ما يحدث في الغاز والكهرباء «معجزة».. مصر تستعرض مسارات الطاقة بمنتدى شباب العالم
توجه النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم اهتمامًا خاصًا بملف الطاقة، من خلال تخصيص جلسة في اليوم الثاني من فعاليات المنتدى، الذي يوافق الثلاثاء المقبل، تحت اسم «مسارات الطاقة: التوجه نحو مستقبل أكثر أمانًا»، من المتوقع أن تناقش الجهود التي قدمتها مصر من أجل تأمين احتياجاتها من الطاقة، وإبراز أهمية استخدام الطاقة النظيفة مثل الطاقة الكهربائية وطاقة الرياح والمياه.
وتنطلق النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم، بحضور ورعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الفترة من 10 – 13 يناير الجاري، في مدينة شرم الشيخ، بحضور شباب يمثلون 196 دولة حول العالم، تحت عنوان “النسخة الرابعة عالم ما بعد جائحة كورونا”.
جهود مصر في تأمين احتياجاتها من الطاقة
وفي هذا الإطار، كشف الدكتور محمد سعدالدين، رئيس جمعية مستثمري الغاز المسال، في تصريحات خاصة إلى “مستقبل وطن نيوز”، أن مصر قبل تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي كانت تعاني من مشكلة نقص الطاقة الكهربائية والغاز، مما أفقد المواطنين الأمل في إيجاد حل لمشكلة انقطاع الكهرباء الدائم، مما يعطل الأنشطة الحياتية للأسر المصرية.
ولفت سعدالدين، إلى أنه بعد تولي الرئيس السيسي وضعت الحكومة رؤية واضحة لتحسن جميع المجالات، وكان من ضمنها الطاقة التي تتلخص في توفير قدر كاف من الكهرباء والغاز، التي تعتبر أساس كل الأنشطة الحياتية والاقتصادية من زراعة وصناعة وتجارة.
وذكر، أن مصر بحثت عن حقوقها في ثروة الغاز الطبيعي في البحر المتوسط، وانتهى بها الأمر في اكتشاف حقل ظهر، الذي حقق اكتفاءً ذاتيًا لمصر من الغاز الطبيعي، وتحقق فائض للتصدير أيضًا، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك احتياطي 200 تريليون قدم من الغاز الطبيعي، وفي حقل ظهر يوجد 30 مليار قدم غاز، بالإضافة إلى 6 حقول أخرى مشابهة له.
منتدى شرق المتوسط تأمين للطاقة
وأوضح سعدالدين، أن منتدى شرق المتوسط يعتبر تأمين للغاز في المنطقة؛ إذ تستقبل مصر الغاز الخاص بدول المنطقة، وتجري عليه عمليات الإسالة ومن ثم تصديره، مما جعل مصر مركزًا للطاقة في الشرق الأوسط وإفريقيا.
وأشار إلى توجه الدولة إلى تحويل الأنشطة التي تعمل بالمشتقات البترولية مثل السولار والبنزين للعمل بالغاز الطبيعي بعد الاكتشافات العملاقة التي تمت خلال الفترة الماضية، مثل تحويل السيارات ومحطات الكهرباء للعمل بالغاز الطبيعي، وتوصيل الغاز إلى المنازل ليكون بديلًا للبوتاجاز، لافتًا إلى أن التحول للعمل بالغاز الطبيعي يضمن عدم حدوث أزمات في الطاقة؛ بسبب توافر احتياطي استراتيجي ضخم.
توفير الطاقة الكهربائية
وفي هذا الشأن، كشف سعدالدين أن إنتاج مصر من الكهرباء قبل عام 2014 كان 23 ألف ميجا، وكان يوجد عجز بمقدار 7 آلاف ميجا؛ مما جعل انقطاع التيار الكهربائي عادة يومية يشتكي منها المواطنون.
وذكر، أن الحكومة عملت على إنشاء 3 محطات ضخمة لإنتاج الكهرباء لسد العجز وتحقيق فائض للتصدير، وهي البرلس وبني سويف والعاصمة الإدارية الجديدة؛ مما زاد الإنتاج بمعدل 14 ألف ميجا؛ بالإضافة إلى تركيب وحدات لزيادة إنتاج الطاقة في محطات الكهرباء القائمة، لإنتاج طاقة كهربائية بنفس مستوى الغاز المستهلك في الإنتاج.
وتابع أن الدولة تنتج حاليًا 60 ألف ميجا من الطاقة الكهربائية، أي ما يساوي ضعفي إنتاج ما قبل 2014 من الغاز، لافتًا إلى وجود 25 ألف ميجا احتياطي الكهرباء جاهز للتصدير إلى ليبيا والسودان والسعودية والأردن وسوريا والعراق ولبنان وقبرص.
الطاقة المتجددة
ولفت سعدالدين، إلى أن 20% من إجمالي الطاقة التي تنتج في مصر من مصادر متجددة مصل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمياه وتدوير المخلفات، أي بما يساوي 10 آلاف ميجا، مشيرًا إلى أنه من المستهدف جعل الطاقة المتجددة تشكل نسبة تتراوح ما بين 50 – 60% من إجمالي الطاقة المولدة في مصر بحلول عام 2040، خصوصًا أن تكلفة إنتاج الطاقة المتجددة انخفضت من 14 سنت إلى 2 سنت فقط.
وأضاف، أن ما يحدث بخصوص إنتاج الطاقة من الكهرباء والغاز الطبيعي معجزة بما تحمله الكلمة من معنى؛ وذلك نتيجة فكر جيد وتنفيذ دقيق من وزارتي الكهرباء والبترول، لافتًا إلى أن ذلك يؤمن مستقبل مصر من الغاز الطبيعي والكهرباء.
إجراءات وقائية غير مسبوقة
وأعلنت إدارة منتدى شباب العالم استخدام تقنيات غير مسبوقة في الكشف والاحتراز والوقاية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) خاصة المتحور الجديد "أوميكرون" وذلك خلال فعاليات النسخة الرابعة للمنتدى الذي يعقد بمدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، في الفترة من 10 إلى 13 يناير الجاري بحضور ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضحت إدارة منتدى شباب العالم - في بيان، اليوم الجمعة - أن التقنيات غير المسبوقة تضم روبوت متطور يعمل على تعقيم القاعات، وروبوت آخر يقوم بقياس درجات الحرارة للمشاركين وتوزع على الحضور أدوات التعقيم، وتقديم المعلومات عن القاعات وأماكن الفعاليات، بالإضافة إلى روبوت يوزع الأطعمة والمشروبات على الحضور، كما تتميز كل الأبواب الخاصة بقاعات وجلسات ووسائل الانتقال بالمنتدى بأنها ذاتية التعقيم، حيث تمنع هذه التقنية انتقال العدوى في حالة ظهور حالات إصابة.
وأضافت، أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية خلال تنفيذ الفعاليات والأنشطة، وفي هذا الإطار أعدت إدارة المنتدى خطة محكمة بالتعاون مع أجهزة الدولة وشركات القطاع الخاص المتخصصة لضمان سلامة جميع المشاركين، بدءا من مراحل التسجيل واشتراط تلقي الجميع للقاحات ضد كوفيد-19، سواء للمشاركين من داخل مصر أو خارجها.
وأكدت أنه تم استحداث لجنة تنظيمية جديدة ضمن لجان التنظيم لتكون مدعومة بفريق طبي ومزودة بإمكانيات متخصصة لفحص ومتابعة أية حالة يتم الشك في إصابتها بأي أعراض كوفيد-19، وتضمنت الإجراءات التأكد من جاهزية الغرف المخصصة للعزل في كل فندق في حال ظهور إصابة لأحد المشاركين في المنتدى مع ضمان تقديم كافة سبل الرعاية الصحية اللازمة.
ولفتت إلى أنه تم تدريب جميع القائمين على تنظيم المنتدى على الإجراءات الوقائية والبروتوكولات التي سيتم تطبيقها طوال فترة الانعقاد، مع إجراء فحص دوري كل 48 ساعة لجميع المشاركين والضيوف، واستخدام الكاميرات الحرارية قبل دخول القاعات، وتطبيق كافة قواعد التباعد الاجتماعي خلال الجلسات وأنشطة المنتدى وغيرها من الإجراءات الوقائية التي تطبق بمنتهى الحرص.