ذكرى رحيل السيد بدير الـ35.. كرّمه السادات واغتال الموساد ابنه واستشهد الآخر بحرب الاستنزاف

كان ابنه أحد النسور الجوية المصرية، وأيقونة من أيقونات أبطال هذا الوطن بعد استشهاده خلال حرب الاستنزاف، ومنح أمه الفنانة شريفة فاضل، عن جداره لقب "أم البطل" بعدما غنت له ولكل أم شهيد يوم نصر 6 أكتوبر 1973، وعبورنا القناة، ورفع علمنا على الضفة الشرقية للقناة.

استشهاد البطل سيد السيد بدير جعل والدته، الفنانة شريفة فاضل  تعتزل الغناء، ولا تعود له إلا عندما قرر الغناء يوم نصر أكتوبر، لكن الفنان والكاتب والمخرج والمترجم السيد بدير ظل حزيناً لسنوات حتى رحيله في مثل هذا اليوم 30 أغسطس 1986، على استشهاد الابن البطل.

البطل الذي غنت له الفنانة شريفة فاضل، هو أيضاً ابن  الفنان السيد بدير ، الذي عرفت كاميرات السينما وجهه لأول مرة سنة 1944 مع ظهوره في فيلم “وحيدة” تأليف السيد زيادة، وإخراج إبراهيم لاما، وبطولة بدر لاما، بدرية رأفت، عبد العزيز محمود، بشارة واكيم.

السيد بدير الذي ولد بـ  محافظة الشرقية يوم 11 يناير 1915، وتخرج في كلية الطب البيطري، لم يكن يعلم أنه في يوماً من الأيام سيصبح أحد البصمات المميزة في تاريخ القوة الناعمة لهذا البلد.

الجمهور المصري والعربي خاصة الأجيال الجديدة كل ما تعرفه عن الفنان و المؤلف السيد بدير أنه صاحب واحدة من أشهر الشخصيات السينمائية وهي شخصية "عبد الموجود" ابن كبير الرحمية قبلي، التي تميزت بالكوميديا والتعليقات الضاحكة حتى تنساب الدموع من فرط الضحك.

ورغم المشاهد البسيطة التي كان يظهر بها السيد بدير، خاصة في أفلام إسماعيل ياسين وعبدالسلام النابلسي، إلا أنه أستطاع أن يصنع لنفسه جمهور محب خاص، يستبشر بمشاهد ساخرة ضاحكة بمجرد ظهوره في أي عمل.

عام 1975 حصل السيد بدير، على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل أنور السادات. 

وفي حياة هذا الكاتب الكبير زوجتان: الأولى أنجب منها 3 أبناء أشهرهم عالم الفضاء والأقمار الصناعية الدكتور سعيد السيد بدير، والذي توفي سنة 1989، أي بعد رحيل الأب بثلاث سنوات، وانتشرت شائعات وقتها أنه تم اغتياله على أيدي  الموساد الإسرائيلي  لعرقلة تقدم مصر في مجال أبحاث الفضاء والأقمار الصناعية.

الزوجة الثانية لـ المخرج السيد بدير كانت الفنانة شريفة فاضل، وأنجب منها ابنه سيد السيد بدير أحد شهداء  حرب الاستنزاف ، والذي غنت له أغنية "أنا أم البطل" تأليف الشاعرة نبيلة قنديل، تلحين على إسماعيل.

7 أفلام من تأليف سيد بدير ضمن قائمة أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية، ربما هذا لا يعرفه الكثير، فهو من وضع أسمه كمؤلف وكاتب سيناريو أفلام" ريا وسكينة، جعلوني مجرماً، شباب امرأة، رصيف نمرة 5، الفتوة، بين السماء والأرض".

11 مسرحية أخرجها السيد بدير: أولها مسرحية صاحبة الجلالة، التي عرضت سنة 1955، تأليف أبو السعود الإبياري، بطولة إسماعيل ياسين وحسن فايق وزينات صدقي وعبد الفتاح القصري، وآخرها مسرحية " عائلة سعيدة جداً"، التي عرضت قبل وفاته بعام سنة 1985، بطولة أمين الهنيدي، زبيدة ثروت، المنتصر بالله، آمال شريف، سامية محسن.

هذا بخلاف 4 مسرحيات ألفها، بالإضافة إلى الأعمال السينمائية والتليفزيونية الذى ظهر بها كممثل، وعطائه الفني الذي امتد للإذاعة من خلال المسلسلات الإذاعية، الذي ظل موصولاً ولم ينقطع إلا بعد وفاته من 35 سنة.