رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

حوار| كبير الأثريين: زيارة الرئيس السيسي لمناطق القاهرة التاريخية دافع لنا.. و2021 عام أثري بامتياز

نشر
مجدي شاكر كبير الأثريين
مجدي شاكر كبير الأثريين

اهتمام الدولة بتطوير القاهرة التاريخية يحمل رسائل متعددة

تطوير القاهرة التاريخية يشمل مشاريع عديدة على رأسها سور مجرى العيون

زيارات الرئيس لمواقع العمل يعتبر نهجًا يسير عليه مسؤولي الدولة

تطوير القاهرة التاريخية يساهم بشكل فعال في تنشيط السياحة.. والتسويق الجيد يتوج جهود التطوير

يُشكل ملف تطوير مناطق القاهرة التاريخية حيزًا كبيرًا في اهتمام الحكومة، بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي طالما يشدد على الأهمية القصوى في إعادة تلك المناطق إلى رونقها المعتاد، بعد الإهمال الجسيم الذي تعرضت له لسنوات عديدة، على اعتبار أنها من أهم عناصر الجذب السياحي نظرًا لأنها تحتضن تراثًا متنوعًا يعبر عن التاريخين الإسلامي والقبطي على وجه التحديد.

ووجه الرئيس السيسي، في هذا الإطار، بتكثيف جهود تطوير المناطق التاريخية القديمة بالقاهرة، لإبراز دورها كمركز ثقافي وحضاري وسياحي، وذلك بالتناغم والتكامل مع جهود التوسع في المجتمعات العمرانية الجديدة الجاري تنفيذها على مستوى الجمهورية.

ويوم الجمعة الماضي، زار الرئيس السيسي ورش ومصانع الفخار في مصر القديمة، بعد تأهيلها وتطويرها، وإدخال الأفران التي تعمل بالغاز الطبيعي والكهرباء، بدلًا من حرق الخشب، كما تابع مشروع تطوير مناطق سور مجرى العيون، واطلع على آخر الإنجازات التي تمت في ملف تطوير القاهرة التاريخية.

وفيما يخص تطورات الإنجاز في الملف محل المناقشة أجرى موقع "مستقبل وطن نيوز" حوارا مع الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين في وزارة السياحة والآثار، الذي تحدث معنا عن الأهمية التاريخية لإحياء المناطق التراثية في القاهرة التاريخية، واهتمام الدولة غير المسبوق بإعادة رونقها الغائب منذ سنوات طويلة، وتوجه الحكومة نحو خدمة ملف السياحة والآثار بشكل عام.. ونقدم فيما يلي تفاصيل الحوار:

1- في البداية ماذا يعني اهتمام الدولة بتطوير القاهرة التاريخية؟

اهتمام الدولة بتطوير القاهرة التاريخية وإعادة جزء كبير منها إلى رونقها الغائب بسبب الإهمال الجسيم التي تعرضت له خلال السنوات الطويلة الماضية يحمل رسائل متعددة على رأسها الرد على من يزعموا أن الحكومة ستنتقل إلى العاصمة الإدارية الجديدة وستنسى القاهرة، فجميع أرجاء الدولة تشهد طفرة عمرانية غير مسبوقة، ويشكل قطاع الأثار جانبًا كبيرًا من تلك الطفرة، لإعادة دورها التاريخي والثقافي والسياحي.

2- كيف ترى توجيهات الرئيس السيسي المستمرة بضرورة تطوير مناطق القاهرة التاريخية وزيارته الأخيرة لمشروع تطوير مناطق سور مجرى العيون؟

- ملف السياحة والآثار يشغل حيزًا كبيرًا في اهتمامات الرئيس السيسي ويتضح ذلك من خلال زيارته المستمرة لتفقد سير العمل في تطوير المناطق الأثرية، ومثال ذلك زيارته الأخيرة لـ سور مجرى العيون واستماعه لآخر تطورات المشروع من القائمين على تنفيذه.

ويعتبر سور مجرى العيون هرم العمارة الإسلامية في مصر، وعند الرجوع بالذاكرة لمدة 3 سنوات ماضية كانت هذه المنطقة عبارة عن مأساة بسبب مدابغ الجلود إلى أن تم نقلها لمكان خاص بها، والبدء في إعادة دورها التاريخي والثقافي وبناء عليه يعود دورها السياحي، ونعتبر بذلك أن ما يجرى في سور مجرى العيون إعادة صياغة للمكان بالكامل، وينطبق الأمر أيضًا على مدينة الفواخير.

ويشمل مشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون تنفيذ 79 عمارة بارتفاعات مختلفة، وتضم العمارات المستهدف الانتهاء من إنشائها 1924 وحدة سكنية، تشمل بعض العمارات 18 وحدة تجارية بالدور الأرضي.

ويضم المشروع تنفيذ مول تجاري إداري ترفيهي على مساحة 51 ألف متر مربع، بجانب مسرح مكشوف يطل على المول، كما يحتوي  على مطاعم وسينمات، وجراج يسع 1355 سيارة.

3- ما هي المشاريع التي يتم من خلالها تطوير القاهرة التاريخية بالإضافة إلى سور مجرى العيون؟

- يمكن هنا أن نذكر مشروع تطوير بوابة العزب في القلعة، والتي كانت شاهدة على مذبحة المماليك التي قام بها محمد علي، والتي ستصبح مدخلًا رئيسيًا للقلعة، بخلاف الباب الذي ندخل القلعة من خلاله خلال الوقت الجاري، وتعتبر بوابة العزب جزءًا تاريخيًا وتراثيًا يتم إعادة صياغته وإعادة رونقه، وجعله مكانًا للثقافة، يتجلى فيه الإبداع التاريخي.

كما أن القاهرة التاريخية تضم منطقة مجمع الأديان وعين الصيرة التي شهدت تطوير شامل ومدينة الفواخير، والخيامية.

4- كيف ترى تأثير زيارات الرئيس السيسي لمناطق القاهرة التاريخية؟

- زيارات الرئيس السيسي تعطي لنا دافعًا كبيرًا على مواصلة العمل، ويتضح ذلك من خلال حديث زميلي أحمد السيد مع الرئيس خلال زيارته الأخيرة لورش ومصانع الفخار في مصر القديمة، كما أن ذلك ينعكس على أداء جميع المسؤولين من خلال نزولهم إلى الشارع واهتمامهم بوضع حلول عاجلة للمشاكل التي تواجه المشاريع أو الحرفيين.

ويعتبر نزول الرئيس إلى أرض الواقع لمتابعة المشاريع نهجًا يسير عليه المسؤولين، بضرورة الإحساس بنبض الشارع والمشاكل التي تقف في وجه التقدم في أي من المجالات التي يتم العمل على تطويرها، كما أنه يعتبر دافع نفسي ومعنوي للمواطنين.

5- ما هو العائد من وراء اهتمام الدولة بتطوير مناطق القاهرة التاريخية؟

- تطوير المناطق التاريخية في القاهرة يعود بالنفع الكبير على قطاع السياحة، ويزيد من عدد الوفود السياحية التي تأتي إلى مصر، وبالتالي ينشط عمل شركات السياحة لأن تلك المناطق بالذات تضم أنواعًا عديدة من السياحة وعلى رأسها السياحة الثقافية لأنها تحتوي على آثار تعبر عن عصورًا مختلفة في التاريخين الإسلامي والقبطي، كل ذلك يزي من معدلات الدخل القومي وينشط حركة السوق المصرية، ويعكس صورة إيجابية عن التطور الهائل الذي تشهده مصر منذ تولي الرئيس السيسي الحكم.

نحن نمتلك مقاومات ثقافة غاية في الروعة تتمثل في الآثار خصوصًا في جنوب البلاد، لاسيما الأقصر، ويمكن لنا أن نتذكر حفل افتتاح طريق الكباش وما شهدناه من روعة فنية وتاريخية، مما جذب أنظار العالم وأصبحت مصر حديث جميع البلاد.

فمصر حاليًا من ضمن أفضل الوجهات سياحة على مستوى العالم، لكن ذلك لا يمكن أن يعبر عنه وجود 14 مليون سائح فقط سنويًا، إذا يمكن لنا أن نستوعب من 60 إلى 70 مليون سائح مثل إسبانيا، وما يحدث من تطوير المناطق الأثرية يعتبر عاملًا مهمًا في الوصول إلى معدلات السائحين المستهدف.

6- ما رأيك في نقل المواطنين وبعض الحرفيين من أجل استكمال خطة تطوير مناطق القاهرة التاريخية؟

- الدولة لا تنقل جميع المواطنين من مساكنهم التي تتعارض مع خطة تطوير بعض مناطق القاهرة الأثرية وعلى سبيل المثال منطقة الخيامية أمام باب زويلة فسكانها يعملون في النشاط نفسه التي تعبر عنه ثقافة تلك المنطقة وبالتالي لم يتم نقلهم لأنهم يساهمون في الترويج للمنطقة من خلال إبداعهم وفنهم.

على النقيض من ذلك تم نقل العاملين في صناعة الجلود إلى مدينة الروبيكي التي تم إنشاؤها لهم، وتشمل معدلات وآلات ومصانع تواكب التطور العالمي في صناعة الجلود، وذلك بدلًا من صناعة الجلود الموجودة حول مناطق القاهرة التاريخية والتي تسببت في تدهور تلك الأماكن بشكل ملحوظ.

كما أن هناك مناطق عشوائية كان يجب أن يتم إزالتها ونقل سكانها لمناطق نموذجية مثل الأسمرات، وذلك يعبر عن تنفيذ خطة الدولة في بناء الإنسان المصري، من خلال نقل المواطنين من المناطق العشوائية غير المخططة والخطرة إلى مساكن جديدة تحفظ كرامة وإنسانية المواطن، بعيدًا عن المناطق العشوائية ذات البنية التحتية غير اللائقة، وتم ذلك بعد عمل حوار مجتمعي شارك في جميع أطياف المجتمع.

7- كيف خدمت الدولة الحرف التراثية خلال تطويرها المناطق الأثرية في القاهرة؟

مثال ذلك قرية الفخارية والتطوير الكبير الذي شهدته، حتى وصل إلى الآلات التي تستعمل في صناعة الفخار، فبدلًا من استخدام الخشب في تلك الصناعة، تم إدخال أفران تعمل بالكهرباء والغاز الطبيعي مما أثر بالإيجاب على جودة المنتج النهائي.

وتضم قرية الفخارية 150 ورشة ومصنع على أعلى مستوى في مشهد مغاير تمامًا لما كان عليه صناع الفخار.

8- ماذا ينقصنا كي نتمكن من إظهار التطوير الذي يشهده قطاع الآثار والسياحة؟

- يظهر هنا أهمية التسويق الجيد للمشروعات التي تتم، والآثار التي يتم اكتشافها بشكل مستمر، والآثار الموجودة من قبل، ومشروعات إحياء المناطق التاريخية، وذلك ليس في الخارج فقط، بل بالداخل أيضًا لتعزيز قيم الولاء والانتماء لدى الأجيال الجديدة، وتنشئة جيل يتمتع بقدر ثقافي جيد، يعرف جيدًا تاريخ بلاده عبر العصور المختلفة التي مرت بها.

9- كيف كان عام 2021 أثري بامتياز؟

- يمكن أن أذكر حفل نقل الممياوات إلى متحف الحضارة في مشهد مهيب، جذب أنظار العالم أجمع، كي يشاهدوا روعة الحضارة الفرعونية، ثم ما حدث في حفل افتتاح طريق الكباش بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي توج جهود الدولة في الكشف عن الكباش وإعادة رونقها.

10- ماذا ينتظرنا من إنجازات أثرية في 2022؟

- سنشهد في عام 2022 افتتاح المصري الكبير، الذي يشعرنا بالفخر لعظمة حضارتنا الخالدة، وأود أن أقول أن الجيل الحالي محظوظ للغاية لما يشاهدونه من ثقافات مختلفة تتركز في عظمة آثارنا.

عاجل