خاص|برد الشتاء ينعش الطلب على البقوليات ومواد العطارة.. وتجار يؤكدون استقرار الأسعار
بينما ينهي صيام الأقباط -مع بدء احتفالات عيد الميلاد المجيد- جانبًا من الطلب على البقوليات مثل العدس والفول، يُعزز الطقس البارد الطلب من جديد على المنتجات التي تحظى بقبول واسع وإقبالٍ مرتفع شتاءً؛ حيث يُتوقع أن تنتعش مبيعات الفول والعدس والحمص، طوال شهور الشتاء، بحسب تجار العطارة.
التجار قالوا في تصريحات إلى «مستقبل وطن نيوز» إن الأمر بمثابة موسم كل عام، يزداد فيه الطلب على الحمص والعدس والفول، لقدرتهم على مد الجسم بالطاقة والبروتينات، فضلًا عن صيام الأقباط الذي يرفع الطلب في هذا التوقيت على البقوليات، بالإضافة أيضا إلى مواد العطارة ومكسبات الطعم والرائحة وفي مقدمتها التوابل.
وتنتعش مبيعات العدس في موسم الشتاء؛ نتيجة لزيادة الإقبال على الشراء؛ حيث يعد الطبق الأساسي لدى جميع الفنادق والمطاعم الكبرى، ولا يخلو منه بيت؛ خاصة في ذروة موسم استهلاكه لارتفاع قيمته الغذائية، ويباع كيلو العدس الأصفر بأسعار تتراوح بين 20-26 جنيهًا، ويباع العدس بجبة بسعر 30-26 جنيها للكيلو.
أسعار البقوليات مستقرة بفعل دخول الواردات الجديدة
تيسير بغدادي نائب شعبة العطارة بالغرف التجارية، قال لـ«مستقبل وطن نيوز» إن الطلب مرتفع هذه الأيام ككل عام لولا ارتفاع معدلاته لأسباب من بينها الزيادة في عدد المستهلكين أنفسهم؛ لكن أسعار البقوليات مثل العدس والفول مستقرة بفعل دخول الواردات الجديدة المتعاقد عليها منذ شهرين، علاوةً على أن التجار أنفسهم لا يحبذون فكرة الزيادة في الهوامش الربحية أملًا في تحقيق المبيعات، مشيرًا إلى أن صيام الأخوة الأقباط رفع الطلب الفترة الأخيرة.
وتستهلك مصر سنويًا من محصول الفول حوالي 450 ألف طن؛ بينما ما تم زراعته العام الماضي مساحة 120 ألف فدان، وتصل إنتاجية الفدان إلى حوالي 1.6 طن بإجمالي إنتاجيه العام الماضي بلغت 180 ألف طن؛ ما يمثل نسبة 40 في المئة من حجم الاستهلاك المحلي؛ أي أنه يتم استيراد 60 في المئة من الفول من الخارج.
وأضاف بغدادي، أن الطلب على العدس بنوعيه، الأصفر وبجبة الأسود، مرتفع وبلغ أكثر من 150 ألف خلال العام الجاري، تستورد مصر أغلبه من الخارج، لكن حتى مع الطلب المرتفع لا يزال السعر مستقرًا وفي منأى عن الزيادة العالمية الأخيرة، بسبب الدخول المبكر للشحنات الجديدة من الإنتاج إلى السوق المحلية، لافتًا إلى أن سعر الفول 22 جنيهًا، والعدس بـ15 جنيهًا، والفاصوليا بـ22 واللوبيا بـ24 جنيها.
إقبال على مواد العطارة والتوابل والسعر مستقر
وأشار محمد زاهر، أحد مستوردي العطارة، في تصريحات إلى «مستقبل وطن نيوز» إلى أن مواد العطارة تشهد إقبالاً كبيرًا وبشكل خاص على التوابل كالفلفل الأسود والبابريكا والحبهان والمستكة، وهي منكهات لا غنى عنها في أي مطبخ، ومع ذلك تظل أسعارها في المتناول هذه الأيام بدعم من الوفرة العالمية في المعروض من الدول المنتجة.
وفي وقت سابق العام الماضي، حظرت وزارة التجارة والصناعة، تصدير البقوليات، في إطار التدابير الاحترازية لمكافحة جائحة كورونا، وتأمين احتياجات الأسواق؛ قبل أن تعيد الوزارة تمديد القرار 3 أشهر أخرى بدأت في يناير وحتى مارس، وشمل قرار وزارة التجارة والصناعة، سلعة الفول؛ حيث قررت الوزيرة نيفين جامع في وقت سابق، وقف تصديره، بعد التنسيق مع وزير التموين والتجارة الداخلية علي المصيلحي، في إطار خطة الدولة لمواجهة تداعيات فيروس كورونا وتوفير احتياجات المواطنين من السلع الأساسية.
توقعات بارتفاع الشراء بسبب الأسعار واتساع القاعدة الاستهلاكية
وأوضح محمد زاهر، أن سعر الحبهان انخفض للنصف تقريبًا، ليسجل 400 جنيه للكيلو، وأن الطلب مرتفع خاصة من قبل المطاعم التي ترتفع مسحوباتها من التوابل والعطارة اللازمة لإضافة النكهات إلى المشويات والأطعمة الخاصة بها، متوقعًا أن يظل الطلب على وتيرته الفترة المقبلة؛ نتيجة اتساع القاعدة الاستهلاكية، وتواضع السعر بشكل عام في السوق المحلية.
وحسب بيانات مجلس الوزراء، زاد إنتاج مصر من البقوليات بنسبة 2 في المئة، فسجل 300 ألف طن عام 2020 مقارنة بـ294 ألف طن عام 2014، وتكشف بيانات نشرة التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن فاتورة استيراد مصر من العدس زادت بنسبة 31.2 في المئة، خلال الفترة من «يناير-أغسطس 2021» لتبلغ 77.994 مليون دولار في مقابل 59.457 مليون دولار خلال نفس الفترة من 2020، بينما تراجعت خلال أغسطس فقط بنسبة 73.3 في المئة، لتسجل 1.292 مليون دولار في مقابل 4.835 مليون دولار خلال نفس الشهر من 2020.