أيقونات شهداء الشرطة في عيدها الـ70
الملازم أول محمد جودة عثمان.. أسد العمليات الخاصة
لم يكن اعتصام رابعة والنهضة مجرد تظاهرة ضد سلطة، ولكنه كان بمثابة تحدي للدولة، وتعطيل لمهامها، ومحاولة لفرض إرادة جماعة إرهابية على الوطن، ووأد مستقبله، وإجهاض ثورته التي خرجت في 30 يونيو.. إلا أن فض اعتصام رابعة راح ضحيته العديد من الأبطال الذين استشهدوا فيه، وأولهم الملازم أول محمد جودة عثمان.
بدأت الحكاية مع انطلاق قوات الأمن المركزي والعمليات الخاصة لفض اعتصامي رابعة والنهضة، ليرتفع الشهيد الملازم أول محمد جودة عثمان، كأول شهيد في عمليات الفض برصاص الغدر من قبل قناصة الجماعة الإرهابية الذين اعتلوا الأسطح لقتل الضباط والجنود.
في يوم 14 أغسطس 2013، وخلال فض اعتصام رابعة العدوية أطلق مسلحون النار من فوق أسطح العقارات على القوات الأمنية ليلقى الشهيد محمد جودة الشهادة مع 6 آخرين من رجال الشرطة، فيما تبين أن المسلحين نصبوا منصات لإطلاق النيران من «رَشَّاشات، بنادق آلية، بنادق خرطوش، طبنجات، فردة خرطوش، فرد روسي» ليرتفع الشهيد إلى السماء برصاصة في الرأس من عيار آلي اخترق الخوذة التي كان يرتديها.
أسد العمليات الخاصة
أما لقب الشهيد محمد جودة عثمان بين زملائه فهو أسد العمليات الخاصة والذي كان يتبقى على ترقيته لدرجة نقيب ثمانية أشهر فقط.
تخرج البطل محمد جودة عثمان في كلية الشرطة عام 2010، ولم يتزوج أو يخطب، ما جعله عريس السماء في ذلك اليوم بعد أن استشهد في عمر 24 عامًا.
التقرير الطبي
وفق التقرير الطبي للشهيد محمد جودة عثمان فإن الإصابة التي أدت إلى استشهاده عِبارة عن هبوط بالدوْرة الدموِيَّة والتَنَفُّسيَّة نتيجة طلق ناري بالوجه وكسر مُتَهتِّك بالفَك السفلي وكسر بعِظام الجُمجُمة وإشتِباه تَهَتُّك بالمُخ، وفي تقرير الصِفة التشريحيَّة الخاص به ثابِت أن الجروح المشاهدة بخلفية العُنُق والوجه والموصوفة بالكشف الظاهري هي إصابة حيويَّة حديثة ذات طبيعة نارِيَّة مُفرَدة حدثت من عِيار ناري مُفرَد أُطلِق من سِلاح مُعَد لإطلاق الأعيِرة المُفرَدة من مسافة تجاوزت مدى الإطلاق القريب للأسلحة المُفرَدة وأنه كان اتِّجاه الإطلاق بشكل رئيسي من الخَلْف إلى الأمام بميل بسيط من أعلى إلى أسفل في الوضع الطبيعي القائِم للجِسم مع الأخذ في الاعتبار المدى الواسِع لحركة الرأس وأنَّه يتعذَّر تحديد عِيار السِلاح لعدم استقرار المقذوف وأن إصابته جائِزة المُعاصرة لتاريخ الواقعة وتعزِي الوفاة إلى الإصابة النارِيَّة المُفرَدة بالعُنُق والوجه وما أحدثته من كُسور بعِظام قاعِدة الجُمجُمة ونزيف غزير على سطح المُخ أدَّى إلى تَوَقُّف مراكِز القلب والتَنَفُّس.
ملف خاص عن عيد الشرطة الـ70