يظهر في منتدى شباب العالم.. من هو جيل "z"؟.. أستاذ علم اجتماع يتحدث لـ«مستقبل وطن نيوز»
يعتبر موضوع "منظور الجيل Z لعالم ما بعد الجائحة" من المحاور المهمة التي يناقشها منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة والمزمع بدء جلسته الافتتاحية يوم الإثنين المقبل، ويستمر حتى الأربعاء، بحضور ورعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وتأتي ورشة العمل التي حملت اسم جيل Z ، لتثير الكثير من التساؤلات حول من هم جيل “z”، في ظل التغيرات الاجتماعية والعملية التي أحدثها ظهور فيروس كورونا، وتوجه الشباب من الجيل الجديد لتغيير وجهة نظره وأساليب تفكيره في أمور عديدة، في مقدمتها العمل والعلاقات الاجتماعية.
يبدأ من مواليد عام 1995
وحول طبيعة الجيل (Z) ومن هم تحديدا، قال الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع في جامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ"مستقبل وطن نيوز"، إن الجيل Z هو الجيل الذي يبدأ من مواليد عام 1995 حتى منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة تقريبًا، وذلك بحسب تقسيم الأجيال، لافتًا إلى أن جيل Y يبدأ من مواليد تاريخ 1981 حتى عام 1996، بينما جيل ألفا يبدأ من منتصف الألفية الثالثة حتى عام 2020.
وأوضح زايد، أن شباب الجيل Z يتمتعون بصفات مختلفة عن الأجيال التي تسبقهم، حسب تصنيفات تقسيم الأجيال، لافتًا إلى أن الجيل المشار إليه يتميزون أفراده بمزاج متقلب وآراء مختلفة، ويميلون للعمل الحر بعيدًا عن روتين العمل اليومي، ولا يميلون إلى العمل وفق توجيهات رئيس للعمل.
الجيل Z أكثر انفتاحا مقارنة بالأجيال الأخرى
ولفت إلى أن الجيل Z أكثر انفتاحًا مقارنة بالأجيال الأخرى، معتمدًا في ذلك على الإنترنت، والتواصل مع الأخرين عبر العالم الافتراضي، ويعتمد في معلوماته على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، بعيدًا عن الأساليب المعتادة في جمع المعلومات والتعرف عليها.
تقسيم الأجيال
وأشار أستاذ علم الاجتماع إلى أن الباحثين درجوا على ترتيب الأجيال كالتالي: الجيل الأعظم، وهو الجيل الذى ولد قبل عام 1982 ويبلغ عمره الآن ما بين 88-100 عام، وهو الجيل الذى أنقذ العالم، بالانتصار في الحرب العالمية الثانية، ثم الجيل الصامت: وهو الجيل الذى ولد في الفترة من 1928-1945، وهو الجيل الذى شهدت طفولته الأزمة الاقتصادية الكبرى في الثلاثينيات، والحرب العالمية الثانية وهو يسمى بالصامت (وهو الوصف الذى وصفه به مجلة التايمز عام 1951) للدرجة العالية من الالتزام والتوافق وملكية العقل المدني، ثم الجيل أطفال الرخاء Baby Boom G، الذى ولد في الفترة من 1946- 1968 وهو الجيل الذى شهدت طفولته الرخاء الاقتصادي في الخمسينات والستينات.
الجيل X
ولفت إلى أن الجيل (X) هو الجيل الذى ولد في الفترة من 1965-1980، وهو الجيل الذى شهد التحول الكبير في منظومات القيم وفقدان الرقابة الأسرية نتيجة ارتفاع معدلات الطلاق، وغالباً ما يطلق على هذا الجيل جيل الموسيقى أو جيل التلفزيون والفيديو، وهو جيل صبور محب للعمل يوصف أهله بأنهم يعملون دون قيود ولذلك فإنهم أميل إلى ريادة الأعمال.
وأشار إلى أن جيل الألفية، وهو الجيل الذى ولد بعد عام 1980 والذى بلغ أشده في بداية الألفية الجديدة، ويطلق على هذا الجيل جيل (y) على أنه جيل لاحق للجيل (X) ويتسم هذا الجيل بالتوسع في استخدام الانترنت وأجهزة المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي، ولذا فإنه يشكل بداية تكوين الجيل الرقمي، وهو الجيل الذى تحمل أعباء التراجع الاقتصادي وآثار جائحة كرونا، فقد جعلته هذه الأحداث يعانى من ارتفاع معدلات البطالة الأمر الذى جعل الجيل برمته أشد معاناة من الجيل السابق عليه والجيل اللاحق له.
جيل Z (المرقمن)
وأخيرا جيل (Z) فأوضح أنه هو الجيل الذى ولد منذ منتصف التسعينات وحتى نهاية العقد الأول من الألفية وغالباً ما يطلق عليه الجيل المرقمن أو جيل تكنولوجيا المعلومات ويتسم هذا الجيل بأنه جيل أكثر اعتدالاً وأقل قدرة على المخاطرة وأشد مرونة من الجيل السابق عليه كما أنه يتسم بالقلق والاكتئاب رغم أنه أقل ميلاً إلى استهلاك المخدرات والكحوليات من الجيل السابق عليه، ثم جيل ألفا، وهو الجيل الأصغر الذى ولد في العقد الثاني من الألفية، وحتى منتصف العقد الثالث. إنه جيل من الأطفال الصغار الذى ينتمون لأسر جيل الألفية (مثل الجيل السابق عليهم). ويعتبر هذا الجيل في طور التكوين الآن، فنصفه لم يولد بعد، وهو الجيل المتوقع أن يصل باستخدام التكنولوجيا المرقمنة إلى مستوى، وهو الذى سوف يشكل مستقبل المجتمعات المعاصرة.
وعن أبرز خصائص جيل (Z) أشار إلى أن أبرز خصائصه تتمثل على المستوى النظري العام بأوصاف مختلفة، فهو جيل الانترنت والجيل الرقمي، والجيل المبرمج، والجيل المتصل دائمًا بالشبكة، والجيل الشبكي؛ كما أنه جيل يعيش عالم الواقع والعالم الافتراضي، وهو في حالة تحول دائم بين العالمين. ومن ثم فإنه جيل لديه قدرة هائلة على البحث عن مصادر المعلومات وعلى استخدامها وإعادة توظيفها بسرعة، ومن ثم القدرة على إنجاز الأعمال السريعة التي لا تتطلب تراكما كبيرًا أو تذكرًا ودون بذل جهد كبير، ومع ذلك فإنهم لا ينظرون إلى عملهم نظرة ضيقة في ضوء معطيات محلية ولكن يتبعون نظرة كونية، ومن ثم فإنهم كثيرو الحراك وأكثر تعلقًا بتعلم اللغات الأجنبية.
مميزات جيل Z
وبحسب زايد، يتميز هذا الجيل عن الجيل الذي سبقه في كثير من الأمور، فطالما أن الحراك والتغير السريع هما سمتان رئيسيتان لهذا الجيل، فإنه سوف سيكون جيلًا أكثر تقلبًا، وسوف لا يقلقه كثيرًا ما كان يقلق الجيل السابق. الدليل على ذلك هو العلاقة بالعمل الذي كان الجيل السابق يحرص على أن يكون عمله مستقرًا ودائمًا، في حين أن الجيل الحالي لا يقلق كثيرًا من تغير العمل، فالميل المتجذر لدى جيل (Z) هو البحث عن الاستقلال في العمل، الأمر الذي يدفع الكثيرين من أبنائه إلى تجربة العمل الحر حتى وإن حقق خسارة، كما أن هناك ثمة جرأة هنا على المخاطرة سواء في تغيير العمل أو في البحث عن الانخراط في الأعمال الحرة.
وأكد أن هذه الخصائص ميلًا كبيرًا لدى هذا الجيل نحو الاستقلال ونحو الابتعاد عن الجيل الأسبق مع محاولة تطوير أساليب أكثر مرونة فيما يتصل بالعمل، وأساليب أكثر مرونة فيما يتصل بالحركة عبر فضاءات أكبر وأوسع من الحياة.
موعد انطلاق الجلسة الافتتاحية للمنتدى
وتنطلق النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم، بحضور ورعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الفترة من 10 – 13 يناير الجاري، في مدينة شرم الشيخ، بحضور شباب يمثلون 196 دولة حول العالم، تحت عنوان "النسخة الرابعة عالم ما بعد جائحة كورونا).
إجراءات وقائية غير مسبوقة
وأعلنت إدارة منتدى شباب العالم استخدام تقنيات غير مسبوقة في الكشف والاحتراز والوقاية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) خاصة المتحور الجديد "أوميكرون" وذلك خلال فعاليات النسخة الرابعة للمنتدى الذي يعقد بمدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، في الفترة من 10 إلى 13 يناير الجاري بحضور ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضحت إدارة منتدى شباب العالم - في بيان، اليوم الجمعة - أن التقنيات غير المسبوقة تضم روبوت متطور يعمل على تعقيم القاعات، وروبوت آخر يقوم بقياس درجات الحرارة للمشاركين وتوزع على الحضور أدوات التعقيم، وتقديم المعلومات عن القاعات وأماكن الفعاليات، بالإضافة إلى روبوت يوزع الأطعمة والمشروبات على الحضور، كما تتميز كل الأبواب الخاصة بقاعات وجلسات ووسائل الانتقال بالمنتدى بأنها ذاتية التعقيم، حيث تمنع هذه التقنية انتقال العدوى في حالة ظهور حالات إصابة.
وأضافت، أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية خلال تنفيذ الفعاليات والأنشطة، وفي هذا الإطار أعدت إدارة المنتدى خطة محكمة بالتعاون مع أجهزة الدولة وشركات القطاع الخاص المتخصصة لضمان سلامة جميع المشاركين، بدءًا من مراحل التسجيل واشتراط تلقي الجميع للقاحات ضد كوفيد-19، سواء للمشاركين من داخل مصر أو خارجها.