طبعة جديدة من رواية «أساطير رجل الثلاثاء» تواكب التطورات في أفغانستان

صدرت عن دار "سما" طبعة جديدة من رواية "رجل الثلاثاء" للكاتب صبحي موسى، تواكب التطورات الجارية حاليا في أفغانستان، علما بأن هذه الرواية التي صدرت طبعتها الأولى عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2013 تعتبر أول عمل أدبي عربي يتناول تحول أفغانستان إلى بؤرة تصدر الإرهاب إلى العالم.

وقد فازت هذه الرواية بجائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2014، وقد لاقت قبولا كبيرا من النقاد، وفي مقدمتهم الدكتور جابر عصفور الذي كتب عنها سلسلة مقالات في جريدة "الأهرام"، سلطت الضوء على تعريتها لجماعات العنف التي تتستر بالإسلام، وخصوصا جماعة "القاعدة" وزعيمها السابق أسامة بن لادن وخليفته أيمن الظواهري.

وكانت رواية "أساطير رجل الثلاثاء" أول عمل أدبي يكتب عن زعيم جماعة القاعدة أسامة بن لادن، بل إنها رصدت ما دار دخل الحركة من تصورات وأفكار، مقدمة تصورا أقرب إلى المنطق الفني والواقعي عن تخطيط وتنفيذ أحداث 11 سبتمبر والمشاركين فيه، وأسباب فشل المخطط ككل وانتهائه بالحادث الاستعراضي الذي تابعه الجميع على شاشات التليفزيون يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر. 

وتقدم هذه الرواية تصورا لما كان يدور في مخيلة بن لادن وأفراد جماعته، إذ أنها كتبت من منطلق أنها مذكرات بن لادن التي يمليها على طفل صغير معه في كهف منعزل عن العالم. 

ويقول صبحي موسى أنه كتب هذه الرواية قبل موت بن لادن عام 2011 بنحو أربع سنوات، بمنحة تفرغ حصل عليها من وزارة الثقافة عام 2005، وجاءت أغلب الرؤى والأفكار التي طرحها عن بن لادن وجماعته شبه مطابقة للواقع، حتى أن اختفاء بن لادن ورحيله هو والصبي الذي معه عن الكهف الذي يقيم به كان مشابها لمشهد موت أو تصفية بن لادن الذي قامت به القوات الأمريكية في بيت منعزل على الحدود الباكستانية. 

وهكذا لعبت هذه الرواية دورا مهما في فضح ذهنية الإسلام السياسي في وقت مبكر، وأبرز تجلياتها جماعة الإخوان، التي خرجت من عباءتها الجماعات الجهادية التي انتشرت في السبعينات، وصولا إلى جعل أفغانستان قاعدة للإرهاب العابر للحدود تحت ستار الجهاد.

يذكر أن دار "سما" للنشر والتوزيع، أصدرت لصبحي موسى عملا جديدا مزامنا لهذه الطبعة من "أساطير رجل الثلاثاء"، وهو رواية "نادي المحبين" التي يقول موسى أنها بمثابة النقلة الثانية من رجل الثلاثاء، حيث يرصد فيها تطور الجماعات الإسلامية من بعد انهيار البرجين وحرب الخليج إلى الصعود لسدة الحكم في مصر، وسقوطها المدوي بسبب سوء إدارتها للبلاد، وعدم إيمان الشارع المصري بفكرها ورؤاها.