بعد مرور 80 عامًا.. الحكومة تعقد اجتماعها الأول بعيدًا عن «2 شارع مجلس الشعب»
لأول مرة منذ أكثر من 80 عامًا، تعقد الحكومة المصرية، اجتماعها الأسبوعي، في مقر رسمي رئيسي جديد، يبعد عشرات الكيلو مترات عن مقرها التاريخي في "2 شارع مجلس الشعب- القصر العيني- القاهرة"، الذي شهد على مدى عقود، أحداثًا فاصلة وكواليس صناعة السياسة.
في صباح اليوم الخميس، ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أول اجتماع للحكومة بكامل هيئتها في مقر مجلس الوزراء الجديد بالعاصمة الإدارية، لمناقشة عدد من الملفات المهمة، في إطار توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالانتقال الفعلي إلى «الحي الحكومي» بالعاصمة الجديدة، وبدء العمل لفترة انتقالية تجريبية.
عدد كبير من النوافير، والنصب، وساري علم كبير، تحيطه الأشجار والحدائق، هذا هو المشهد بمقر مبنى مجلس الوزراء الجديد بالعاصمة الإدارية الجديدة.
الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة، هو واحد من 9 أحياء رئيسية مكونين للعاصمة الإدارية الجديدة، يقام الحي الحكومي على مساحة 4.8 مليون متر مربع، مساحة المباني فيه مقامه على 60 فدانًا.
حرصت الدولة في تخطيطها للعاصمة الإدارية الجديد أن تكون المساحات الخضراء هي الشاغل الأكبر للمساحة بجميع أحياء العاصمة الجديدة، لذلك الصورة الأولى التي ستنطبع في ذهنك عند مشاهدة مقر مجلس الوزراء الرئيسي الجديد بالعاصمة الإدارية الجديدة أنك تشاهد متنزه كبير يتزين باللون الأخضر نتيجة كثافة الزرع والأشجار التي تحيط المبني، بالإضافة إلى النوافير، والنصب وساري العلم المصري الكبير الذي يرفرف في هواء العاصمة الإدارية الجديدة.
يقسم الحي الحكومي إلى عدد من المجمعات الحكومية والرسمية، على هيئة مستطيلات، تبلغ 19 مستطيلاً، تضم هذه المستطيلات 34 مبنى وزاريًا، بجانب بعض المباني الحكومية التي تتبع وزارة الداخلية، وبعض الهيئات الرقابية.
يتوسط مقر مجلس الوزراء المباني الحكومية والرسمية، وكأنه يطل عليهم جميعًا، وفي خلفية مقر مجلس الوزراء مقر مجلس النواب الجديد بقبته المميزة، وبنظرة من أعلى للرسم الهندسي لمقر مجلس الوزراء ومقر مجلس النواب ستجدهم على خط واحد، متقابلين لبعضهما.
على أطراف الحي الحكومي توجد بعض المباني الخدمية الخاصة بالحي، مثل مباني تحكم الكهرباء، ومبنى كاميرات المراقبة، وبعض المباني الأخرى المسئولة عن إدارة خدمات الحي بشكل تكنولوجي بنسبة 100%.
واجهات جميع مقرات الوزارات الجديدة بالحي الحكومي تشبه المرايا، نظرًا لمواد البناء المستخدمة، فهي من الرخام الفاتح العاكس للضوء، وزجاج الدبلوجلاس العازل للصوت والحرارة.
"ساحة الشعب" تخترق الحي الحكومي، وهي عبارة ساحات خضراء كبيرة، تتوسطها النوافير، ومنصتين، ومقاعد كثيرة، ومسرحين مكشوفين.
أضخم سارية علم في العالم، ويبلغ طولها 185 مترًا، تتوسط ساحة الشعب، ومن حولها العديد من المباني التجارية، وبالقرب من ساحة الشعب يوجد النصب التذكاري بطابعه الفرعوني المميز، الذي يضم 160 عمودًا بين الدائري الاسطواني، والمربع والتي كتب عليه شهداء الوطن على مر التاريخ.
ولا تزيد ارتفاعات المباني في الحي الحكومي عن 9 طوابق، ويوجد مباني وزارية مكونة من 6 طوابق فقط، ويحدد عدد طوابق مبنى كل وزارة احتياجات الوزارة الفعلية من المساحة والكثافة العددية التي توجد بها، جميع المباني بالحي الحكومي مجهزة بطابقين تحت الأرض، وعدد كبير من المصاعد لتيسير حركة المواطنين والموظفين.
واستهل الدكتور مصطفى مدبولي اجتماع الحكومة، اليوم الخميس، بالترحيب بأعضاء الحكومة في المقر الجديد بالعاصمة الإدارية الجديدة، معبرا عن أن هذا اليوم يعد يوماً تاريخياً، وذلك بعد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، عن تدشين الجمهورية الجديدة.
واعتبر رئيس الوزراء في هذا السياق، اجتماع الحكومة في الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة، بمثابة رسالة قوية وواضحة للعالم أجمع، مفادها أن مصر تخطو بخطي حثيثة، وقوية نحو المستقبل رغم كل التحديات.
وقال مدبولي، إن "اجتماع اليوم بالمقر الجديد لمجلس الوزراء بالحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة، يأتي في إطار بدء الانتقال التدريجي للعمل من العاصمة الإدارية الجديدة".
وشدد رئيس الوزراء على أن تبدأ الأطقم المختصة في كل وزارة بالتشغيل لمباني الوزارات، موجها بأن تكون لدى كل وزير خطة متكاملة لهذا الانتقال التدريجي، وأن يكون هناك تواجد للوزراء بالمباني الحكومية الجديدة بصورة تدريجية، تمهيداً للانتقال الكامل والعمل من الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية.
وأوضح مدبولي أن الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة، ليس انتقالا جغرافيا فقط، ولكنه تغيير لمنظومة العمل الإداري بالكامل في الجهاز الإداري للدولة، كما يأتي في إطار السعي لحوكمة تلك المنظومة، وإتمام الخطوات الخاصة برقمنة مختلف الخدمات، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي فى هذا الصدد، جنبا إلى جنب تدريب العاملين بالقطاع الحكومي بما يتماشى مع هذه المنظومة الجديدة للعمل.
وعبر الدكتور مصطفى مدبولي عن شعوره بالفخر بما تحقق في هذا المكان؛ مشيرا إلى أنه منذ نحو 5 سنوات كانت هذه المدينة مجرد حبر على ورق ومخططات فقط، منوها بأن ما تحقق اليوم يٌسجل كإنجاز يحسب للرئيس السيسي، ومتابعته وتوجيهاته المستمرة في كل خطوة بهذه المشروعات، كما يحسب للحكومة بكل وزاراتها وجهاتها وأجهزتها التي قامت بتنفيذ مختلف المشروعات في العاصمة الإدارية الجديدة، بالتعاون مع الجهات والشركات المختلفة.
وتابع مدبولي، أن "ما تحقق من أعمال قد يستغرق فترات زمنية لا تقل عن 15 أو 20 عاما في دول أخرى، وهو ما يدعوني لتوجيه الشكر لكل من أسهم في ظهور هذه المدينة للنور لتسطع أمام العالم بأسره كبداية للجمهورية الجديدة".