ممثل نيابة أمن الدولة العليا يكشف جرائم محمود عزت في 25 يناير
تستكمل الدائرة الأولى إرهاب المنعقدة في محاكم طرة، اليوم الأحد، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، الاستماع لمرافعة نيابة أمن الدولة العليا في إعادة إجراءات محاكمة محمود عزت القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان في قضية "التخابر مع حماس" المقيدة برقم 56458 لسنة 2013.
واستكمل طارق جودة ممثل نيابة أمن الدولة العليا مرافعته حول دور المتهم محمود عزت "أشرف المتهم الماثل بحكم موقعه كمسئول الجماعة التنظيمي، على تنظيمها وإيفاد حاضريها، ومتابعة نتائجها، وتدرب خلالها أعضاء الجماعة على الحروب النفسية وإطلاق الشائعات، واستخدام الأسلحة النارية واقتحام المنشآت، وإذ التحق أعضاءٌ بجماعة الإخوان بمصر بمعسكرات تدريبية نظمها جناحها العسكري، وتدربوا فيها على استخدام الأسلحة بمختلف أنواعها، وتعلموا كيف يَقتلون كيف يُخربون ويَقتحمون، وعادوا إلى البلاد كامنين وهم للشرِ مُضمرين، ولم يكن تدريب عناصر من جماعة الإخوان، سوى حلقة في مسلسل الخيانة والهوان، كمنوا، منتظرين لحظة ينقضون فيها على البلاد.
وأكمل المرافعة: حتى جاءت نهاية عام 2010، وحين تعددت لقاءات هيئة مكتب الإرشاد، ولرسم خطوات التنفيذ وإصدار التكليفات، وما بين تنسيق مع جناحها العسكري وغيره من التنظيمات وتوفير الدعم اللوجيستيي والمعلومات والتواصل مع قادتهم وتذليل المعوقات، وتمويلهم بالأموال والبطاقات، وتدبير وسائل الإعاشة والسيارات، ولقاءات واجتماعات نظمتها الجماعة، وحضرها وأدارها المتهم الماثل، وفكيف لا يحضرها وكيف لا يجلس على مقدمة طاولتها كيف لا يديرها ويُصدر قراراتها، وهو عضوٌ بهيئة مكتب إرشادها، ونائبٌ لمُرشدها كل ذلك تمهيداً لتنفيذ مُخططاتهم الآثمة.
وأضاف :" احتشدت الجماهير، ما زال هتافهم يقرع الآذان، ما زلنا نسمع صداه في كل لحظة وأوان، هِتافٌ بإسقاط النظام، خرجت جموع من شعب مصر ، في الخامس والعشرين من شهر يناير عام 2011، التقت الجموع بميدان التحرير وغيره من الميادين، زادت المشكلات وعظَّمتها الشائعات، في وقت ضعفٍ عجزت فيه عن حلها السلطات، وقف الناس يطالبون بإسقاط النظام، اجتمع القاصي والداني بالميادين، اجتمعوا جميعاً لأجل مصر، لم تظهر ضمن الوجوه وجوه أعضاء الإخوان، فقد وقفوا بعيداً يراقبون الميدان، فليسوا أبداً من المضحين، لأجل وطن أو لإعلاء كلمة الدين، بينما ترك الناس لأجل مصر الغالي والنفيس، تربص بهم وبالبلاد كل خائنٍ خسيس.
وقال إن جماعة الإخوان، رأوا في الأحداث فرصةً لنهش جسد الوطن، أيقنوا بقرب ساعة تنفيذ التفاهمات والاتفاقات، أصدر وزيرُ الداخلية وقتها قراره باعتقال المشاركين بالمخططات فاعتُقلَ بعض منهم دخل المعتقلون سجن وادي النطرون، في يوم التاسع والعشرين من شهر يناير عام ألفين وأحد عشر، وهم يعلمون كل العلم بموضوع تفاهم التخابر، تحدثوا إلى الضباط والأفراد، كانت كلماتهم محددة وصارمة، لن نمكث هنا طويلاً، أيامٌ وسنحكم البلاد، لم يكن علمهم وليد تنبأٍ أو قراءة لواقع، إنما كان علماً يقينياً مسبقاً علمٌ بعملاء التنظيمات والدول الأجنبية علمٌ ببنود وأهداف المخطط وكيف لا وهم من أطرافه، فلم يساورهم أدنى شك من اكتمال المُخطط وتنفيذه، فكانت قلوبهم مُطمئنة لوجود غيرهم خارج السجون، يُنسقون وُيديرون ويشرفون، على رأسهم المُتهم الماثل، فالاشراف على تنفيذ ذلك المخطط من صميم اختصاصاته، فهو مسئول الأمور التنظيمية داخل الجماعة، فحتماً لن يقتحم المتربصون الحدود، ولن يقاتلوا الضباط والجنود، ولن يخربوا المنشآت والبيوت، ولن يهربوا من حملوا لمصر الجحود، إلا بإشارة منه فلن يغمض له جفنٌ ولن تغفل له عينٌ، حتى يعطي إشارة الهجوم للمعتدين، ويشرف على تنفيذ مخططهم اللعين.
وأضاف : بدأت المواجهات في السابع والعشرين من يناير، فأمام قلة العدد ووهن السلاح، أكثرُ من ثلاثين مركبةٍ مجهزةٍ بأسلحةٍ نارية ثقيلة، ومدافع رشاشة، وأستقلها ما يربو على مائة وخمسين مقاتلاً مدرباً، من الجماعات التكفيرية بسيناء، وعشرات الدراجات البخارية حملت مزيداً من أولئك المقاتلين، وعثوا في الأرض الفساد جاروا على البلاد والعباد، واحتلوا المباني وحاولوا اقتحام سجن العريش، وتلاقت المصالح مصالح تلك الجماعات التكفيرية، ومصالح الإخوان والمنظمات الخارجية فلهم جميعاً مجرمون في سجون مصر يقبعون فكان الاتفاق أن يَغْدُرَ التكفيريون بحرس الحدود، وأن يساعدهم الغزاة في اقتحام السجون، اقتحمت الحدود، واحتلت بقاعٌ من أرض سيناء، تمكن الغزاة من دخول البلاد، دخلوا سيناء في مساء يوم الثامن والعشرين من يناير عام ألفين وأحد عشر، تسلل المقاتلون إلى مصر عبر الأنفاق، عناصر من كتائب القسام، وسرايا القدس وجيش الإسلام، وعناصر من حزب الله الشيعي، وعَبْرَ الأنفاق، عَبَرَ الغُزاةُ الحدود، وانتظرهم تكفيريون وإخوان، ورسموا خططهم كيف يتوجهون إلى حيث يتواجد المجرمون بالسجون، عناصر من كتائب عز الدين القسام، ومقاتلون من حزب الله، وأعضاء بما يسمى سرايا القدس، ومحاربون مما سمي بجيش الإسلام، وتكفيريون من بدو سيناء، ومسلحون من جماعة الإخوان، قسموا جحافلهم إلى ثلاث عصابات، وتركوا عصابة رابعة بسيناء لتؤمن طريق هروبهم.
فكانت أحدهم صاحبة المهمة الأهم والأخطر، فقد اقتحمت منطقة سجون وادي النطرون، وهربت قيادات جماعة الإخوان المعتقلين، وقتل المهاجمون أربعة عشر من المصريين، ما بين حارس أمين ومحروس سجين، اختلطت دماء الحراس بدماء المسجونين، أربعة عشر روحاً أزهقهها المجرمون، فبغير هروب سجناء الإخوان لا ينزل على الجناة أمان، هروبهم فصل من المؤامرة، وجزء من الصفقة، وصفقة عنوانها "التآمر على مصر"، وبنودها عمالة وخيانة.
وأردف :"ووأد كل معاني الأمانة، كان يجب تهريبهم، يتعين أن يستولوا على حكم البلاد حتى يوفوا بالتزاماتهم يوفون بالتزامهم بتقنين هروب المجرمين والعفو عن عقوبة المسجونين من العملاء والتكفيريين ولكن الله كان بالمرصاد، فشاء أن يرفع عن مصر ظلمهم، فنزع الملك منهم، وكشف جرائمهم فسقناهم إلى محراب عدلكم، وسطرتم فيهم حكمكم العادل، وظل مُتهمنا هارباً، متوارياً عن الأنظار، وبمخبئه تولى مسئولية جماعة الإخوان، ماضياً قدماً في تحقيق ذات الأهداف والأغراض، مُتابعاً لأخبار ضبط أقرانه، أعضاءٌ كانوا أو قيادات، مُغتنماً ما تعلّمه وعلّمه بمجال الأمنيات، في كيفية التواري عن الأنظار وتضليل السلطات، إلا أن الله عز وجل شاء أن يُضبط ويلحق بأقرانه أمام عدلكم اليوم لينال جزاء ما اقترفته يداه الآثمة من جرم.
تعقد الجلسة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي وعضوية المستشارين رأفت زكي وحسن السايس، وطارق جودة ممثل نيابة أمن الدولة العليا، وبحضور حمدي الشناوي الأمين العام لمأمورية طرة، وسكرتارية طارق فتحي.
وجاء في أمر إحالة المتهم محمود عزت بالقضية، أن النيابة العامة تتهمه بقيامه وآخرين، سبق الحكم عليهم، بالتخابر مع من يعملون لمصلحة منظمة مقرها خارج البلاد -التنظيم الدولى الإخوانى وجناحه العسكرى حركة المقاومة الإسلامية حماس- للقيام بأعمال إرهابية داخل مصر.
وأضاف أن المتهم السادس بأمر الإحالة "محمود عزت" اتفق وآخرين مع المتهمين من الحادى والثلاثين وحتى الرابع والثلاثين بأمر الإحالة على التعاون معهم فى تنفيذ أعمال إرهابية داخل البلاد وضد ممتلكاتها ومؤسساتها وموظفيها ومواطنيها بغرض إشاعة الفوضى وإسقاط الدولة المصرية وصولا لاستيلاء جماعة الإخوان على الحكم بأن فتحوا قنوات اتصال مع جهات أجنبية رسمية وغير رسمية لكسب تأييدهم لذلك، وتلقوا دورات تدريبية إعلامية لتنفيذ الخطة المتفق عليها بإطلاق الشائعات والحرب النفسية وتوجيه الرأى العام الداخلى والخارجى لخدمة مخططاتهم.