«القومي للحضارة» ينظم ورشة عن حرفة التكفيت الفرعونية
نظم المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، اليوم الأربعاء، ورشة عمل حيّة للتعريف بحرفةِ "التكفيت" الفرعونية، بحضور أحد أهم العائلات المصرية التي عملت بهذه الحرفةِ منذ أجيالٍ عديدة، وسعت في تنميتها والترويج لها.
وتعد حرفة "التكفيت" من أبرز فنون النحت على المعادن، ومن أقدمِ الحرف التي عرفها المصريون، وتعود بدايتها إلى العصر المملوكيّ، حيث أبدع صُناعها باستخدام موادٍ بدائية كالمطرقة، في تحويل معدنٍ زهيدٍ كالنحاس، إلى قطعةٍ فنيةٍ نفيسةٍ.
وشهدت الفاعلية إقبالاً كبيرًا وتفاعلاً ملحوظًا بين زوارِ المتحف خاصة فئة الشباب وصغار السن، اللذين حرصوا على متابعة العمل الحيّ وتوثيقه على وسائل التواصل الاجتماعي، كما جذبت الفاعلية جمهور المتحف من السائحين والأجانب.
وساهمت الورشة بتعريف زوار المتحف بفن التكفيت، والتقنية المستخدمة في صناعةٍ القطع المعدنية، مع تطبيقٍ حيّ لعملية النقش والتطعيم والتكفيت.
ولتعزيز التجربة، حرص أمناء المتحف على عرض عددٍ من القطع الأثريةِ الإسلامية المنتمية لفن التكفيت، لخلقِ رابطةٍ لدى الجمهور بين القطعة التاريخية المعروضةِ في المتحف وبين ما يتم تصنيعه في اللحظة الحيّة.
كما عرض المتحف في منطقة الاستقبال عدداً من القطع المكفتة يدويًا، ومن أبرزها صينية قطرها 165 سنتيمترًا ووزنها 33 كيلو جرامًا من النحاس الأحمر والذي يعد الأصعب في النقش والتكفيت بالفضة، وقد استغرقت صناعتها عدة سنوات، وتم استخدام 11.3 كيلو جرام من الفضة السويسري الخالصة عيار 999، وتعد الأكبر من نوعها في مصر.
وقال الدكتور أحمد فاروق غنيم، رئيس هيئة المتحف: إن هناك جهودا كبيرة متنوعة تبذل لإقامة أنشطة ثقافية وفعاليات إبداعية لتأصيل المهارات والقدرات بين طبقات المجتمع المختلفة إلى جانب إظهار تأثير الحضارة المصرية على مختلف الثقافات العالمية.
وأشاد بالدور الثقافي الذي يلعبه متحف الحضارة من أجل الترفيه وتلقي الفنون الهادفة التي تمتع الجمهور فكريا وثقافيا والإسهام في تحقيق التنمية والازدهار الحضاري.
من ناحيتها، قالت فيروز فكري نائب رئيس هيئة المتحف إن متحف الحضارة أصبح يقدم رؤية مختلفة للعالم وعلينا أن نكون أداة جيدة لتحقيق التواجد الفاعل والإيجابي على خريطة العالم الثقافية ، وأن نعطي سردا تاريخيا لمحطات الحضارة من خلال تلك الأنشطة لتعزيز وترسيخ روح الانتماء لدى أجيالنا المصرية.
يذكر أن الفاعلية تمت وسط إجراءات احترازية مشددة من قبل إدارة المتحف وتطبيق أعلى معايير السلامة لضمان الاستمتاع بتجربةٍ آمنة ومريحة داخل متحف الحضارة، كما يتم العمل بقدم وساق على تجهيز فعاليات أخرى ممتعة ومفيدة خلال الفترة المقبلة.