عبدالعزيز بوتفليقة.. قصة صعود وهبوط رجل حكم الجزائر 20 عاما
عبد العزيز بوتفليقة، ليس مجرد سياسي استطاع أن يظل على رأس السلطة في الجزائر لمدة 20 عاما كاملة حتى أزاحته الاجتجاجات الشعبية عن الحكم، القصة متعددة الفصول والأحداث في حياة عبد العزيز بوتفليقة، ما يجبرنا على العودة بالزمن لمسافة تزيد على الـ60 عاما كاملة.
ضربة البداية جاءت في العام 1956 حين كان عبد العزيز بوتفليقه ما يزال في التاسعة عشر من عمره، طالبا أنهى منذ شهور قليلة دراسته الثانوية، ليقرر مغادرة التعليم والالتحاق بجيش التحرير الوطني، ويثبت براعته في القتال والمناورة ويقتنص مناصب قيادية في ثورة التحرير.
أما أول مكانة سياسية تقلدها عبد العزيز بوتفليقة فكانت مراقب عام في المنطقتين الرابعة والسابعة لمدة عامين، ليقفز يعدها إلى هيئتي العمليات العسكرية غرب الجزائر وقيادة الأركان العامة.
عبد العزيز بوتفليقة وعبد القادر المالي
أما لقب عبد القادر المالي الذي أطلق عليه فكان نتيجة مهام مكلف بها مع دولة مالي، وبمجرد الإعلان عن استقلال الجزائر في العام 1962 غادر عبد العزيز بوتفليقة الخدمة في الجيش ليعمل بالسياسة عن طريق العمل في حكومة أحمد بن بلة الذي كلفه بحمل حقيبة الشباب والرياضة والسياحة وهو لا يزال في الخامسة والعشرين من عمره.
عبد العزيز بوتفليقة أصغر وزير خارجية
وفي العام التالي جاءته الفرصة لحمل حقيبة الخارجية بعد وفاة أول وزير خارجية للبلاد عقب الاستقلا محمد خميستي ليصبح عبد العزيز بوتفليقة أصغر وزير خارجية في العالم (26 عاما)
ولعبت الأقدار دورها في صعود عبد العزيز بوتفليقة عندما قرر بن بلة إقالته (1965)، لينفذ في اليوم التالي هواري بومدين وزير الدفاع انقلابا عليه اشتهر باسم "التصحيح الثوري"، ويعيد بوتفليقة من جديد إلى وزارة الخارجية.
انقلاب الأوضاع في حياة عبد العزيز بوتفليقة
انقلبت أوضاع عبد العزيز بوتفليقة بعد وفاة هواري بومدين (1978)، وسحب منه الشاذلي بن جديد حقيبة الخارجية وعينه وزيرا للدولة (دون حقيبة) لتبدأ بعدها سلسلة من الكوارث في حياته.
طرد عبد العزيز بوتفليقة من اللجنة اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني في العام ، وأمرته السلطات بإخلاء الفيلا التي يقيم فيها مع عائلته، وطاردته القضايا المرفوعه عليه.
ما بين أوروبا ودول الخليج أقام عبد العزيز بوتفليقة حتى استطاع الحصول على ضمانات من الرئيس الجديد بعدم ملاحقته في العام 1987، وبعدها بعامين استطاع المشاركة في المؤتمر السادس لحزب جبهة التحرير الوطني.
كيف أصبح عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للجزائر؟
العشرة السوداء هو الاسم الذي أطلق على الحرب الأهلية في الجزائر والتي استمرت على مدار عشرة أعوام كاملة، قتل فيها ما يقرب من 150 ألف شخص، ترشح عبد العزيز بوتفليقة للرئاسة بعد استقالة الرئيس اليامين زروال في العام 1999، وهو يعد المواطنين بإنهاء العنف في البلاد ويقتنص المنصب، ويصبح رئيسا للجزائر
نهاية عبد العزيز بوتفليقة السياسية
وفي 2004، حصل عبد العزيز بوتفليقة على ولايته الثانية، وفي العام 2008، اُقر عبد العزيز بوتفليقة تعديلا دستوريا يسمح له بالترشح لولايات جديدة وليس اثنين فقط، وحين ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة واده احتجاجات شعبية ضخمة في 22 فبراير 2019 ليتقدم باستقالته في 2 إبريل 2019.