رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

السلالة توجه ضربة للآمال المتفائلة بـ2022.. وفعالية اللقاحات على المحك

العالم في قبضة «أوميكرون».. 4 سيناريوهات ترسم مستقبل الاقتصاد بعد ظهور المتحور

نشر
الفيروس يوجه ضربة
الفيروس يوجه ضربة للتفاؤل بـ2022

رسم اقتصاديون في «جولدمان ساكس»، 4 سيناريوهات تخيلية لمستقبل الاقتصاد العالمي الفترة المقبلة، إثر ظهور المتحور الجديد من فيروس كورونا، المعروف باسم «أوميكرون».

ووجه متحور أوميكرون، ضربة للآمال المتفائلة في أن الاقتصاد العالمي سيدخل عام 2022 على أساس أكثر ثباتًا، مما قد يقوض خطط صانعي السياسات للتركيز على التضخم بدلاً من ضعف الطلب.

وتنوعت السيناريوهات الأربعة، بين السيء والأشد سوءاً، والمتفائل، والإنذار الكاذب، حسبما أوردت مذكرة «جولدمان ساكس»، التي اطلع عليها «مستقبل وطن نيوز».

جولدمان ساكس

سيناريو سيء: «أوميكرون» أسرع من «دلتا»

السيناريو السيء، يتمثل في إمكانية انتقال المتحور الجديد على نحو أسرع من المتحور السابق المعروف باسم «دلتا»، وفي تلك الحالة سيتباطيء النمو الاقتصادي العالمي في الربع الأول من العام لـ2% (أقل 2.5 نقطة مئوية من توقعات سابقة»، وفي هذا السيناريو، سيحقق الاقتصاد العالمي نمواً بـ4.2% خلال العام المقبل، على نحو أقل من توقعات سابقة أكثر تفاؤلاً بـ0.4 نقطة مئوية.

المتحور الجديد اختبار لفعالية اللقاحات

سيناريو أسوأ: «أوميكرون» أشرس من «دلتا»

السيناريو الأسوأ – من وجهة نظر المحللين – سيكون المتحور الجديد أكثر شراسة من «متحور دلتا»، وسيكون أكثر مقاومة للعلاج، وفي حال كان هذا السيناريو هو المُرجح، سيتعرض نمو الاقتصاد العالمي لضربة عنيفة، وسيظل تأثيره على التضخم «مبهماً».

السيناريو الإنذاري: «أوميكرون» أبطأ من «دلتا»

 من بين سيناريوهات «جولدمان ساكس»، ما وأطلق عليه سيناريو «الإنذار الكاذب»، وفيه ينتشر الفيروس بوتيرة أبطأ من سابقه «دلتا»، وبالتالي لن يكون له تأثير مهم على نمو الاقتصاد العالمي، أو معدل التضخم.

السيناريو المتفائل: «أوميكرون» أضعف من «دلتا»

آخر السيناريوهات المتوقعة، «السيناريو المتفائل»، وفيه ينتشر الفيروس بوتيرة أقل، ويتسبب في أمراض أقل، وفيه تعود الحياة إلى طبيعتها السابقة، ويرجح فيه انخفاض معدل التضخم مع تسارع عملية توازن الطلب مع العرض، وتعافي عرض السلع وقوة العمل.

سيناريو سيء: «أوميكرون» أسرع من «دلتا»

وبحسب موقع «بيزنس ستاندرد»، سيؤدي فرض قيود السفر إلى زعزعة ثقة المستهلك والشركات، ومن المحتمل أن يحد من النشاط في بعض الأماكن تمامًا مع بدء موسم العطلات في العديد من الاقتصادات، في وقت أعلنت اليابان حظرها بشكل فعال دخول جميع الزوار الأجانب كجزء من خطتها للحد من انتشار الفيروس.

وبحسب تحليل اطلع عليه وترجمه «مستقبل وطن نيوز»، تحركت الأسواق بسرعة وانخفضت توقعات زيادات أسعار الفائدة خلال العام المقبل بمقدار 10 نقاط أساس على الأقل، يوم الجمعة الماضي، للبنوك المركزية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا.

المتحور الجديد اختبار لفعالية اللقاحات

ويشير تحليل «بيزنس ستاندرد»، إلى أن ما سيأتي بعد ذلك سيتم تحديده من خلال ما اكتشفه العلماء عن المتحور الجديد لفيروس كوفيد -19، بما في ذلك مدى مقاومته للقاحات ومدى قابلية انتقاله أكثر من متغير دلتا الذي ظهر في الأشهر الأخيرة دون إعادة الاقتصادات إلى فترات الركود.

وفي حال استلزم الوضع، العودة إلى عمليات الإغلاق التي تعيق النمو وتهدد سلاسل التوريد المتوترة بالفعل، فإن المخاوف سوف تتجدد من حدوث مزيج تضخمي مصحوب بركود تضخم أسرع ونمو أبطأ.

فاتورة اقتصادية مرتفعة طويلة المدى

قالت كبيرة الاقتصاديين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركةNatixis SA أليسيا جارسيا هيريرو: «لم نصل بعد إلى حالة من الركود التضخمي، لكن سنة أخرى بدون التنقل عبر الحدود واضطرابات سلسلة التوريد ذات الصلة قد تدفعنا إلى هناك.» في إشارة إلى قيام الدول بإغلاق حدودها.

فاتورة اقتصادية مرتفعة طويلة المدى

ومع ذلك، يقول بعض الاقتصاديين، إن التداعيات قد تكون أقل مما شوهد خلال ركود عام 2020، حيث يشير رئيس أبحاث الأسواق العالمية في Nomura Holdings Inc. روب سوبارامان، إلى أن ثاني أفضل السيناريوهات، أن تتم عمليات إغلاق محلية مع ظهور حالات تفشي المرض، وتشديد القيود على السفر الإقليمي، واحتمال أكبر لإغلاق الموانئ، ولقد أثبتت الصين أنها بارعة في إدارة حالات تفشي المرض، لكن التكاليف الاقتصادية على المدى الطويل سترتفع إذا كانت السلالات شديدة العدوى متوطنة على مستوى العالم».

وقال سوبارامان: «هناك شيء واحد مؤكد، هو أن حالة عدم اليقين الاقتصادي قد ارتفعت بشكل أكبر: يحتاج الاقتصاديون إلى جرعة كبيرة من التواضع في توقع توقعات عام 2022».

ليس وقت الترفيه والسياحة

ويرى كبير الاقتصاديين في الولايات المتحدة وآسيا في Berenberg Capital Markets، ميكي ليفي، أنه إذا انتشر المتحور فقد يؤدي إلى إبطاء تعافي القطاع الصحي علي المستوي العالمي.

ليس وقت الترفيه والسياحة

وهدأت الأسواق في وقت مبكر من التعاملات الآسيوية، اليوم الاثنين، بعد عمليات بيع حادة يوم الجمعة الماضي، مع ظهور أنباء عن المتحور الجديد. وقفز مؤشر S&P 500 وناسداك 100 والعقود الأوروبية وارتفع النفط مرة أخرى فوق 70 دولارًا للبرميل.

وقبل ظهور متحور أوميكرون، كان بعض الاقتصاديين يميلون إلى الانتقال في الطلب بعيدًا عن السلع المعمرة ونحو الخدمات مثل الترفيه والسفر والسياحة، لكن هذا التحول قد يتأخر الآن - مما يقلل من احتمالات الانتعاش العالمي غير المتكافئ بالفعل.

وفي وقت سابق الشهر الماضي، حذر صندوق النقد الدولي، من أن التعافي الاقتصادي فقد زخمه وأصبح منقسماً على نحو متزايد، وسوف يستعيد الصندوق الناتج المحلي الإجمالي المحسوب للاقتصادات المتقدمة مستواه السابق للوباء في عام 2022 بل ويتجاوزه بنسبة 0.9% في عام 2024؛ ورأى أن الأسواق الناشئة والنامية ستظل أقل من توقعاتها السابقة للوباء بنسبة 5.5% في عام 2024.

خيارات أقل أمام صناع القرار

ويتمثل أحد التحديات التي يواجهها صانعو السياسات في مكافحة التبعات الاقتصادية لتفشي المرض، أن لديهم خيارات أقل بعد جهود التحفيز العام الماضي، فلم يقم سوى عدد قليل من البنوك المركزية بتشديد السياسة النقدية منذ نهاية ركود العام الماضي وظلت المعايير الرئيسية في العالم المتقدم حول الصفر، كما أن الحكومات تتحمل بالفعل أعباء الديون المتصاعدة.

خيارات أقل أمام صناع القرار

أضاف ميكي ليفي: «في ظل عدم وجود مخاوف بشأن أي تأثير سلبي للمتغير، فإن الاحتياطي الفيدرالي سوف يسرع على الأرجح في تقليص مشترياته من الأصول ، لكن الآثار السلبية غير المؤكدة للمتغير من المحتمل أن تدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تأجيل أي قرار من هذا القبيل».

عاجل