سفير القاهرة في واشنطن: نهج السلام جزء من ركائز السياسة الخارجية المصرية
قال السفير معتز زهران، سفير مصر في واشنطن، إن نهج السلام جزء لا يتجزأ من ركائز السياسة الخارجية المصرية.
جاء ذلك في كلمته، خلال حفل تدشين "معهد اتفاقيات أبراهام للسلام في واشنطن"، وهو معهد جديد يهدف إلى تهيئة الظروف وإيجاد أرضية مشتركة تسهم في إرساء السلام في منطقة الشرق الأوسط.
ويحظى المعهد، بمساندة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بحضور سفراء عدد من الدول المعتمدين في واشنطن، ومجموعة من أعضاء الكونجرس، وكبار الشخصيات والمفكرين والمسئولين الأمريكيين الحاليين والسابقين.
وأشار السفير زهران، إلى الدور المصري التاريخي والرائد في مجال السلام، والذي بدأ مع الخطوات الشجاعة التي اتخذها الرئيس الراحل محمد أنور السادات بداية من زيارة القدس، ومروراً باتفاقيات كامب ديفيد، ثم إبرام معاهدة السلام مع إسرائيل.
ولفت إلى أن هذه الركائز، مكنت مصر من استعادة كامل أراضيها المحتلة، وأتاحت المجال لتقدم وإنجازات أخرى كان أهمها استيعاب دول المنطقة بشكل لاحق لجدوى السير على درب السلام، وهو ما أدى إلى عودة العالم العربي إلى مصر في قمة الدار البيضاء، ثم انعقاد مؤتمر مدريد للسلام، ومن بعده التوصل إلي اتفاقيات أوسلو، ثم معاهدة السلام الأردنية - الإسرائيلية، وأخيراً اتفاقيات أبراهام.
وشدد على أن كافة هذه الإنجازات هي نتاج للخطوة المصرية الشجاعة وغير المسبوقة بزرع بذور السلام، والتمسك به وعدم الحياد عنه رغم ردود الأفعال غير المرحبة من العالمين العربي والإسلامي آنذاك، وما ترتب على ذلك من عزلة وإجراءات تم اتخاذها ضد مصر، وهو ما أدى إلى تحولات فكرية كبرى في العالم العربي، وإن كانت تدريجية، نحو احتضان واعتماد السلام كخيار استراتيجي.
وأبرز السفير زهران، أن نهج السلام هو جزء لا يتجزأ من ركائز السياسة الخارجية المصرية، حيث تستمر مصر في بذل جهود حثيثة لوقف إراقة الدماء، وهو ما تجلى في الوساطة الناجحة التي تمت خلال شهر مايو الماضي لوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فضلاً عن حرصها علي تهيئة الأجواء لإعادة إطلاق عملية السلام.
ولفت إلى أن هذا هو السبب الذي علي أساسه استضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي قمة ثلاثية ضمت العاهل الأردني الملك عبد الله، ورئيس دولة فلسطين محمود عباس، فضلاً عن اللقاء في شرم الشيخ بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، واصفاً تلك الجهود بأنها تندرج في إطار مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة لمصر، والأولوية التي توليها للتوصل إلى سلام شامل ودائم يستند إلى المرجعيات الدولية المعروفة وعلى حل الدولتين الذي لا بديل عنه.
وحظي الدور المصري في مجال السلام بإشادات كبيرة من الحضور وعلى رأسهم القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لشئون الشرق الأدنى، وجاريد كوشنير كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق وأحد مؤسسي المعهد الذين أعربوا عن تقديرهم الشديد للريادة المصرية في مجال السلام في السابق والحاضر، وشددوا على أن الدور المصري هو حجر الزاوية في أمن واستقرار المنطقة.