الفريق سعد الدين الشاذلي.. مؤسس الصاعقة وأول قوات مظلية في مصر
تحل اليوم الذكرى الـ 11 لوفاة الفريق سعد الدين الشاذلى، أحد أبطال مصر العظماء، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر 1973، الذي استطاع أن يسطر البطولة والملحمة العظيمة ويصنع النصر، ويستبسل وزملائه في الدفاع عن أرض الوطن بأرواحهم.
وقدم الفريق سعد الدين الشاذلى ، رئيس أركان حرب القوات المسلحة أثناء حرب السادس من أكتوبر عام 1973، العديد من البطولات الغالية.
وولد الفريق سعد الدين الشاذلى في 1 أبريل عام 1922، بقرية شبراتنا التابعة لــ مركز بسيون بمحافظة الغربية، وكان والده من الأعيان، وسمي على اسم الزعيم سعد زغلول.
والتحق بمدرسة بسيون الابتدائية، التي تبعد عن قريته 6 كيلو مترات، وبعد حصوله على الابتدائية، انتقل والده للعيش في القاهرة، وحصل على الإعدادية والثانوية من مدارس القاهرة.
والتحق بالكلية الحربية في فبراير عام 1939، وكان أصغر طالب في دفعته، وتخرج فيها شهر يوليو عام 1940، برتبة ملازم بسلاح المشاة، بدفعة خالد محيي الدين.
ويعتبر الفريق سعد الدين الشاذلي، مؤسس سلاح الصاعقة والقوات الخاصة بمصر، وحصل على التدريب بالمجال في الولايات المتحدة الأمريكية، كأول مصري وعربي يحصل على هذا التدريب، وتم انتدابه للخدمة في الحرس الملكي عام 1943، وشارك في حرب فلسطين والحرب العالمية الثانية.
وبدأت علاقته بالرئيس جمال عبد الناصر، قبل ثورة 23 يوليو، من خلال العلاقة الأسرية، ورحب بفكرة الانضمام للضباط الأحرار عام 1951، لكنه لم يشارك في ليلة 23 يوليو عام 1952 لارتباطه بالدراسة بإحدى الدورات في كلية أركان الحرب.
وكان الفريق سعد الدين الشاذلى، صاحب تأسيس أول قوات مظلية في مصر عام 1954، وشارك في صد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وفي حرب اليمن كقائد لواء مشاه بين عام 1965 و 1966 وشكل مجموعة من القوات الخاصة عام 1967 عرفت باسم مجموعة الشاذلي.
وحظي الفريق سعد الدين الشاذلى، بسمعة طيبة وكبيرة في صفوف القوات المسلحة، حتى تم تعيينه قائداً للقوات الخاصة، الصاعقة والمظلات.
ويعتبر الفريق سعد الدين الشاذلى، من الأبطال العظماء والأجيال الذهبية في صفوف القوات المسلحة، حيث تخرج من تحت يد محمد فوزي ومحمد صادق، أثناء إعادة بناء الجيش بعد النكسة، وتميز بكونه أحد القيادات العسكرية التي شاركت في حرب السادس من أكتوبر عام 1973.
وشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة بعد تعيينه من قبل الرئيس السادات، فى الفترة من 16 مايو 1971 إلى 13 ديسمبر 1973.
وفي يوم 6 أكتوبر عام 1973، وتحديداً في الساعة 2:05 ظهراً، شنت القوات المسلحة المصرية هجوماً كاسحاً على إسرائيل بطول الجبهتين، من خلال تنفيذ خطة المآذن العالية.
وشغل الفريق سعد الدين الشاذلى، منصب قائد أول قوات عربية موحدة في الكونغو، كجزء من قوات الأمم المتحدة فى الفترة من 1960 حتى 1961.
وحصل على تكريم من خلال فيلم وثائقي صغير يحكي بطولاته من خلال الرئيس عبد الفتاح السيسى عام 2015، الذي روى فيه قدرته العالية وتسطيره ورفاقه بأحرف من نور ملحمة أكتوبر العظيم.
وشغل سعد الدين الشاذلي منصب سفير مصر في لندن عامي 1974 و1975 وسفيرها في البرتغال لمدة 3 سنوات.
وكتب الفريق سعد الدين الشاذلى، العديد من المؤلفات من بينها، “حرب أكتوبر، الخيار العسكري العربي، الحرب الصليبية الثامنة، وأربع سنوات في السلك الدبلوماسي”.
وأنجب الفريق سعد الدين الشاذلى 3 فتيات، وكانت ابنته الكبرى "شهدان"، هي أول فتاة تهبط بالباراشوت في مصر، وتم تخليد الحدث من خلال صورة جمعتها بأبيها.
وولدت شهدان عام 1955، ووالدتها السيدة زينات محمد متولي السحيمي، ابنه محمد متولي باشا السحيمي، مدير الكلية الحربية، في ثلاثينيات القرن الـ20 والتي تزوجت من صلاح دانس الطيار الحربي بالقوات المسلحة.
وتوفي الفريق سعد الدين الشاذلى في 10 فبراير عام 2011 عن عمر ناهز الـ89 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض.
