لجنة عربية تدين الحملة الإعلامية والدبلوماسية الإسرائيلية تجاه المناهج التعليمية الفلسطينية
أدانت لجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب بالأراضي العربية المحتلة، الحملة الإعلامية والدبلوماسية الإسرائيلية تجاه المناهج التعليمية الفلسطينية، واتهامها بأنها تحتوي على مواد تبث الكراهية وتشجع على العنف، بينما تتجاهل بأن الشعب الفلسطيني يمارس حقه المشروع في مقاومة الاحتلال الذي يمارس كل أنواع العنف والتمييز والاقتلاع تجاه الشعب الفلسطيني.
وأعربت اللجنة، في توصياتها الختامية لأعمال الدورة (104 ) التي عقدت عن بعد اليوم عن قلقها من تجاوب بعض الدول مع هذه الحملة وبشكل خاص موقف الاتحاد الأوروبي تجاه المناهج التعليمية الفلسطينية.
كما أعربت اللجنة عن قلقها من الاتفاق الموقع بين وكالة الغوث الدولية (الأونروا) والإدارة الأمريكية، داعية إلى عدم المساس بمهام وواجبات الوكالة وفق قرار إنشائها أو التدخل في طبيعة عملها.
وأعربت اللجنة عن قلقها من زيادة مشاريع الاحتلال لأسرلة التعليم في مدينة القدس المحتلة من خلال مخططات لدمج العملية التعليمية مع مؤسسات الاحتلال بدأ الشروع فيها فعليا عام 2018 حيث أنشأت وزارة التعليم الإسرائيلية وبلدية الاحتلال 32 مدرسة تدرس المناهج الإسرائيلية، وانتهت بافتتاح مدرسة "ألفا" في بين حنينا عام 2020.
ودعت اللجنة الى توفير الدعم المالي اللازم لتحسين جودة البنية التعليمية للمدارس التي تعلم المنهج الفلسطيني وبث الوعي بمخططات الاحتلال تجاه التعليم في مدينة القدس.
وطلبت اللجنة من وفد (الاونروا) تزويدها بمعلومات حول قناة الأونروا الفضائية ونسخ من البرامج الخاصة بالمناهج التعليمية التي تعرضها القناة.
ودعت اللجنة الدول الأعضاء والمنظمات المتخصصة إلى ضرورة دعم قناة فلسطين التعليمية، لما تمثله من أهمية في توصيل المناهج الدراسية المختلفة للطلاب، للحفاظ على مستقبلهم التعليمي في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا، وكذلك كوسيلة للتعلم عن بعد في ظل الإغلاقات التي تقوم بها سلطات الاحتلال، كما انها تشكل منصة تربوية لاطلاع أبناء الشعوب العربية على المناهج الفلسطينية بطريقة مرئية.
وشددت اللجنة على ضرورة أن هناك يوما موحدا بين جميع الدول العربية تخصص فيه الإذاعة المدرسية للحديث عن القدس وأهميتها الحضارية والدينية والثقافية. والتأكيد على برامج التوأمة بين مدارس القدس ومدارس الدول العربية.
وناقشت اللجنة سير البرامج التعليمية الإذاعية والتلفزيونية الموجهة في ثلاثة محاور رئيسة هي (القدس – المناهج المدرسية الفلسطينية وسبل مواجهة المناهج الإسرائيلية - البرامج المساعدة) ، حيث أكدت اللجنة ضرورة استمرار إبراز وضع مدينة القدس في وسائل الإعلام العربية باعتبارها عاصمة الدولة الفلسطينية (عاصمة الثقافة العربية والاسلامية) وأهميتها التاريخية والدينية للأمتين العربية والإسلامية، وفضح الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المتزايدة التي تتعرض لها بهدف تهويدها وتغير طابعها الحضاري العربي الإسلامي.
كما دعت اللجنة المنظمات الدولية كافة العاملة في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الى بذل المزيد من الجهود في توفير الحماية للمدارس الفلسطينية من الممارسات الإسرائيلية وخاصة مدارس مدينة القدس المحتلة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة معاناة الطلبة الفلسطينيين بسبب سياسات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى دفع الطلبة للتسرب من المدارس، واستغلالهم كأيد عاملة رخيصة، أو الدفع بهم إلى انحرافات اجتماعية خطيرة، ودعوة الدول العربية والإسلامية تقديم الدعم اللازم للمؤسسات التعليمية الفلسطينية في القدس للتصدي لهذه السياسات.
وأوصت اللجنة بالطلب من الدول العربية والإسلامية والمنظمات العربية والإسلامية (الألكسو - الأسيسكو) ومكتب التربية لدول الخليج العربي الاستمرار في إثراء محتوى مواقعها الخاصة بالقدس على (الإنترنت) بموضوعات باللغات الحية لفضح الممارسات العنصرية والجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
من جانبه ، دعا الأمين العام المساعد الجامعة العربية رئيس قطاع شؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير سعيد ابو على فى ختام الاجتماع " إلى أهمية الاستمرار في توفير الدعم العربي للعملية التعليمية في فلسطين والعمل على رفع المعاناة عن الطلبة الفلسطينيين ودعم صمودهم، لصد كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي، ومن أجل مواصلة بناء أجيال فلسطينية قادرة على المواجهة والتحدي.
وحيا وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، كما وزارة التعليم العالي وكذلك وجه التحية لجهود المؤسسات المختصة والدول المضيفة وأيضاً قطاع التعليم وبرامجه المختلفة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا).
وفي كلمة وفد دولة فلسطين التي ألقاها "أيوب عليان" وكيل مساعد وزارة التربية والتعليم، أكد أن التعليم يشكّل رافعة للآمال ومحطّة من محطات التأسيس لبناء جيل عربي قادر على صون قيم العروبة. وعرض ملامح تجربة فلسطين في ظل جائحة كورونا، من خلال خيار التعليم عن بعد كأحد أبرز الحلول.
وقال لقد نجحت فلسطين العام الدراسي المنصرم في الإبقاء على جذوة التعليم متقدة، وطبقنا بروتوكولا صحيا صارما .. مشيرا إلى أن التعليم في فلسطين ليس مجرد علوم ومعارف، بل هو رسالة وطنية بامتياز، وخطوة على طريق إنجاز التحرر لبناء دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
شارك في الاجتماع أعضاء اللجنة من كل من: المملكة الأردنية الهاشمية، دولة فلسطين، جمهورية مصر العربية، اتحاد إذاعات الدول العربية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو)، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإسيسكو)، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).