنمية والاستثمار اليوناني سبيريدون آدونيس جيورجياديس؛ للتباحث حول الفرص المتاحة للشراكة والاستثمار اليوناني في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري.
وناقش الاجتماع سبل التعاون في جذب واستقطاب الشركات اليونانية؛ للعمل على تصدير الخدمات في مجال صناعة التعهيد من مصر من خلال إنشاء مراكز تميز إقليمي في مصر لخدمة المنطقة العربية والإفريقية ودول أوروبا، وبحث إمكانية إنشاء مراكز بيانات ضخمة في مصر؛ بالإضافة إلى التعاون المشترك في مجال الاستثمار في الشركات الناشئة، وكذلك في تطوير كفاءات وقدرات الكوادر البشرية المصرية واليونانية والإبداع التكنولوجي؛ فضلا عن التعاون بين مركز الابتكار التطبيقي ونظيره في اليونان.
وجرى الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل من الطرفين وتبادل الزيارات من أجل التنسيق المشترك في مجالات التعاون المتفق عليها.