طلع البدر علينا.. قصة أنشودة ارتبطت بيوم الهجرة
طلع البدر علينا هو النشيد الذي ارتبط بذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، والذي استقبله به المسلمون في يثرب، إلا أن بعض الروايات الدينية تختلف حول زمن ترديده.
فيما يعتقد البعض أن "طلع البدر علينا" رددها المسلمون مع قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهي الرواية الأكثر شيوعا كما قال الإمام البيهقي، يذهب آخرون إلى أن الأنشودة جاءت عند وصول النبي إلى يثرب قادما من غزة تبوك كما قال الحافظ بن حجر.
وأخرج البخاري رحمه الله في صحيحه قال: حدثنا عبد الله بن محمَّد قال: حدثنا سفيان عن الزهري عن السائب بن يزيد: "أذكر أني خرجت مع الصبيان نتلقى النبي صلى الله عليه وسلم إلى الثنية الوداع مقدمه من غزوة تبوك"
ثنية الوداع
أما ثنية الوداع التي ورد ذكرها في أنشودة طلع البدر علينا فهي وفق المؤرخين عبارة عن مكان مرتفع من جهة مكة وليس المدينة ، فيما يشير آخرون أنها موجودة في الشام بنفس الاسم.
وقال آخرون أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حين دخل المدينة مر بدور الأنصار، حتى مر ببني ساعدة، ودارهم شامي المدينة قرب ثنية الوداع، فلم يدخل باطن المدينة إلا من تلك الناحية حتى أتى منزله بها.
قال الحافظ ابن حجر: ثنية الوداع من جهة مكة لا من جهة تبوك، بل هي مقابلها كالمشرق والمغرب، قال: إلا أن يكون هناك ثنية أخرى في تلك الجهة، والثنية ما ارتفع من الأرض. وقيل: الطريق في الجبل. قلت: لا يمنع كونها جهة الحجاز أن يكون خروج المسافر إلى الشام من جهتها، وهذا واضع كما في دخول مكة من ثنية والخروج منها من أخرى، وينتهي كلاهما إلى طريق واحدة.
العنكبوت والحمامتان
أما ذكر العنكبوت والحمامتين في هجرة النبي صلى الله عليه فهو صحيح وفق دار الإفتاء
قال الدكتور شوقي علام على موقع دار الإفتاء:
"نعم صحيح، وثابت بروايات صحيحة من طرق كثيرة في كتب السنة والسيرة، وممن أخرجها الأئمةُ: عبد الرزاق، والطحاوي، والطبراني، والسيوطي، كما صححها جماعةٌ من كبار المحدِّثين وحسَّنوها؛ منهم: الحافظ ابن كثير، والحافظ الهيثمي، والحافظ ابن حجر العسقلاني."