درجة الحرارة لم تنخفض عن معدلاتها.. فلماذا نشعر ببرودة شديدة؟
تعطيل الدراسة بجميع مدارس وكليات مدينة الإسكندرية غدًا الأربعاء، وتحذيرات من سوء الأحوال الجوية تطلقها الهيئة العامة للأرصاد الجوية على مدار اليوم، وحالة ترقب للطقس خلال الأيام القادمة يعيشها المواطنون بكافة أنحاء الجمهورية، هذه هي الأخبار التي تتداولها الناس، وتبحث عنها على مدار الساعات الماضية.
وزادت حالة الحذر من الطقس، بسبب الشعور الشديد بالبرودة منذ الصباح، رغم أن درجة الحرارة العظمى في القاهرة، اليوم الثلاثاء، كانت 20، ويعزي الدكتور على قطب، نائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق، أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق ذلك إلى المنخفضات الجوية الباردة التي استقبلتها مصر والقادمة من أوروبا.
ويقول نائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق -في تصريحات خاصة إلى "مستقبل وطن نيوز"-: "تستمر حالة عدم استقرار الطقس إلى غد الأربعاء، على المناطق الشمالية، وشمال سيناء حتى القاهرة؛ حيث يستمر نشاط الرياح المثيرة للأتربة القادمة من الصحراء الغربية".
ونظرًا لحالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، أعلن الدكتور عبدالعزيز قنصوه، رئيس جامعة الإسكندرية، منذ ساعات تعطيل الدراسة غدًا الأربعاء، بجميع كليات ومعاهد الجامعة بالحضور، مع استمرارها -أون لاين- وفقًا للجداول الدراسية المعلنة بالكليات والمعاهد، وتأجيل امتحانات غد للطلاب الذين لديهم امتحانات في موعد آخر.
وشمل قرار رئيس جامعة الإسكندرية الإداريين، ويستثنى من القرار القيادات، والأطقم الطبية بالمستشفيات الجامعية، الأمن الجامعي، والعاملين في إدارات الصحة والسلامة المهنية، و"النوباتجيات"، وما يحدده عمداء الكليات والمعاهد وفق احتياجاتهم كلياتهم ومعاهدهم؛ وذلك حرصًا على سلامة الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة.
وأوضح أستاذ المناخ، أن الشعور بالبرد الشديد بشكل لا يتناسب مع درجة الحرارة التي تعتبر غير منخفضة بشكل كبير، يعود إلى انعدام نسبة الرطوبة، فالرياح التي تضرب مصر قادمة من أوروبا عبر الصحراء الغربية.
وأكدت الهيئة العامة للأرصاد الجوية -في بيان أصدرته اليوم- وجود تدهور في الرؤية الأفقية على مناطق من سماء البلاد بسبب الرياح المثيرة للرمال.
وذكر بيان "الأرصاد الجوية" أن صورة القمر الصناعي تشير إلى الرمال المثارة المصاحبة للرياح الجنوبية الغربية النشطة على الصحراء الغربية، والسواحل الشمالية الغربية المتمثلة في مدن "مطروح، والسلوم، وسيدي براني، والعلمين، والإسكندرية"؛ ما يؤدى إلى انخفاض مستوى الرؤية الأفقية هناك، ومن المتوقع أن تتقدم إلى الداخل لتؤثر على معظم أنحاء الجمهورية مع تقدم الوقت.
وأضاف أن سبب العواصف الرملية، التي تحذر منها "الأرصاد الجوية" خلال الساعات المقبلة هو تحريك الرياح القادمة من أوروبا لرمال الصحراء الغربية، وحملها إلى السواحل الشمالية، وبعض المناطق بالقاهرة الكبرى.
وسجلت محطات الرصد التابعة للهيئة العامة للأرصاد الجوية، وجود تدنٍ في الرؤية على مدينة سيدي براني إلى 1500 متر، والسلوم، وعلى القاهرة وصلت إلى 4 آلاف متر، والظاهرة المؤثرة هي الأتربة.
وحذر أستاذ المناخ من فتح نوافذ وشرفات المنازل خلال الساعات القادمة، وطالب المواطنين غير المضطرين للنزول التزام منازلهم، خاصة أصحاب حساسية الصدر المزمنة، نظرًا لوجود لشدة الأتربة والعواصف الرملية المتوقع حدوثها غدًا.
وكشفت الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن الساعات المقبلة سيمتد تأثير الرياح الجنوبية الغربية الباردة الجافة لتثير الرمال على باقي الأنحاء.
وقدمت "الأرصاد الجوية" عدة نصائح وتحذيرات يجب اتخاذها في مثل هذا الطقس وهي:
1- إحكام غلق النوافذ والشرفات جيدًا.
2- يفضّل لمرضى الصدر والحساسية والجيوب الأنفية عدم الخروج في هذا الطقس.
3- القيادة بحذر شديد على الطرق بكافة أشكالها، نظرًا لانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.
وعن موعد انكسار الموجة الباردة، قال محمود شاهين، مدير إدارة التنبؤات بالأرصاد الجوية، في تصريحات تليفزيونية: إن "الحرارة ستبدأ في الارتفاع تدريجيًا بداية من يوم السبت المقبل، وستكون الارتفاعات في درجات الحرارة تدريجية ولكن الأجواء تظل شتوية".
وعن العاصفة الترابية، أضاف أنها مستمرة من اليوم وحتى عصر بعد غد الخميس.
ونشرت هيئة الأرصاد الجوية -عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"- منشورًا أوضحت فيه، استمرار هبوب الرياح الجنوبية الغربية الجافة الباردة على الساحل الغربي خلال ساعات الليل، لتعطي مزيدا من الإحساس ببرودة الطقس على محافظات السواحل الغربية.
وأوضح منشور الأرصاد، أنه مع الوقت تتقدم الرياح إلى الداخل، لتكون ذروة نشاط الرياح الساعات الأولى من، صباح غد الأربعاء، ومن المتوقع أن تصل سرعة الرياح إلى 55 كم في الساعة، وتزيد هباتها بكثير لتعمل على إثارة الرمال والأتربة على غرب البلاد والدلتا والقاهرة والوجه البحري، وشمال الصعيد، وجنوب الصعيد، وسيناء، تصل إلى حد العاصفة على الطرق الصحراوية والمناطق المكشوفة.
وتؤدي سرعات الرياح العالية على مسطح البحر المتوسط إلى ارتفاع الأمواج بشكل كبير، ومن المتوقع ان تصل إلى 5 أمتار علي سواحل الإسكندرية، ومطروح، وجميع المحافظات المطلة علي البحر المتوسط.