مستوردون يتوافقون على وجود الأزمة.. ويختلفون حول آثارها
خاص| انفراجة «البرازيلي» تعيد الهدوء لأسواق اللحوم
هدأت سوق اللحوم البلدي في مصر، بعد موجة ارتفاعات؛ إثر وقف استيراد اللحوم البرازيلية، بعد ظهور بؤر إصابة بين قطعان الماشية هناك بمرض جنون البقر، وسجلت أسعار اللحوم البلدي بالأسواق، اليوم الاثنين، استقرارا بعدما كانت قد ارتفعت أسعار اللحوم المستوردة بقيمة 8% الأسابيع الأخيرة، إثر وقف الاستيراد من البرازيل -المورد الأكبر للحوم المستوردة إلى مصر- بسبب ظهور الإصابات هناك.
وسبق أن دفعت مخاوف الحمى القلاعية وجنون البقر، مستوردي اللحوم في مصر، إلى تحويل وجهتهم الاستيرادية مؤقتا نحو الهند بدلا من البرازيل، التي تشهد ارتفاعا في إصابات الحمى القلاعية بين الماشية هناك، وهو ما أربك سوق اللحوم المستوردة، وأدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل طفيف الفترة الماضية، في ظل وجود فجوة كبيرة بين أسعار اللحوم البرازيلية ونظيرتها الهندية.
وبينما يجمع مستوردون وتجار على وجود أزمة حقيقية في المخزون من اللحوم البرازيلية، بعد وقف الاستيراد، يرى بعضهم أن الزيادات الأخيرة «مفتعلة» ولا تعكس الأزمة السابقة، ولا تعبر عنها تعبيرا حقيقيا عنها.
شح إمدادات الأسواق وارتفاع النولون يعمق جراح سوق اللحوم البرازيلية
قال أحمد صقر نائب رئيس غرفة الإسكندرية التجارية -فى تصريحات خاصة إلى «مستقبل وطن نيوز» إنه بمواصلة ارتفاع أسعار اللحوم البرازيلية الفترة الماضية، بلغ الطن البرازيلي 4600 دولار، بينما تباع اللحوم الهندية عالميا بـ3050 دولار للطن، بنسبة ارتفاع 5% للأخيرة، نتيجة شح إمدادات الأسواق من اللحوم البرازيلية، وارتفاع أسعار النولون.
وتعتمد مصر في وارداتها من اللحوم المجمدة على الواردات من البرازيل بنسبة بين 50 و60 بالمئة، وتصل وارداتها من اللحوم البرازيلية إلى نحو 150 ألف طن سنويا، طبقا لبيانات الشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية، بينما تستورد 100 ألف طن من الهند، إضافة إلى واردات اللحوم من أستراليا ونيوزيلندا وأوروجواي وبارجواي.
تفاؤل بتفعيل النظام الجديد للتسجيل في المنظومة الجمركية للشحن
أعرب صقر عن تفاؤله، بخطوات جادة من جانب الدولة، بعد تفعيل النظام الجديد للتسجيل في المنظومة الجمركية للشحن المسبق، وسرعة الإفراج عن الرسائل، وهي أمور تساهم فى استقرار واردات اللحوم، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار اللحوم الهندية حال زيادة الطلب الصيني الفترة المقبلة.
وأعلنت البرازيل مؤخرا، اكتشاف حالتي إصابة بمرض «جنون البقر»، وأخطرت رسميا المنظمة العالمية لصحة الحيوان بذلك. وعلقّت صادراتها من لحوم الأبقار إلى الصين بعد ذلك الاكتشاف، انطلاقا من الاتفاقية الثنائية الموقعة بين البلدين.
وقال محمد وهبة، رئيس شعبة اللحوم بغرفة القاهرة التجارية، إن استقرار الأسعار يأتي ضمن آلية العرض والطلب، وأن السوق لا يتقبل أي ارتفاعات في السعر، الفترة الأخيرة، في ظل حالة الركود ومحدودية الطلب على اللحوم مقارنة بفترات سابقة.
أزمة مفتعلة وزيادة لا تعكس حجم تراجع الاستيراد
في سبتمبر الماضي، أشار تقرير صادر عن وزارة الزراعة، ممثلة في هيئة الخدمات البيطرية، إلى وجود تراجع كبير في معدلات استيراد الماشية الحية من الخارج، إذ تقلصت الأعداد إلى 206 آلاف رأس ماشية سنويا من البقر المعد للذبيح مقابل 520 ألف رأس بعد نجاح مشروع البتلو.
ووصف وهبة ما حدث فى سوق اللحوم بـ«الارتفاع غير المبرر» ويحدث كل عام فى نفس التوقيت، لافتا إلى أن نسبة الزيادة لا تعكس حجم الأزمة في الاستيراد وتراجع واردات الماشية، موضحا أن كيلو اللحم المجمد البرازيلى يباع بأسعار تتراوح بين 150 و170 جنيها للكندوز.
وتباع اللحوم المجمدة الشعبية البرازيلي (درجة ثانية) بسعر 85 جنيها، والهندى يباع بسعر 53 جنيها للكيلو بالمقارنة بسعر اللحوم الخلفى، التى تلقى إقبالا كبيرا من جانب القرى السياحية والفنادق ومنها «الوش والسمانة و الفليتو، والضهر والكلاطة والرزبييف» ليباع الوش البرازيلى بسعر 100 جنيه، وكذلك «السمانة والفليتو والرزبييف» بسعر 200 جنيها.