حرب أكتوبر 1973.. أحداث معركة فاصلة جسدت بطولات القوات المسلحة
لم تكن حرب أكتوبر 1973مجرد معركة فاصلة في التاريخ، ولكنها بمثابة نصر عسكري لا مثيل له في التخطيط والتنفيذ، وصلابة الجندي المصري الذي أثبت للعالم قدرته في تحطيم المستحيل، وتحرير الأرض بعزيمة لا تلين، في الوقت الذي تجرعت فيه إسرائيل هزيمة كبرى لن تستطيع محو آثارها النفسية.
أحداث حرب أكتوبر 1973
اعتمد النصر في حرب أكتوبر 1973 على العديد من العوامل في مقدمتها اختيار توقيت الحرب يوم السادس من أكتوبر والذي كان يوافق عدة مناسبات أولها انتخابات الكنيست في إسرائيل ومن ثم استغلال حالة الانشغال في الدولة العبرية، إضافة إلى أنه جاء تزامنا مع عيد الغفران عند اليهود، كما كان التوقيت يتزامن مع شهر رمضان المعظم، ما جعل إسرائيل تظن أن الجيش المصري في حالة استرخاء ولا تتوقع أبدا اندلاع الحرب.
بداية حرب أكتوبر 1973
اختارت القيادة المصرية ساعة الصفر لتنطلق الطائرات المصرية في الساعة الثانية ظهرا من يوم 6 أكتوبر لتبدأ الحرب بتنفيذ أكثر من 200 طائرة عسكرية الهجوم بضربة جوية مكثفة على الأهداف الاستراتيجية والنقاط الحصينة الإسرائيلية على الضفة الشرقية لقناة السويس.
الضربة الجوية
انطلقت الطائرات المصرية في حرب أكتوبر 1937 على ارتفاعات منخفضة ما فوت الفرصة على الرادارات الإسرائيلية من رصدها، لتضرب مراكز قيادة إسرائيل في سيناء ومحطات الرادارات إضافة إلى بطاريات الدفاع الجوي، وكذلك تجمعات الجنود والمدرعات، والدبابات الإسرائيلية والمدفعية و ومخازن الذخيرة، والأهم النقاط الحصينة في خط بارليف الذي روجت له إسرائيل على أنه أقوى مانع.
دور المدفعية في حرب أكتوبر 1937
خمس دقائق فقط فصلت بين عبور الطائرات وتنفيذ المدفعية المصرية خطتها في دك التحصينات الإسرائيلية، ما مهد للعبور العظيم على طول قناة السويس، أما سلاح المهندسين والصاعقة فكانت مهمتهم اغلاق الأنابيب القاتلة التي تنقل سائل يمكنه تحويل مياه القناة إلى لهب وذلك في الثانية و20 دقيقة.
المدفعية المصرية في حرب أكتوبر 1973
عبور قناة السويس
كان عبور قناة السويس في حرب أكتوبر 1937 بمثابة معجزة تحققت على الماء، استطاع ما يقرب من 2000 ضابط إضافة إلى 30 ألف جندي عبور القناة في الوقت الذي استمر فيه سلاح المهندسين في اكتشاف الثغرات على الساتر الترابي حتى تتمكن الدبابات والمركبات من العبور، لتبدأ المعركة الفاصلة ويكتب الجنود المصريون بطولاتهم على رمال سيناء، ويرفرف العلم المصري على أرض الفيروز، فيما كان العالم كله يراقب المفاجأة التي فجرها المصريون.
خسائر إسرائيل في حرب أكتوبر 1937
نجحت قواتنا المسلحة في اليوم الأول من المعركة في تدمير أكثر من 200 دبابة إسرائيلية في سيناء، كما حاصر أسود مصر ما يقرب من 1500 مقاتل إسرائيلي، أما الرقم الذي سجل التاريخ لأول مرة هو تدمير 150 دبابة في 20 دقيقة فقط، إضافة إلى أسر معظم أفراد أطقمها، كان ذلك يوم الإثنين 8 أكتوبر 1937.
عدد من الأسرى الإسرائيليين
وكان مشهد الأسرى الإسرائيليين لافتا في صور الحرب، حيث استطاع جنودنا من نقطة حصينة واحدة هي بور توفيق أسر 37 مقاتلا إسرائيليا، إضافة إلى قتل أكثر من 3000 إسرائيلي، ما تسبب في صدمة كبيرة لدى الشارع الإسرائيلي.
رفع العلم المصري على سيناء
أما الأزمة الكبيرة التي عاشها الجنود والضباط الإسرائيليين فهي أزمة نفسية وعصبية، ما أكده قادة الجيش الإسرائيلي وهم يكتبون مذكراتهم في الوقت الذي أكدت فيه الأرقام خسائر إسرائيل الفادحة في المعدات والمدرعات، إضافة إلى القطع الحربية والدبابات.
دور كوريا الشمالية في حرب أكتوبر 1973
يتحدث الفريق سعد الدين الشاذلي في مذكراته عن الدور المهم لكوريا الشمالية في حرب أكتوبر 1937 قائلا: "كانت القوات الجوية المصرية تعاني من مشكلة مزمنة وهي زيادة عدد الطائرات عن عدد الطيارين وقد دفعني هذا الموقف لأن أطلب من كوريا الشمالية أن تمدنا بعدد من الطيارين المدربين علي قيادة طائرات الميج-21 فاستجابت لهذا الطلب وارسلت لنا 20 طيارا وصلوا الي مصر في شهر يوليو عام 1973".
أما قصة إرسال كوريا لهذا العدد من الطيارين فيرويها الشاذلي في مذكراته بقوله " في شهر مارس من العام ذاته كان نائب رئيس جمهورية كوريا الشمالية في زيارة رسمية لمصر ورافقه في الزيارة الجنرال زانج زونج نائب وزير الدفاع الذي أبدي رغبته في ان يزور جبهة قناة السويس"
الفريق الشاذلي مع الجانب الكوري
ويتابع الفريق الشاذلي: " ويوم السادس من مارس توجهت معه الي الجبهة وخلال الرحلة أخذنا نتناقش ونتبادل الرأي في المواضيع العسكرية وقد تحدثت له عن متاعبنا بخصوص إعداد الطيارين وإن لدينا طائرات ميج 21 أكثر مما نستطيع تشغيلها لاسيما بعد ان سحب السوفييت حوالي 100 طيار كانوا يقومون بتشغيل 75 طائرة ثم انتهزت الفرصة وقلت له: تري هل يمكنكم أن تمدونا بعدد من طياري الميج 21؟".
ووفق مذكرات الفريق الشاذلي " سألني الجنرال زانج زونج: ما هو عدد الطيارين الذين تحتاج إليهم فقلت له: إننا لا نتوقع منكم أن تملأوا الفراغ الذي تركه السوڤيت ولو أنكم أرسلتم سرباً واحداً لكان كافياً واذا احتاج الأمر مستقبلا لإرسال سرب آخر فإنه يمكن بحث ذلك فيما بعد..".
وتابع الفريق الشاذلي في مذكراته: "بعد نحو أسبوعين من رحيل الوفد الكوري عاد الجنرال زانج زونج مرة أخري إلي مصر وأخبرني بأن الرئيس الكوري كيم ايل سونج وافق هو الآخر لكنهم يوجهون لي الدعوة لزيارة كوريا ومعاينة الطيارين بنفسي قبل إرسالهم الي مصر وفي يوم الثاني من أبريل عام 1973 بدأت رحلتي الي بيونج يانج."
ويواصل الفريق الشاذلي في مذكراته ": "في أوائل يونيو 1973 بدأ الطيارون الكوريون الشماليون في الوصول لمصر واكتمل تشكيل السرب الذي يعملون به خلال شهر يوليو وفي 15 أغسطس أذاع راديو إسرائيل ان هناك طيارين كوريين في مصر"
دور سوريا في حرب أكتوبر
لعبت الجبهة السورية دورا كبيرا في تحقيق نصر أكتوبر 1973 ، حيث كانت للمرة الأولى التي تتعرض لها إسرائيل إلى هجوم عسكري من جبهتين في وقت واحد ، وهو الأمر الذي نجح في إرباك إسرائيل وتحقيق النصر.