ذكرى رحيل ماجدة الخطيب.. قصة هروبها من مصر وأسرار الحب الوحيد في حياتها
لم تحسب يومًا من فنانات الصف الأول، إلا أنها كانت ممثلة صاحبة بصمة مميزة، وتاريخ واسم فني كبير، هي نفسها كانت تعتبر نفسها ممثلة فقط، وترفض وصفها بالنجمة، صاحبة فكر وفلسفة في الحياة خاصة وعجيبة تصل لحد التمرد مثل حياتها الشخصية المليئة بالتجارب القاسية، إنها الفنانة ماجدة الخطيب التي تحل اليوم ذكرى رحيلها الـ15.
زكي رستم.. بطاقة مرور ماجدة الخطيب للفن
ولدت الفنانة ماجدة الخطيب في 2 أكتوبر 1943، ودخلت عالم الفن مبكرًا، وهي في سن المراهقة، فأول عمل فني شاركت فيه بدور كان فيلم "حب ودلع" بطولة الفنان حسين رياض، والفنانة هدى سلطان، الذي تم عرضه عام 1960.
جواز مرور ماجدة الخطيب إلى السينما كان خالها الفنان الكبير زكي رستم، بدأ الجمهور يتعرف على وجه ماجدة الخطيب، ويحفظ اسمها بعدما توالت أعمالها في فترة الستينات، فشاركت في فيلم "لحن السعادة" بطولة المطرب محرم فؤاد، والفنانة إيمان، والفنان عبدالمنعم إبراهيم، والفنان فؤاد المهندس، والفيلم تأليف يوسف عيسي، وكتب كلمات أغانيه الشاعر الغنائي إسماعيل الحبروك.
ويعتبر فيلم "لحن السعادة" العمل الفني الوحيد الذي شاركت فيه ماجدة الخطيب التمثيل مع خالها الفنان زكي رستم، الذي كان أحد أبطال الفيلم.
ومن أشهر أعمال ماجدة الخطيب خلال فترة الستينات، فيلم "نصف ساعة زواج" بطولة دنجوان السينما المصرية رشدي أباظة، والفنانة شادية، والفنان عادل إمام.
ماجدة الخطيب أشهر ثورية ومتمردة في تاريخ السينما
أصبحت ماجدة الخطيب إحدى علامات السينما المصرية في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي؛ حيث شاركت في العديد من الأفلام المهمة بأدوار مميزة، ومساحات كبيرة، كما اشتهرت خلال تلك الحقبة بتقديم أدوار الفتاة الثورية المتحررة المتمردة على تقاليد وعادات مجتمعها الشرقي.
من أشهر أدوار ماجدة الخطيب في تاريخها الفني الذي بلغ 150 فيلمًا تقريبًا، شخصية الصحفية صاحبة الأفكار الثورية سمارة بهجت التي نسجها نجيب محفوظ في روايته "ثرثرة فوق النيل"، والتي تم تحويلها لفيلم سينمائي، شارك في بطولته كوكبة من كبار فناني مصر في ذلك التوقيت، منهم أحمد رمزي، وعماد حمدي، وميرفت أمين، وسهير رمزي، وعادل أدهم، وأخرجه حسين كمال عام 1971.
تألقت ماجدة الخطيب أيضًا في تجسيدها لشخصية الصحفية اليسارية نادية شريف في فيلم "زائر الفجر"، بطولة الفنانين عزت العلايلي، وشكري سرحان، ويوسف شعبان، وزيزي مصطفى، تأليف وإخراج ممدوح شكري عام 1975، وكان ذلك الفيلم من الأفلام المثيرة للأزمات في تاريخ السينما المصرية؛ بسبب منعه من العرض عقب إنتاجه.
أفلام ماجدة الخطيب الممنوعة من العرض
اختارت المتمردة ماجدة الخطيب طريق فني آخر موازٍ للتمثيل، عندما قررت خوض تجربة الإنتاج السينمائي، وأسست شركة إنتاج باسمها، واتسمت الأفلام التي تنتجها بالجرأة من حيث الأفكار؛ فهي التي أنتجت "زائر الفجر" الذي سبق الإشارة إليه، وأنتجت فيلما مثيرا للجدل آخر بعنوان "الهروب من الخانكة"، حيث جسدت شخصية نشوى نجم الدين، التي عانت من اضطهاد مراكز القوى، وإيداعها بمستشفى الأمراض العقلية تحت ادعاء أنها مريضة نفسيًا.
فيلم "الهروب من الخانكة" شارك فيه عدد كبير من الأسماء اللامعة في سماء الفن المصري، منهم فريد شوقي، ونور الشريف، وسعيد عبدالغني، وعزت العلايلي، ومريم فخر الدين، وكمال الشناوي، والسيد راضي، الفيلم من إخراج محمد راضي.
بجانب اشتهارها بتجسيد الفتاة الثورية المعارضة، عرفت أيضًا بأدوار الفتاة المتمردة على عادات وتقاليد مجتمعها الشرقي المحافظ، فلعبت في هذا الإطار دور الفتاة ماجي في فيلم "في الصيف لازم نحب"، بطولة نور الشريف، وصلاح ذو الفقار، وسمير صبري، وعبدالمنعم مدبولي، ومديحة كامل، وسمير غانم، ولبلبة.
الشاعرة من أصول عربية المعروفة باسم مي، هي الشخصية التي لعبتها الفنانة ماجدة الخطيب في فيلم "حبيبي دائمًا" بطولة نور الشريف، وبوسي، وسعيد عبدالغني، وكانت ترمز شخصيتها بالفيلم إلى الفتاة العربية المتأثرة بالأفكار الغربية التي تعيش بمجتمعاتهم، وهذا ما دلت عليه الجمل الحوارية الخاصة بها في الفيلم، ومظاهر ملابسها، وديكور منزلها.
أول بطولة مطلقة لماجدة الخطيب كانت عام 1970 على يد المخرج حسين الإمام في فيلم "دلال المصرية"، ومن أشهر أعمالها أيضًا "العوامة 70"، "بيت الطالبات"، "شقة مفروشة"، "قنديل أم هاشم"، "لعبة كل يوم"، "الشوارع الخلفية، "البعض يعيش مرتين"، "الحب تحت المطر"، "أفوه وأرانب"، "أمهات في المنفى"، "حكمت المحكمة"، "مملكة الهلوسة"، "غدًا سأنتقم".
عملت ماجدة الخطيب مع الفنان العالمي يوسف شاهين في فيلمي "حدوته مصرية"، و"سكوت حنصور".
زواج ماجدة الخطيب
ماجدة الخطيب لم تكن من السيدات المحظوظات في الحب والزواج وحياتها الشخصية كما كان حالها في العمل والفن، فزوجها الأول كان السياسي محمد رياض، وبعد طلاقها منه عاشت فترة من عدم الاتزان النفسي، ثم تزوجت من رجل الأعمال السكندري مدحت الهواري، وانفصلا بعدما فشلت محاولاتهما في الإنجاب، ثم تعرفت على مهندس صوت أمريكي، وأحبته بشدة، حتى اكتشفت أثناء التحضير لحفل زفافهما أنه مصري نصاب، ويدعى أنه أمريكي.
قصة العشق الحقيقية في حياة ماجدة الخطيب كما صرحت في إحدى حواراتها الصحفية كانت مع مدير تحرير جريدة السياسة الكويتية، الصحفي اليمني محمد زين، ابن عائلة العيدروس اليمنية العريقة، ولم تكلل قصة الحب العنيفة بينها وبين زين بالزواج، نظرًا لرفض عائلة زين، وتهديده بالتبرؤ منه، وحرمانه من ميراثه وثروته.
حكم على ماجدة الخطيب بـ5 سنوات سجن لتعاطيها المخدرات
دخلت ماجدة الخطيب في حالة نفسية سيئة؛ ما دفعها لإدمان العقاقير المهدئة، وتسبب ذلك في قتل طالب وإصابة آخر بعدما صدمتهما بسيارتها التي كانت تقودها وهي في حالة سكر وبسرعة شديدة.
سجنت ماجدة الخطيب لمدة 8 أشهر بعد حادث قلتها للطالب، ثم أفرج عنها، بعد الحكم عليها بعام سجن مع إيقاف التنفيذ، وغرامة مالية 5 آلاف جنيه.
عام 1985 حكم على ماجدة الخطيب بالسجن 5 سنوات، لكن هذه المرة لم تكن بسبب حادثة سيارة، أنما كان لتعاطيها وحيازتها المخدرات، وهو السبب الذي دفعها للهروب من مصر والإقامة في الخارج حتى تم إسقاط العقوبة عنها.
ومن المسلسلات التي شاركت فيها ماجدة الخطيب "العصيان، ريا وسكينة، بنت بنوت، حضرة المتهم أبي، قلب الدنيا، المنصورية، زهرة في الأرض البور، أحلام البنات، بطة وأخواتها، شمس يوم جديد، نعتذر عن هذا الحلم، أمانة يا ليل، حد السكين، زيزينيا، الإمبراطور، امرأة من الصعيد الجواني".
مرض الموت منع ماجدة الخطيب من تسلم آخر جوائزها
حصلت ماجدة الخطيب على جائزة أحسن ممثلة “دور ثان” من مهرجان القاهرة السينمائي عن دورها في فيلم "تفاحة"، وجائزة أحسن ممثلة من المهرجان القومي للمسرح المصري، عن دورها في مسرحية "أكرهك"، وآخر تكريم لها لم تتسلمه بسبب ظروف مرض الموت التي عانت منه قبل وفاتها، وكان التكريم من مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون عن دورها في فيلم روائي قصير بعنوان "الزيارة".
توفت ماجدة الخطيب في 16 ديسمبر 2006، بعدما دخلت في غيبوبة لمدة أسبوعين؛ بعد أن أصيبت بالتهاب رئوي حاد، وتسمم في الدم لقصور في وظائف المخ والكليتين والكبد.