المفتي: عقيدة الأزهر صمام أمان لعدم تكفير الناس واستباحة الدماء
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن العقيدة التي يتبناها الأزهر الشريف، هي صمام أمان لعدم تكفير الناس، وإذا وصلنا لمرحلة تكفير المواطنين سنصل إلى الهدم ويستبيح الدماء والأعراض، ولا يمكن لأي جماعة أن تحكم على الناس وتقول إن هؤلاء كفار وتقاتلهم فأمر القتال بداية ونهاية في يد ولي الأمر وليس في يد جماعة أو فئة وإنما في يد الدولة.
وتابع المفتي إن الأشاعرة مدرسة تبناها الأزهر الشريف على مدار الزمان، وما تمتاز به العقيدة الأشعرية إنها ترى أن من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله، فقد دخل في الإسلام ولا يخرج من عبادة الإسلام إلا إذا أنكرها والقضاء وحده هو من يحكم عليه في ذلك.
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها جامعة السويس بعنوان "الشباب وبناء الأوطان" بحضور الدكتور السيد الشرقاوي، رئيس جامعة السويس، والنواب وعمداء الكليات ومئات الطلاب بقاعة المؤتمرات بالمقر الرئيس.
وأوضح الدكتور شوقي علام، إن تجديد الخطاب الديني وليس معناه التبديد أو التضييق، وإنما توصيل الدين في شكله الحضاري الذي قصده الله عز وجل، وننفض عن الدين الغبار الذي علق به فترة من الزمن، فرجال الدين مطالب منهم تقديم الدين في ثوب بلغة العصر.
وتابع الدكتور شوقي علام، أن دار الإفتاء تنشر عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي رسائل للمواطنين وخاصة الشباب، في مقاطع وفيديوهات، مدتها دقيقتين، تيسيرا على المتابعين، ومن أراد التعمق فيها فإن للمنشور ظهير مطول مستغرق لعشرات الصفحات وموثق لكن من يريد التوثيق والتعمق.
وأورد المفتي موجها حديثه للطلاب، أنه من الضروري أن يخاطب العالم ورجل الدين الناس على قدر عقولهم، فالجلوس مع البسطاء والعوام له لغة ومصطلحات والجلوس مع رجال العلم له مصطلحات أخرى.
ولفت إلى أن أمر القتال وفقا لتلك العقيدة في يد ولي الأمر ومنظومة الدولة فقط، سواء كانت دولة بسيطة كما في عهد رسول الله محمد، إذ كان الجهاد والحرب بدعوة ونداء، أو في شكل الدولة الحديثة وفيها الرئيس أو ولي الأمر فقط صاحب القرار ولديه أجهزة ومنظومة متكاملة يناقش معها ذلك القرار وما هي المصالح المترتبة عليه. وتطرق إلى سؤال عن زيادة حالات الطلاق خاصة بين الشباب، ورد أن دار الإفتاء المصرية أدرك ذلك الأمر وعملت على وضع حلول منذ عام 2014، إذ وجدنا حالات طلاق تزداد مع السنوات الأولى للزواج، ونظمت دار الإفتاء 13 دورة للمقبلين على الزواج والمتزوجين حديثا. وأوضح أن الدورات التأهيلية على الزواج ضمت أساتذة في علم الاجتماع، وعلم النفس وأستاذة في إدارة الأزمات وتخصصات أخرى علمية تساعد الزوجين على فهم مسؤوليتهما وحقوقهما ودور كل منهما تجاه الآخر، وبمرور الوقت رأينا احتياجنا لتخصصات كثيرة فأنشأت وزارة التضامن الاجتماعي مشروع "مودة" لتأهيل المقبلين على الزواج.
ودعا مفتي الديار، الشباب إلى التسلح بالعلم لأنه الأساس الذي يتكسر على جداره كل المفاهيم المغلوطة، لو فتح كل شاب مواقع التواصل وسيجد أفكار سلبية، وإن لم يكن متسلح بالعلم سوف تسلب العقل، فالعلم وحده يمكن أن يقاوم كل الأفكار المغلوطة، ويأتي بالمعايير والمنهجية وبدونه لن نقدر على مواجهة التحديات.
وحذر الدكتور علام، الشباب من الوقوع في فخ تلقين المعلومات وهو متشابه كثيرا مع ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي وهو ليس بعلم ولا اجتهاد، فبعض الشباب يجذب أقرانه بأسبوع بعد قراءة كتاب أو سماع محاضرة من الإنترنت وهو غير ملم بمجال العمل الذي يتحدث فيه.
واستشهد المفتي بوصف الإمام الشافعي للعلم بأنه يحتاج إلى الجلوس أمام الأساتذة والشيوخ والصبر عليهم وعلى مناقشتهم ولا يصبح الفرد عالم بين يوم إنما يحتاج إلى زمن. ونصح الدكتور علام الطلاب بضرورة مواجهة الشائعات بالعلم، كُل في تخصصه والمذاكرة وتلقي العلم بإتقان حتى يستفيد منه ويتخذه رفيقا في دربه للوصول إلى النجاح وإلى التميز بما يحقق تقدم البلاد.