خاص| أسواق الخضر والفاكهة تتجاهل «موجة البرد» بأسعار مستقرة

تشهد محافظات مصر حاليًا موجة من التقلبات الجوية التي قد تؤثر على محاصيل الخضر والفاكهة، ما دعا تجار أسواق الجملة إلى تشكيل غرف عمليات بالتعاون مع وزارة الزراعة للحد من آثار التقلبات الجوية واتباع الإرشادات الزراعية، فضلًا عن اتجاه عدد كبير من التجار إلى تسويق الخضار بالتروسيكل.

وتتأثر أسعار الخضر والفاكهة في مصر، بالمساحات المزروعة، وموجة الطقس المسيطرة، خلال زراعة المحاصيل، التي تؤثر في حجم المعروض، وتنعكس على أسعار الخضر والفاكهة، عبر حلقات التداول المختلفة، ووصولًا إلى المستهلك النهائي؛ ويسهم الطقس غير المتقلب في زيادة إنتاجية المحاصيل، وبالتالي استقرار أسعار الخضر والفاكهة في الأسواق.

التغيرات المناخية ظاهرة تحتاج إلى مواجهة

قال تجار ومسؤولون بالغرف التجارية فى تصريحات خاصة لـ"مستقبل وطن نيوز" إن التغيرات المناخية ظاهرة تحتاج إلى مواجهة، وأن الدولة تبذل قصارى جهدها في ذلك، مشيرين إلى عدة مقترحات يمكن أن تسهم في الحد من الآثار السلبية الناتجة عن الظاهرة، وتؤثر في المحاصيل الزراعية.

وقلل يحيى السنى رئيس شعبة الخضر والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية، في تصريحات لـ"مستقبل وطن نيوز" من تأثير الموجة الباردة والصقيع الذي يضرب البلاد على أسواق الجملة، مؤكداً بأن هناك وفرة فى الخضر والفاكهة واستقرار سعري ملحوظ في الأسواق.

وأشار يحيى السني، إلى أن الأمطار لن تؤثر على وارد سوق العبور للجملة، وبالتالي المعروض من الخضر والفاكهة نتيجة لتراجع الطلب، مشيراً إلى أن هناك استقرار سعري في كل السلع.

"الصوبات الزراعية" تواجه تلك التغيرات الجوية بحرفية

وأوضح يحيى السني أن 90% من وارد الأسواق هي حصاد المحميات "الصوبات الزراعية"، التي تواجه تلك التغيرات الجوية بحرفية، وكشف بأنه فيما يتعلق بحركة البيع والشراء، أن هناك عدد كبير من التجار قاموا باستخدام التروسيكل وهو ما ساهم فى تقليل الفاقد وتوفير السلع والمعروض حتى في بعض المناطق البعيدة عن الأسواق.

وسجلت صادرات مصر من الفواكه  الطازجة، نحو 121.4 مليون دولار في الربع المالي الأول من العام 2021، وشملت صادرات مصر من الفاكهة، البرتقال الطازج 81.5 مليون دولار، والفراولة 42.2 مليون دولار، واليوسفي 46.2 مليون دولار.

ومن جهته، قال حاتم النجيب نائب رئيس شعبة الخضر والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية فى تصريحات خاصة لـ"مستقبل وطن نيوز" إن  هناك لجاناً منتشرة حالياً في الأسواق، من قبل  إدارة الخضر والمحاصيل البستانية  بالمحافظات، بالتعاون مع مديريات الزراعة ولجان متخصصة من قبل  مركز البحوث الزراعية، لرصد أي حالة من المتغيرات على الزراعات من الفاكهة  والخضر  بسب المناخ المتغير  والتقلبات الجوية. 

تلقى أي شكاوى من المزارعين وحلها على الفور

ولفت حاتم النجيب، إلى أنه تم تشكيل غرف عمليات بكل مديريات الزراعة لتلقى أي شكاوى من المزارعين  وحلها على الفور، وبالنسبة لأسواق الجملة فهناك متابعة دورية للأسواق لرصد أي نقص فى المعروض من السلع.

وأضاف حاتم النجيب، أن اللجان المشكلة لتقديم جميع التوصيات الفنية والإرشادات للمزارعين لأصناف الخضر الشتوية المتأخرة، خاصة الطماطم والبطاطس، الفلفل، الكرنب، الباذنجان، والبسلة، الفاصوليا، تعمل على اتباع النظم السليمة لحماية النباتات من التغيرات المناخية تفاديا لعدم تأثر المحاصيل الزراعية من قلة الإنتاج وتساقط الثمار.

وتابع حاتم النجيب، بأن هناك تكليفات بسرعة التدخل والعلاج  الفوري فى حالة تأثر المحاصيل بالتقلبات الجوية والأمطار من خلال لجان متخصصة تتوجه إلى الحقول مباشرة، وعقد ندوات إرشادية فى القرى والحقول للمزارعين، وعمل برامج متخصصة على أعلى مستوى، يقدمها مجموعة من أساتذة مركز البحوث الزراعية متخصصين فى أمراض النبات والعمليات الزراعية الإرشادية بقرى المحافظات.

إجراءات احترازية للحد من تأثير التغيرات

وتباع الطماطم بأسعار تتراوح 2.5-5 جنيهات للكيلو وتباع البطاطس بسعر تراوح بين 4-7 جنيهات للكيلو، فيما يباع البصل بسعر تراوح ما بين 2 إلى 3.3 جنيهات للكيلو والبقدونس 100 رابطة بسعر 50جنيها ، والبرتقال البلدي 3.5جنيه، البرتقال الصيفي يباع بسعر 4-7 جنيهات، والليمون من 5 إلى 8 جنيهات والعنب الرومي يباع بسعر 6-9 جنيهات.

وقال حاتم النجيب، إن هناك إجراءات احترازية للحد من تأثير التغيرات المناخية على المحاصيل الزراعية، وانخفاض الإنتاجية وبالتالي ارتفاع أسعارها، حيث تهتم الدولة بتأمين الأمن الغذائي فى مصر عبر الحرص على توفير مختلف السلع بأسعار مناسبة لدخول المواطنين.

خطوات استباقية لحماية المحاصيل الشتوية

وأشار حاتم النجيب، إلى أن شعبة الخضر والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية، عقدت عدة اجتماعات مع مسؤولي وزارة الزراعة لاتخاذ خطوات استباقية لحماية المحاصيل الشتوية من آثار التغيرات المناخية وكشف أن من أهم آثار التغيرات المناخية إصابة المحاصيل بالأمراض مثل صدأ أوراق القمح حيث يتسبب فى نقص الإنتاجية بنسبة 60%، كما أن أكثر المحاصيل التي تتأثر بالتغيرات المناخية الطماطم والخيار والقريعات وغيرها من المحاصيل.

وأوضح حاتم النجيب أن الندوة ستوصى بالزراعات التعاقدية وأن يكون هناك قاعدة معلومات وتشكيل لجنة بالتعاون مع وزارة الزراعة تنبأ بالأزمات وتوفر المحاصيل عبر منافذ الزراعة لعدم قفزات أسعارها مع الاهتمام بالإرشاد الزراعي وتحديد الزراعات التي يندر وجودها لتلبية احتياجات الأسواق.