سر طلب رئيس الوزراء من حارسه الشخصي عدم صعود «السقالات» خلفه
ملامح وجهه وطريقة حديثه هادئة رصينة، إذا لا تعرفه بشكل جيد، أو غير متابع لأخباره ونشاط عمله اليومي، سيكون انطباعك عنه أنه شخصية روتينية، لا تتحرك كثيراً، يحب نوعية العمل التي تتم على المكاتب، في غرف هادئة ودرجة حرارة منعشة لمزاجه.
الحقيقة تصرفاته، وردود أفعاله في الأنشطة عامة، والزيارات الميدانية خاصة، تنفي وتنسف كل الصفات السابقة، وتشير إلى أنه رئيس مجلس وزراء مصري، في بداية العقد الثاني من العمر، وليس في منتصف الخمسينيات.
رجل يحمل في قلبه كل تفاصيل حب هذا الوطن، يحلم بغد مشرق كشاب في مقتبل العمر مستعيناً "بالصبر والأمل والعمل"، هذا هو الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، المثير للإعجاب كثيراً بصوره غير المعتادة.
مئات التعليقات المغلفة بكل معاني التقدير انهالت، اليوم الأربعاء، على صفحة، هاني يونس المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، بموقع "الفيسبوك"، عقب نشره عددا من الصور، لرئيس الوزراء، وهو يصعد لمسافة 100 متر، على "سقالات" تتطلب مهارات وممارسة وتدريب يومي لتسلقها.
وأوضح المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء - في الفيديو الذي بثه- أن الدكتور مدبولي أصّر على صعود تلك المسافة، ليتابع بنفسه أعمال الترميم التي تجري بمعابد الأقصر، وللحديث مع شباب المرممين المصريين، الذى يعتبرهم رئيس الحكومة ثروة قومية.
أثناء صعود الدكتور مدبولي على "السقالات" - والتي يبدو أنه متمرس عليها بحكم عمله طوال حياته كمهندس معماري- أصّر أن يكمل الصعود بمفرده، وطلب من الحرس الشخصي، الوقوف في منتصف السلم، وألا يكمل معه عملية الصعود.
طلب رئيس الوزراء، من حرسه الشخصي، والطقم المرافق له، -الذي ظهر في الصور، واقفاً بالأسفل - بعدم اصطحابهم أثناء عملية صعود "السقالات"، ليس له تفسير، غير أن تم بدافع خوفه على من معه، فصعود "سقالات" بهذا الارتفاع، تتطلب تمرسا وتدريبا ومهارات سابقة لهذا العمل.
الصور والفيديو التي ظهر بها الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم، ليست بالجديدة عليه، فدائماً هو صاحب اللقطات غير المتوقعة في الزيارات الميدانية، وصوره محل إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بنسبة كبيرة لعفويتها، ونشاطه المتكرر.
الدكتور مصطفى مدبولي -تقريباً- هو رئيس الحكومة الوحيد، الذي ظهر وهو يصعد "السقالات"، وينزل بـ"الأحبال" إلى أعماق المقابر الفرعونية، ويظهر ليلاً في أحد المحال التجارية الشهيرة، بحي الشيخ زايد، وهو يتسوق بنفسه طلبات منزله.
جميعها لقطات لم نكن معتادين على مشاهدتها، من قِبل رؤساء حكومات مصر طوال السنوات الماضية.
مشاهد كنا نشاهدها فقط في نشرات الأخبار، للمسؤولين الغربيين في أوروبا وأمريكا، وننبهر بها ونتمنى أن نراها في مصر، لكن في ظل – الجمهورية الجديدة- كل شيء في مصر أصبح ممكنًا.