طفرة في استثمارات «النقل التشاركي».. وخبير: تعكس جاذبية السوق المصرية

بدعم من السوق الاستهلاكية الكبيرة، وبارتفاع الطلب على النقل الذكي في مصر، الذي يتسم بتعداد سكاني هائل، وجدت شركات النقل الذكي التشاركي ضالتها في السوق المصرية، الذي اتسع في الفترة الأخيرة ليشمل العديد من الشركات الأجنبية المستثمرة في القطاع.

واتسعت السوق لتشمل شركات: أوبر الأمريكية، وكريم، ومواصلات مصر الإمارتيتينن وسويفل ودي دي الصينية، وزووم كار الهندية، بدعم من البيئة التشريعية المنظمة لقطاع النقل التشاركي وتنظيم الاستثمار فيه، بإصدار قانون تنظيم خدمات النقل البرى للركاب باستخدام تكنولوجيا المعلومات عام 2018.

القطاع ينمو بفضل القاعدة الاستهلاكية المتزايدة

وبينما تستعد إحدى الشركات سالفة الذكر لمد خدماتها إلى نطاق القاهرة الكبرى والدقهلية والغربية وشرم الشيخ والغردقة خلال أيام؛ بعد اقتصار عملها على محافظة الإسكندرية، في إطار خطط التوسع، قال الدكتور محمود فوزي، خبير التسويق -في تصريحات إلى "مستقبل وطن نيوز"- إن القطاع آخذ في النمو بفضل القاعدة الاستهلاكية المتزايدة من الركاب، مع توظيف الشركات لوسائل التكنولوجيا الحديثة والرفاهية أثناء تنظيم الرحلات.

وأضاف فوزي، أن السوق المصرية تظل مقصدا لاستثمارات شركات النقل التشاركي، معددا مكاسب هذه الشركات في السوق، ومنها أنها توفر فرص عمل لآلاف الشباب، عبر ضخ استثماراتها.

ضخ المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة

وتخطط شركة النقل الجماعي الذكي الناشئة سويفل لاستثمار 25 مليون دولار خلال العام المقبل، بينما تعتزم شركة "زووم كار" الهندية ضخ استثمارات بـ25 مليون دولار في السوق المصري كما أعلنت عن خطتها لضم 5 آلاف سيارة بحلول مارس المقبل.

وتخطط شركة مواصلات مصر لزيادة استثماراتها في مصر إلى 3 مليارات جنيه بحلول 2023، بحسب ما أعلنت في وقت سابق، وتعتبر أوبر وكريم هما أكبر الشركات العاملة ضمن منظومة النقل الذكي في مصر، واستحوذت «أوبر» على شركة «كريم» مقابل 3.1 مليار دولار؛ ما يجعلها أكبر عملية شراء لتطبيق تكنولوجي في المنطقة.

اعتماد طرق بيئية أقل استهلاكا للوقود 

وتابع خبير التسويق، أن شركات النقل التشاركي، تقدم خدمات جديدة اعتمادا على التكنولوجيا، وتعتمد طرقا بيئية أقل استهلاكا للوقود وبالتالي انبعاثاته الضارة الكربونية؛ بالإضافة إلى أنها تعد مشروعا صغيرا مدرا للربح لعدد من مالكي السيارات ممن يتم ربطهم بالمنظومة الإلكترونية للنقل.

وأوضح أن اتساع السوق ليشمل العديد من الشركات سيدفعها إلى السعي لتحقيق التنافسية فيما بينها والتسابق على إرضاء العملاء، وكسب رضاهم، وتقديم أفضل الخدمات بأقل سعر ممكن.

تجربة متميزة وآمنة وخاضعة لتقييم الركاب

ويحظى النقل التشاركي في مصر بإقبال متنام؛ حيث يفضل الركاب ارتياد سيارات حديثة يمكن طلبها "أون لاين" عبر التطبيقات التكنولوجية، بالإضافة إلى عنصر الأمان الذي تمنحه الشركات باشتراطها الكشف عن الحالة الجنائية للسائقين لدى قبولهم.

وقالت أمينة محمد متولي، ربة منزل، إن نجليها يستقلان سيارات النقل التشاركي ويطلبانها قبل نزولهما من البيت أو مقار عملهما.

وشددت سماح إبراهيم، موظفة بالقطاع الخاص، أن إتاحة إمكانية تقييم الرحلة والسائق يجعل الأخير حريص على رضا الراكب طوال الوقت للحصول على تقييم إيجابي.