صرخت جولدا مائير.. فأصدر مجلس الأمن القرار 338 يوم 22 أكتوبر 73
أصدر مجلس الأمن الدولي، يوم 22 أكتوبر 1973، أحد أهم قراراته على مر تاريخه، وهو القرار الذي يحمل رقم 338، الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار على كافة جبهات حرب أكتوبر، وتنفيذ القرار 242 الذي كان يدعو أيًا لوقف إطلاق النار بجميع أجزائه.
نص قرار مجلس الأمن رقم 338
القرار 338 لمجلس الأمن دعا جميع الأطراف المشتركة في القتال الدائر إلى وقف إطلاق النار بصورة كاملة، وإنهاء جميع الأعمال العسكرية فورا، في مدة لا تتجاوز 12 ساعة من لحظة اتخاذ هذا القرار، وفي المواقع التي تحتلها الآن، كما دعا جميع الأطراف المعنية إلى البدء فوراً بعد وقف إطلاق النار بتنفيذ قرار مجلس الأمن 242 الصادر عام 1967 بجميع أجزائه.
الفقرة الثالثة من قرار مجلس الأمن نصت على أن تبدأ فورًا عمليات وقف إطلاق النار، ثم تبدأ مفاوضات بين الأطراف المعنية تحت الإشراف الملائم، بهدف إقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط.
وتبنى المجلس هذا القرار في جلسته رقم 1747 بـ 14 صوتاً مقابل لا شيء، وامتناع الصين عن التصويت، وكان مع القرار كل من "أستراليا، والنمسا، وفرنسا، وغينيا، والهند، وإندونيسيا، وكينيا، وباناما، وبيرو، والسودان، والاتحاد السوفييتي، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، ويوغسلافيا."
عندما صرخت جولدا مائير.. واستغاثت بأمريكا
الدافع الرئيسي لقرار مجلس الأمن كان سببه صرخات جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل أثناء حرب أكتوبر73، بعد تلقيها خبر عبور الجيش المصري للضفة الشرقية لقناة السويس، واستغاثتها بأمريكا للضغط على مجلس الأمن والمجتمع الدولي لإصدار قرار بوقف إطلاق النار على جميع جبهات القتال، لوقف نزيف الخسائر البشرية والعسكرية والمادية التي يتعرض لها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
يوم 7 أكتوبر73، بعدما شاهد العالم عبور القوات المصرية للضفة الشرقية لقناة السويس، وكيف تحطمت نظرية الأمن الإسرائيلي، وعمليات تقهقر جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يصف نفسه بـ"الجيش الذي لا يهزم"، أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تقريرًا كشفت فيه أن خسائر إسرائيل في الساعات الأولى للحرب هي" 110 طائرات، 400 دبابة، مقتل 3 آلاف ضابط وعسكري، وأسر ألف آخرين".
رئيسة وزراء إسرائيل تصف الجيش المصري بالرجال الأقوياء
جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل العجوز، رفضت جميع الآراء والمقترحات من قبل جنرالات الجيش الإسرائيلي المطالبة بالاستمرار في المعركة، وعدم المطالبة بإصدار قرار دولي من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار.
وقالت مائير:" أنهم لم يتلقون إنذارًا للحرب في الوقت المناسب، وأنهم قاتلوا أقوياء، وكأنهم كانوا يعدون أنفسهم للهجوم علينا منذ عدة سنين".
وكشفت رئيسة وزراء إسرائيل بعد 15 يومًا من اندلاع حرب أكتوبر73، عن حجم الخسائر التي تعرض لها جيش الاحتلال الإسرائيلي في تقرير رسمي ذكر أن إسرائيل فقدت حتى لحظة صدور هذا التقرير" 600 دبابة، 400 سيارة مدرعة، 25 طائرة هليكوبتر، 23 قطعة بحرية، بالإضافة للخسارة المادية البالغة 600 مليون دولار".