باب حديد هزمه سلك دش.. حكاية آخر طلب لعجوز العمرانية تسبب في مقتلها
باب حديدي محكم الغلق يصعب اختراقه إلا في ظروف خاصة، وضعته عجوز العمرانية كستار لها على باب الشقة الخشبي من الخارج ليحميها من غدر أصحاب النفوس الضعيفة، لكنها لم تكن تعلم بأنها ستفتحه بيديها لتلقى مصيرها بعد طلب أخير تمنته قبل وفاتها.
على غير العادة مرت عدة أيام على اختفاء الحاجة "نوال" صاحبة الـ70 عاما لكن الأهالي اعتقدوا بأنها في استضافة أحد أبنائها، لكن تلك المرة لم توص أحد على إلقاء نظرة على شقتها كعادتها في المرات السابقة، لكنهم لم يهتموا كثيرا "يومين وهترجع".
بينما الهدوء يسيطر على المنطقة، خرجت صراخات مدوية من منزل السيدة المسنة التي تتمتع بحب معظم الأهالي، ولم يشك أحد بأنها قد تكون تعرضت للغدر، بل للوهلة الأولى اعتقدوا بأنها توفت بعد تراكم الأمراض عليها وامتلاء أدراجها بالأدوية والمسكنة التي تعالج الأمراض المزمنة.
بالاقتراب من مصدر الصوت وجدوا ابنة الضحية "سماح" تحتضن والدتها التي يظهر عليها بأنها متوفية منذ عدة أيام، لكن أثار الاعتداء تظهر عليها، وأكد الشكوك بعثرة محتويات الشقة وسرقة التليفزيون وهاتفها، مما شكل لغزا كبيرا أمام الجيران وابنة الضحية.
لم يجد الحاضرون أمامهم سوى إبلاغ رجال الشرطة لإعادة حق السيدة التي غٌدر بها وتلقى قسم شرطة العمرانية بمديرية أمن الجيزة، بلاغا من بعض الأهالي بمقتل "عجوز" داخل شقتها بدائرة القسم.
وبالانتقال والفحص تبين أن جثة المجنى عليها بها عدة كدمات بأماكن مختلفة ووجود بعثرة بمحتويات غرفة نومها وما قررته كريمتها أن والدتها تقيم بمفردها ولدى حضورها للاطمئنان عليها وجدت الباب الحديدي للشقة مفتوح على غير العادة واكتشفت وفاتها وسرقة هاتفها المحمول وشاشة عرض ومبلغ مالي.
تم تشكيل فريق بحث برئاسة قطاع الأمن العام وبمشاركة الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أسفرت جهوده عن أن وراء ارتكاب الواقعة (كهربائي وفنى دش مقيم بدائرة قسم شرطة بولاق الدكرور).
عقب تقنين الإجراءات تم استهدافه وضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة بقصد السرقة وأقر بسابقة تردده على المجنى عليها بإجراء بعض الإصلاحات وطلبها منه مؤخرا الحضور مرة أخرى لإجراء بعض الإصلاحات فاختمر في ذهنه سرقتها لكونها مقيمة بمفردها.
وفى يوم الحادث توجه إلى شقة المجنى عليها ولدى فتحها الباب قام بكتم أنفاسها بقطعة قماش حتى فارقت الحياة، واستولى على المسروقات وفر هارباً وأرشد عن مبلغ مالي والهاتف المحمول الخاص بالمجنى عليها وشاشة العرض، وأضاف أنه قام بإنفاق جزء من المبلغ المستولى عليه في سداد ديونه.