بلد المتحورات.. لماذا تعتبر جنوب إفريقيا بيئة خصبة لسلالات كورونا؟
تعتبر دولة جنوب إفريقيا بيئة خصبة لانتشار سلالات فيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19"، كان آخرها متحور كورونا الجديد، الذي أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية "أوميكرون"، وحذرت دراسة علمية حديثة من سرعة انتشاره وقدرته على اختراق الأجسام المضادة وإضعاف المناعة، مقارنة بالسلالات الأخرى مثل "دلتا" و"بيتا"، اللتين تشكلا خطرًا ليس بالهين.
وذكرت منظمة الصحة العالمية، أن متحور كورونا الجديد B.1.1.529، تم الإبلاغ عنه في جنوب إفريقيا يوم 24 نوفمبر 2021، تزامنًا مع ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس المستجد في جنوب إفريقيا خلال الأسابيع الأخيرة.
سبب ظهور سلالات كورونا في جنوب إفريقيا
وكشفت الدكتورة نهلة عبدالوهاب، استشاري البكتيريا والمناعة ورئيس قسم البكتيريا بمستشفى جامعة القاهرة، في تصريحات خاصة إلى "مستقبل وطن نيوز"، أسباب تعدد سلالات فيروس كورونا في جنوب إفريقيا، ومنها سلالة أوميكرون الخطيرة، بحسب تصريحات منظمة الصحة العالمية.
وأعلنت المؤسسات الصحية في دولة جنوب إفريقيا، اكتشاف 87 سلالة لفيروس كورونا "كوفيد – 19" في البلاد، منذ انتشار الوباء.
وأوضحت عبدالوهاب، أن دولة جنوب إفريقيا تنتشر فيها حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، والذي يضرب الخلايا المناعية التاجية وبالتالي يقلل المناعة، وتصبح الفرصة سانحة لفيروس كورونا للبقاء لأطول فترة ممكنة داخل الأجسام البشرية.
وأضافت، أنه كلما زاد تكاثر فيروس كورونا داخل الجسم كلما زادت فرصة ظهور متحورات جديدة مثل دلتا وبيتا و أوميكرون.
وكشفت منظمة الصحة العالمية، أن أول حالة مؤكدة للإصابة بسلالة B.1.1.529 كانت في عينة تم أخذها في 9 نوفمبر الجاري، مشددة على زيادة عدد الإصابات بـ متحور كورونا الجديد في أغلب محافظات جنوب إفريقيا تقريبًا.
تعليق رئيس جنوب إفريقيا
وأعلن سيريل رامافوزا، رئيس جنوب أفريقيا، في وقت سابق، رصد سلالة فيروس كورونا الجديدة أوميكرون في كل أقاليم البلاد، مع وجود التفشي الأكبر حاليًا في المركز الاقتصادي جواتينج.
وتوقع رامافوزا، دخول بلاده في موجة رابعة من الإصابات والوفيات الناتجة عن فيروس كورونا، في حال استمرار الإصابات في الارتفاع بسبب أوميكرون، وذلك خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
نتيجة أول دراسة على أوميكرون
وجاء في أول دراسة على متحور كورونا الجديد "أوميكرون"، أن متحور أوميكرون يُمكن أن يتسبب في موجة كبيرة من العدوى، حتى لدى السكان الذين لديهم مستوى عال من الأجسام المضادة.
ودرس الباحثون حوالي 2.8 مليون حالة إصابة بفيروس كورونا، في جنوب إفريقيا، منذ مارس 2020، ليجدوا أن هناك أكثر من 35 ألف حالة أصيب أصحابها بالفيروس أكثر من مرة، وكان خطر الإصابة الثانية بالمرض أقل في متحوري "دلتا" و"بيتا"، مقارنة بالموجة الأولى من الإصابات التي حدثت في مارس 2020، نتيجة السلالة الأولى التي خرجت من مدينة ووهان الصينية، مهد الوباء.
وذكر الباحثون، أن خطر الإصابة الثانية بمتحور "أوميكرون" أكبر بـ2.4 مرة مقارنة بالموجة الأولى.
ويقول الباحثون في الدراسة إنهم وجدوا دليلا على زيادة كبيرة ومستمرة بخطر الإصابة بمرض "كوفيد-19"، وتتوافق تلك النتائج مؤقتا مع توقيت ظهور المتحور "أوميكرون"، وهو ما يظهر أن لديه القدرة على إصابة أشخاص تعافوا من المرض سابقا.