وسط دعوات لتوفير الخامات والمعدات اللازمة لزيادة إنتاج المكونات
خاص| مصر تقترب من التصنيع التام للأجهزة الكهربائية بزيادة المكون المحلي لـ73%
اقتربت مصر من تصنيع الأجهزة الكهربائية بشكل شبه تام، بعدما زادت نسبة المكون المحلي في مصانعها إلى 73% بزيادة 3% بحسب غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات المصرية، في وقت اقترح فيه مستثمرون، زيادة توفير المكونات والخامات بأسعار مخفضة، وتوفير الماكينات والمعدات الثقيلة اللازمة لتعميق المنتج المحلي، اعتماداً على مكونات محلية الصنع.
قال محمد المهندس رئيس غرفة الصناعات الهندسية في تصريحات خاصة لـ«مستقبل وطن نيوز» إن عدد كبير من مصانع الأدوات والأجهزة المنزلية عمقت توطين المنتج المحلى في صناعة الأدوات والأجهزة الكهربائية بنسبة تتجاوز 73% بزيادة 3% خلال الشهر الماضى، بينما لا تزال بعض الصناعات مثل الآلات والمعدات الثقيلة والصناعات المغذية للسيارات تحتاج إلى نقل خبرات أجنبية في التصنيع بهدف وقف استيرادها وزيادة نسبة المكون المحلي وعدم الضغط على العملة الصعبة اللازمة للاستيراد.
أضاف محمد المهندس، أن اتجاه الحكومة بدعم من القيادة السياسية لإحلال الواردات، يشجع الاستثمار الصناعي وزيادة المكون المحلي في المنتجات، والسعي للتصدير لأسواق خارجية، وهو ما ينعكس على تشغيل العمالة ودعم الاقتصاد الوطني من خلال خفض فاتورة الواردات.
تعميق الصناعة بمكون محلي عبر توفير المعدات التكنولوجية اللازمة
ووجه البنك المركزي المصري، البنوك العاملة بالسوق المصرية بضرورة زيادة تمويل عمليات التشغيل للشركات والمصانع خاصة الصغيرة والمتوسطة التي يتجاوز عددها أكثر من 126 ألف شركة ومصنع وذلك من خلال ضخ تمويلات إضافية بهدف مساعدتها في مواجهة زيادة الأسعار العالمية والحفاظ علي معدلات التشغيل و الإنتاج.
وأوضح محمد المهندس، أنه لتحقيق مزيد من تعميق المنتج المحلى، يتطلب الأمر توافر معدات تكنولوجية حديثة، يمكن من خلالها الخروج بمنتجات بها مكون محلى بنسب كبيرة، وقادرة على المنافسة داخلياً وخارجياً، كما يمكن من خلالها تحقيق التكامل الإنتاجى، في وقت قد يكون فيه سعر المكون الإنتاجي المستورد مرتفعاً، وهو ما ينعكس على السعر النهائي للمنتج.
وأشار محمد المهندس إلى أن تعميق الصناعة الوطنية وتعميق المكون المحلى فيها، يتطلب أولاً خفض سعر مدخلات الإنتاج، والتي يكون أغلبها مستورداً، لذلك لابد العمل على توفير كل إمكانيات إنتاج المكونات المحلية داخل السوق المصرى وليس الاعتماد فقط على الاستيراد من الخارج.
إنشاء مصنع جديد لإنتاج الصاج لتلبية احتياجات المصانع
وتشهد أسواق الأجهزة الكهربائية، حالة من المنافسة الشديدة بين الشركات المصنعة والمنتجة للعديد من الأنواع، ويحاول عدد كبير من الشركات التي تحاول الحصول على حصة من السوق المصرية الاستحواذ على حصة سوقية أكبر، وظهر مؤخرا عدد من الشركات المحلية التي أصبحت تنافس الشركات الخارجية، إلى جانب وجود العديد من الأنواع والخامات المستوردة بالأسواق؛ خاصة الصينية التي انتشرت بشكل كبير بالأسواق المحلية خلال الأسابيع الماضية.
ومن جهته، قال المهندس حسن مبروك رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات المصرية، في تصريحات لـ«مستقبل وطن نيوز» إنه يتم حالياً دراسة إنشاء مصنع جديد لإنتاج الصاج لتلبية احتياجات مصانع الأجهزة الكهربائية المحلية التي تستخدم هذه الخامة.
أضاف حسن مبروك، أن هذا المشروع يأتي ضمن المجهودات التي قامت بها الشعبة لتحديد الصناعات المغذية التي يتم استيرادها واستبدالها بمصانع محلية تنتج هذه الخامات مما يحد من حجم الواردات ويوفر العملة الصعبة، مشيراً إلى أن الشعبة أعدت قائمة بجميع الخامات المستوردة لتصنيعها تباعا بالتعاون مع عدة هيئات وبنوك عاملة في السوق المحلية.
وكشف رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية، أن هناك اتفاقاً أيضاً مع الهيئة العربية للتصنيع لتصنيع أجهزة محابس الأمان الكامل بالتعاون مع شركة إيطالية، وأفاد بأن مصر تتميز ببعض الصناعات مثل الصاج والاستانلس مطالباً بدعم إقامة صناعة وطنية قادرة على منافسة المنتج الأجنبي.