طريق الكباش.. الأقصر وقطاع السياحة أبرز الرابحين من الاحتفالية العالمية
شهد العالم ليلة أمس الخميس، احتفالية طريق الكباش، والتي كشفت عن أصالة الحضارة المصرية القديمة التي تتجلى أعظم صورها في الأقصر المدرجة على خريطة أعظم المناطق التراثية على مستوى العالم، ليضيف حفل طريق الكباش المهيب أهمية كبرى على المحافظة الأثرية التي تشهد اهتمامًا غير مسبوق خلال الفترة الجارية على مستوى الإنشاءات، وذلك حسب تصريحات خبراء سياحة وآثار في تصريحات لـ"مستقبل وطن نيوز".
وحضر الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقرينته السيدة انتصار السيسي، حفل افتتاح طريق الكباش، وسط اهتمام إعلامي عالمي كبير، في تواجد سفراء دول عديدة، في مشهد يعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة وامتزاجها بالحاضر.
احتفالية طريق الكباش تتويج لمشروعات الأقصر الضخمة
وقال الدكتور محمد عبدالبديع، رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا، إن احتفالية طريق الكباش تعتبر تتويجًا للمشروعات الضخمة التي تشهدها محافظة الأقصر والأماكن المحيطة بها، مثل معبد دندرة وإسنا، في مختلف القطاعات، لاسيما قطاع السياحة والآثار.
وأوضح عبدالبديع، أن العمل على تطوير الآثار وتنشيط السياحة في الأقصر لم يقتصر على الاهتمام بالمتاحف والمعابد والمقابر فقط، بل امتد ليشمل البازارات والهوية البصرية والألوان والطرق والإنارة وتطوير الكورنيش، لافتًا إلى أن ذلك يتم في إطار تطوير المحافظة بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار وجهات الدولة المعنية، لتوثيق وإبراز الشكل التاريخي للأقصر.
وكشف الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، مشاركة أكثر من 100 وكالة إعلامية في تغطية احتفالية طريق الكباش بجانب مشاركة سفراء أكثر من 30 دولة في الاحتفالية، في حضور الرئيس السيسي والسيدة قرينته.
مراحل العمل في مشروع طريق الكباش
وذكر عبد البديع، أن مشروع طريق الكباش ضخم للغاية، إذ تم الكشف عن أول تمثال في طريق الكباش في 18 مارس 1949، لافتًا إلى أن فكرة تطوير طريق الكباش ليربط بين معبدي الأقصر والكرنك بدأت في عهد اللواء سمير فرج، عندما كان محافظًا للأقصر في عام 2005.
وأوضح أن العمل في طريق الكباش استمر من عام 2005 حتى عام 2011، وبعد ذلك توقف حتى عام 2014، واستأنف المشروع بوتيرة بطيئة حتى عام 2017، الذي شهد الإسراع في إنجاز المشروع بمعدلات مرتفعة حتى تم الانتهاء منه، بتوجيهات الرئيس السيسي.
وأضاف عبد البديع، أن مشروع طريق الكباش هدفه إبراز الأقصر في ثوبها الجديد، لتصبح متحف مفتوح أمام العالم، لافتًا إلى أنه جزء من المشاريع المتنوعة التي تشهدها المحافظة، وبذلك أصبح أطول طريق أثري.
وأوضح وزير السياحة والآثار، أن طريق الكباش كان يحتوي في الأصل على 1057 تمثالًا، وتم اكتشاف ثلثها بالفعل، وتابع: "لم ننتهي بعد - ما زلنا نعمل على كشف المزيد من الكباش".
كيف تستفيد الأقصر من احتفالية طريق الكباش؟
وكشف رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا، أن احتفالية طريق الكباش مردودها يعود على قطاع السياحة بشكل عام في مصر وليس الأقصر فقط، مما يلقي بظلاله الإيجابية على الاقتصاد الوطني، ويستفيد منه المواطن البسيط من خلال خلق فرص عمل نتيجة الترويج والنشاط السياحي، مثل عمال البالون والمراكب والحناطير والأسواق والطرق.
من جانبه، ذكر الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن احتفالية طريق الكباش ترويجية حضارية تهدف إلى الترويج السياحي لمحافظة الأقصر كأكبر متحف مفتوح في العالم.
وأضاف وزيري، أن الاحتفالية تُبرز ما بالأقصر من مقومات سياحية وأثرية متميزة ومتنوعة، من شمس دافئة ورحلات نيلية بالفلائك، ورحلات بالبالون الطائر والتنزه بالحنطور على كورنيش النيل الساحر، والقيام بجولات بالأسواق التقليدية التي تتميز بالعطارة والسلع والمنتجات التراثية والحرف اليدوية.
احتفالية الكباش تساعد على الترويج السياحي في الموسم الشتوي
وأوضح الدكتور محمد كارم، الخبير السياحي، أن الأقصر من أبرز المناطق على خريطة التراث العالمي، لافتًا إلى أن احتفالية الكباش عالمية وهدفها إظهار الصورة الحضارية والثقافية لمتحف الكرنك، أكبر المتاحف على أرض مصر.
وذكر كارم - في تصريحات لـ"مستقبل وطن نيوز" - أن احتفالية طريق الكباش وصداها الذي وصل جميع أرجاء العالم يساعد على تنشيط السياحة في مصر، خصوصًا في الموسم الشتوي الذي نشهده حاليًا، لافتًا إلى أن تلك الاحتفالية جاءت بعد أيام قليلة من زيارة الأمير تشارلز، ولي عهد بريطانيا، إلى مصر، ونقل الوكالات والصحف العالمية زيارته المتعددة للمعالم التراثية والحضارية القديمة والحديثة في القاهرة والإسكندرية مثل أهرامات الجيزة وبيت الرزاز ومكتبة الإسكندرية، مشددًا على أن ذلك بمثابة رسالة واضحة بأن مصر بلد الأمن والأمان.
وأضاف، أن المشروعات الأثرية والسياحية في مصر تشهد نهضة متميزة، لافتًا إلى قرب افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يعد من أكبر المتاحف الأثرية على مستوى العالم.
وتنقسم التماثيل في طريق الكباش إلى 3 أشكال، أولها جسم أسد برأس كبش أقيم على مساحة تقارب 1000 قدم بين معبد الكرنك ومنطقة موت في عهد حاكم المملكة الحديثة توت عنخ آمون.
أما الشكل الثاني هو تمثال كبش كامل، بني في منطقة نائية في عهد الأسرة 18 عهد الملك أمنحتب الثالث، قبل نقله لاحقًا إلى معبد خونسو في مجمع الكرنك، والشكل الثالث الأكثر شعبية هو تمثال لأبي الهول وهو جسد أسد ورأس إنسان.