«عابرون والدنيا ليست لنا».. آخر كلمات ضحية انقلاب ميكروباص المنوفية
في قرية جنزور الهادئة بمركز بركة السبع في محافظة المنوفية، كانت الأجواء مشبعة بالحزن والأسى. الجميع بانتظار وصول جثمان الطالبة الشابة منار خالد أبوعبده، طالبة الفرقة الرابعة بكلية التمريض جامعة المنوفية، التي وافتها المنية في حادث انقلاب سيارة ميكروباص في ترعة القاصد وهي في طريقها إلى الكلية.
تجمع العشرات من أهالي القرية لمواساة أسرة منار في مدينة شبين الكوم، حيث كان الجثمان ينتظر في مشرحة مستشفى شبين الكوم التعليمي حتى تنتهي الإجراءات الرسمية. منار، التي كانت تبلغ من العمر 22 عامًا، لم تكن مجرد طالبة متفوقة بل كانت أيضًا مخطوبة تستعد للزفاف، ومعروفة بسمعتها الطيبة بين أهل القرية. وصفها الأهالي بحزن شديد بأنها "عروس الجنة"، معبرين عن ألمهم العميق لفقدانها المفاجئ.
آخر كلمات منار
كانت آخر كلمات منار على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مليئة بالتأمل: "عابرون والدنيا ليست لنا، سنمضي يومًا تاركين خلفنا كل شيء. ربنا اختم حياتنا بعمل صالح نلقاك به". انتشرت عبارات النعي على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب العديد من أصدقائها كلمات حزينة على فراقها، ونشروا مقاطع فيديو وآيات قرآنية كانت قد نشرتها منار قبل وفاتها، كصدقة جارية على روحها.
تم انتشال السيارة وفتح محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات. كان من المتوقع أن تقوم النيابة بإجراء تحقيقات موسعة لمعرفة ملابسات الحادث وتحديد المسؤولين عنه.
الحادث المؤلم أسفر عن وفاة منار وإصابة 13 آخرين بجروح متفاوتة، نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج. فرق الإنقاذ النهري بذلت جهودًا كبيرة في انتشال السيارة والبحث عن ناجين أو مفقودين محتملين.
لم يمضِ وقت طويل حتى تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على السائق الهارب، وكشفت التحقيقات الأولية أنه كان جديدًا على خط السير، مما زاد من احتمالية الخطأ القاتل.
في خضم هذه الأحداث، انتقل اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، إلى موقع الحادث للإشراف على عمليات الإنقاذ بنفسه، وزار المصابين في المستشفى، مطمئنًا على حالتهم الصحية، ومؤكدًا على توفير الرعاية الطبية اللازمة لهم.