لماذا تعتبر الجرعة الثالثة من لقاح كورونا مهمة لبعض الفئات؟
في الوقت الذي تم فيه إقرار جرعتين من لقاح كورونا بينهما فاصل زمني للوقاية من الفيروس المستجد، تم الكشف عن أن هناك بعض الفئات تستحق جرعة ثالثة وصفت بأنها جرعة معززة لتقوية مناعة هذه الفئات.
الدكتور محمد النادي، عضو اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوزارة الصحة، كشف عن أن هناك فئات مستحقة للجرعة التنشيطية الثالثة من لقاح كورونا.
وأوضح في تصريحات تلفزيونية، مساء اليوم، أن الجرعة التعزيزية الثالثة يجب أن يتم اعطائها لمن يعملون في القطاع الطبي لأنهم الأكثر عرضة لاكتساب المرض بعد التطعيم بالجرعتين الأولى والثانية، وكبار السن الذين يعانون الأمراض المزمنة.
وأشار إلى أن الجرعة التعزيزية أو الإضافية الثالثة من اللقاح يجب أن تعطى لأصحاب أمراض المناعة الأكثر عرضة للإصابة بـ فيروس كورونا.
وعلى المستوى الرسمي، فقد كشف خالد مجاهد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، عن أنه خلال الفترة المقبلة، سيتم إعطاء كل من تخطى سنة على تلقيه لقاح كورونا، جرعة ثالثة من أي لقاح وليس شرطا أن يكون نفس اللقاح الذي تلقاه في البداية.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، إن الجرعة الثالثة لمن تم تطعيمهم مهمة لتنشيط الجهاز المناعي للجسم لمواصلة القدرة على مواجهة الفيروس.
وقال الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، إن هناك بعض الأشخاص في احتياج لجرعة ثالثة تنشيطية، وبالطبع لا يكون لها أضرار بل إنها مفيدة جدا، وفي المستقبل سوف يصبح لقاح كورونا سنويا مثل لقاح إنفلونزا الطيور، والإنفلونزا الموسمية، لذا لا يوجد مانع في الحصول على جرعة ثالثة للقاح.
وأشار رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، إلى أن فكرة الجرعة الثالثة من لقاح كورونا سواء نفس اللقاح أو مزيج من اللقاحات، تأتي لتجربة تكوين مناعة، تكون جرعة تنشيطية تعزز فكرة تكوين أجسام مضادة ومناعية في الجسم.
وأكدت دراسة بريطانية حديثة على أهمية الجرعة المعززة من لقاحات كورونا لوقف العدوى، وذلك بعد أن رصد الباحثون خلال مسح أجروه وجود معدلات إصابة كبيرة بين الملقحين بالكامل بعد 3 أشهر من التطعيم.
وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، فقد قام الباحثون في إمبريال كوليدج لندن بتحليل أكثر من 100 ألف مسحة من عينة عشوائية من السكان ووجدوا أن معدلات الإصابة بفيروس كورونا كانت أعلى بثلاث إلى أربع مرات بين الأشخاص غير المطعمين من أولئك الذين تلقوا جرعتين.
لكن بينما أدى التطعيم الكامل إلى انخفاض معدلات الإصابة بالفيروس من 1.76 في المائة بين المشاركين قبل تلقيهم التطعيم إلى 0.35 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى من تلقيهم الجرعة الثانية، فقد ارتفعت معدلات الإصابة مرة أخرى إلى 0.55 في المائة بعد ثلاثة إلى ستة أشهر من تلقي الحقنة الثانية.
وقال بول إليوت، أستاذ علم الأوبئة وطب الصحة العامة في إمبريال كوليدج لندن، والذي قاد الدراسة: إن الزيادة المحتملة في حالات العدوى بعد تلقي التطعيم بأشهر قليلة تعزز الحاجة إلى الجرعة المعززة من اللقاحات.
ومن جهته، قال البروفسور كريستل دونيلي، عالم الأوبئة الإحصائي، الذي شارك أيضاً في الدراسة: نتائجنا تعطي حافز للأشخاص للحصول على الجرعة المعززة إذا أصبحت متاحة لهم.
وأشار الباحثون إلى أن أعلى معدلات الإصابة التي رصدوها في دراستهم كانت بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 17 عاماً، مع نحو 2.5 في المائة اختبار إيجابي بكورونا، يليهم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35 إلى 54 عاماً، وهي الفئة العمرية التي يرجح أن يكون لديها أطفال في المدرسة، حيث يقول الباحثون إن العدوى في الفترة الماضية كانت أكثر انتشاراً بين أطفال المدارس.