قوات تيجراي تنسحب من إقليمي أمهرة وعفر بشمال إثيوبيا
أعلن المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، جيتاشيو رضا، الاثنين، أن قوات جبهة تحرير تيجراي، التي تقاتل الحكومة المركزية في إثيوبيا، ستنسحب من إقليمين مجاورين في شمال البلاد.
وأضاف جيتاشيو: "نأمل من خلال انسحابنا أن يفعل المجتمع الدولي شيئا ما بشأن الوضع في تيجراي"، وتابع أنه "لم يعد بإمكانهم (قوات الحكومة الإثيوبية) استخدام غزو قواتنا لأمهرة وعفر كذريعة"؛ حسبما نقلت عنه وكالة أنباء رويترز.
وسبق للحكومة الإثيوبية أن قالت إنه "يتعين على قوات تيجراي الانسحاب من إقليمي عفر وأمهرة، اللذين غزتهما في يوليو، قبل إمكان إجراء أي مفاوضات"، ولم يرد المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية ليجيسي تولو على الفور على طلب للتعليق.
واندلع القتال العام الماضي بين الحكومة الاتحادية والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي التي كانت تهيمن على الحياة السياسية في إثيوبيا لنحو 3 عقود قبل صعود رئيس الوزراء آبي أحمد للسلطة في 2018.
ولاقى آلاف المدنيين حتفهم، ويواجه مئات الآلاف مجاعة في تيجراي، في حين يحتاج نحو 9.4 مليون في أنحاء شمال إثيوبيا مساعدات غذائية.
وأفادت هيئة الإذاعة الإثيوبية، السبت، بأن القوات الحكومية استعادت السيطرة على عدة بلدات بإقليم أمهرة من "جبهة تحرير تيجراي"، في وقت تستعد الأمم المتحدة لتشكيل آلية للتحقيق في انتهاكات النزاع.
وأشارت هيئة الإذاعة إلى أن البلدات التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها تشمل "ولديا" و"كوبو" و"سانكا" و"جوبي" و"هارا".
يأتي ذلك بعد يوم من اعتماد الأمم المتحدة، الجمعة، قرارا ينص على إطلاق آلية تحقيق دولية بشأن التجاوزات والممارسات المرتكبة منذ سنة في إثيوبيا، في حين تزايدت حدة الاتهامات لطرفي النزاع بارتكاب انتهاكات في مجال حقوق الإنسان.
ونص القرار على تشكيل لجنة من 3 أعضاء من الخبراء لمدة عام واحد لجمع الأدلة وتحديد المسؤولين عن الانتهاكات؛ بهدف الملاحقات القضائية في المستقبل.
وتمت الموافقة على القرار الذي اقترحه الاتحاد الأوروبي، ودعمته الدول الغربية، على الرغم من اعتراض إثيوبيا التي رفضت الاتهامات بارتكاب انتهاكات، وقالت إنها تعاونت بالفعل في التحقيقات في الحرب المستمرة منذ عام.
واندلعت الحرب في نوفمبر 2020، حين أرسل آبي أحمد، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019، قوات حكومية إلى تيجراي للإطاحة بسلطات الإقليم المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيجراي؛ بعدما اتّهمهم بمهاجمة مواقع للجيش الاتحادي.
وفي أعقاب معارك طاحنة أعلن آبي أحمد النصر في 28 نوفمبر، لكنّ مقاتلي الجبهة ما لبثوا أن استعادوا في يونيو السيطرة على القسم الأكبر من تيجراي قبل أن يتقدّموا نحو منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين، وأعلنوا هذا الأسبوع سيطرتهم على بلدة تبعد 220 كلم عن أديس أبابا.