الطفلة مارينا
«أقاربها يتحدثون».. سر الرسالة المؤثرة لـ الطفلة مارينا قبل وفاتها بأيام
الطفلة مارينا.. رسالة مكتوبة بطريقة تكشف عن خط يد لطفل في كراسة، السطر الأول يعرف الكاتب نفسه "أنا مارينا"، ليكشف طبيعة الخط والاسم عن طبيعة الكاتب.
الكاتب هنا الطفلة ماينا عمرها 13 عامًا، لم تكتب عن أحلامها في الدنيا بل وصية لأسرتها تشرح فيها الطريقة التي تحب أن تكون آخر اللحظات في حياتها.
من السطر الثاني بدأت مارينا ميلاد، سرد وصيتها: "أنا مارينا.. أنا هموت قريب جدًا، أنا متأكدة.. في صوت بتقولي أنا هموت قريب وأنا حسه كده، لما أموت متغسلنيش ومحدش يشوفني غير سامح وماجد وأنتي وبابا تلبسوني، ومحدش يلبسني غيركم".
وأضافت الطفلة مارينا، في رسالتها إلى والدتها: “اللي يشيل الصندوق بابا وأعمامي وأنتي وماجد وسامح وعمي هاني، وأنتي تروحي المدافن ما تلبسيش أسود، ولا تعيطي ولا تعملي”.
وتابعت الطفلة مارينا "شغلوا التلفزيون وتجيبي كحك وبسكويت وتوزعي وتعملي قرص القدر، وقرص الملاك وتوزعي".
الرسالة، التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، كالنار في الهشيم بسبب وفاة الطفلة مارينا حصدت عشرات الآلاف من التفاعلات من الرواد الذين أبدوا تأثرهم لقصتها، لا سيما بعدما علموا إصابتها بمرض نادر جدا وهو مرض أميلو بلاستوما.
لماذا كتبت مارينا الرسالة وما هي حكاية مرضها؟
وحول طبيعة الرسالة ولماذا كتبتها الطفلة مارينا ميلاد، كشفت، راندا كاراس، إحدى المقربين من الأسرة قائلة: "قصة الطفلة وصليبها التقيل جدًا.. الطفلة كانت طفلة عندها 7 سنين بدأت تشتكي من ألم تحت لسانها راحت كشفت وبدأت تكتشف إن ده ورم تحت لسانها ولازم عملية جراحية لاستئصال الورم".
وأضافت رندا: "بالفعل عملت الطفلة مارينا العملية وعدت فترة صغيرة وبدأ الورم يرجع تاني، وللأسف كل ما تعمل استئصال للورم كان بيرجع بحجم أكبر من اللي قبله، وكمان بيكبر بسرعة جدًا، وفي وقت قصير جدًا مارينا خضعت لـ12 عملية جراحية لاستئصال الورم ده، وآخر عملية استغرقت 13 ساعة، وفي العملية مارينا شالت الفك السفلي اللي كان في الورم وبدأوا ياخدوا أجزاء من رجلها عشان يسندوا اللسان".
وتابعت: "الطفلة مارينا كان بيجي عليها أيام درجة حرارتها بتوصل 44، وكانت بتفقد الوعي ومبتبقاش عارفه هي فين.. بعد العملية الأخيرة بأقل من شهر بدأت مارينا تاخد كيماوي وجلسات إشعاع عشان الورم ما يرجعش تاني بس للأسف ربنا كان خطته في حياة مارينا كانت مختلفة شوية، وبدأ الورم يرجع تاني بشكل أبشع وأكبر بكتير من الأول لدرجه إن الورم كبر جدًا وبدأ يخرج لـ بره".
واستطردت: "طبعا الطفلة مارينا مكانتش بتعرف تاكل ولا تشرب وكمان التنفس كان بشكل صعب، بس كانت بتاخد العلاج والأكل والمياه عن طريق الراين اللي متوصل من بطنها للمعدة، وطبعا للأسف مارينا مكانتش بتستفيد من أي أكل لأن الورم كان كل الأكل والغذاء بتاعه من أكل مارينا وعلاجها وكان بيكبر في اليوم تقريبًا 10 سم"، وأضافت: "تخيلوا طفله 7 سنين تعاني في حياتها كل الألم ده لحد ما توصل لـ12 سنة".
وقالت: "الطفلة مارينا كانت شايفة دايما ربنا قدامها، كانت طفلة في سنها لكن إيمانها بربنا كان كبير جدًا فوق الوصف.. مارينا كانت شخصية مريحة جدًا جدًا جدًا، وكانت دايمًا تصلي ومتحملة ألمها بكل شكر، وكمان كان في أوقات بتعزي مامتها وباباها على ألمها.. مارينا عمرها ما قالت تعبانة غير في أخر فترات كانت فعلا فى ألم لا يحتمل.. مارينا مكنش في أجمل من ضحكتها، ولا من طيبة قلبها، ولا بإحساسها بكل اللي حواليها".
“مارينا كانت بتشوف قديسين وكمان ماما العدرا وبابا يسوع جالها أكتر من مرة”، بهذه الكلمات واصلت صديقة مارينا حديثها: "ومن قداسة مارينا بيتها بدأت تظهر فيه صور لقديسين واللي كان يعرفها وبيروحلها كانوا بيشوفوا الصور دي وكمان بوضوح.. مارينا علمتني أنا شخصيا إنى طول الوقت أشكر ربنا، وإن ربنا دايمًا معانا مهما كنا بنعاني من تعب.. مارينا الورم اللي كان عندها بيجى لـ1 في المليون، ولما كان بيجي، يجي لولد مش لبنت، بس ربنا سمح بالتجربة دي لمارينا علشان تاخد إكليلها في السما ونتعلم منها".
واختتمت حديثها "اذكريني يا عروس المسيح أمام عرش النعمة.. بحبك أوي يا مارينا وحقيقي مفتقداكي".
شقيقها: راحت كل حاجة حلوة في الدنيا
من جهته، أعرب شقيق الطفلة مارينا ماجد عن حزنه عبر حسابه بموقع “فيسبوك”: “راحت كل حاجة حلوة في الدنيا راحت أجمل ضحكة راحت أجمل بركة في الدنيا بجد يا قديسة كنتي ملاك قابلة صليبك بشكر ومحبة وكان صليب تقيل جدا بس ربنا مش بيجرب أي حد”.
وأضاف: "أنتي كنتي ملاك عايش معانه مكناش نستاهلك يا قديسة عملتي معانه كتير أاوي صالحتينا على بعض لما كان بيبقى فيه مشاكل بيني أنا وسامح كنتي بطبطبي علينا وتقولي حقكم عليا كان أجمل حضن في حياتي لما بتحضنيني فراقك كسر قلوبنا كلنا بجد مكناش نستاهل بركة كبيرة زيك يا قديسة كنتي بنتي وأختي مع السلامة يا قديسة أزكرينا أمام عرش النعمة".
ما هو مرض أميلو بلاستوما
وبحسب مواقع طبية فإن المرض يصيب الفكين بالأورام، ويمكن تمييزه عادةً ما بين 30 و50 سنة، ومن النادر ملاحظتها عند الأطفال وعند المسنِّين، و80% من الحالات تتشكل في الفك السفلي، منها 70% يتطور في منطقة الأرحاء الخلفية.
قد يلاحظ في بعض الحالات الامتداد والتوسع نحو اللسان، لكنه ليس علامة.