65 يوما على رحيله.. «سمير غانم» أقوى من الموت والنسيان
منذ وفاة الفنان الكبير سمير غانم ومقاطع أعماله على اليوتيوب تحقق أعلى المشاهدات، وكأن الجمهور لا يصدق خبر وفاته رغم مرور 65 يوما على رحيله، فالنجم الكوميدي الأشهر في الوطن العربي يتمتع بمحبة مئات الملايين من المحيط إلى الخليج ممن تربوا على أعماله، وحفظوا إفيهاته في السينما والتلفزيون والمسرح.
ورثت الأجيال المختلفة محبة سمير غانم منذ أن ظهر في ثلاثي أضواء المسرح بجانب جورج سيدهم والضيف أحمد. ومن وقتها لم يغادر موقعه في الصفوف الأولى على مدار عشرات السنين قدم خلالها مئات الأعمال التي أثبت فيها أنه الأقرب إلى القلوب بابتسامته الساحرة وحركاته القادرة على إضحاك طوب الأرض.
دخل سمير غانم القلوب وتربع فيها. حفر اسمه في وجدان المصريين والعرب بأعماله الخالدة وأسلوبه الخاص، وموهبته الفريدة في الخروج على النص، ومدرسته المتفردة التي تقوم على مبدأ الضحك للضحك.
لم يتبن سمير غانم في أعماله قضايا سياسية أو اجتماعية كما فعل غيره، كان إمتاع الجمهور، واستخراج الضحكة من قلبه هو الهدف الذي سعى إليه ونجح فيه.
مع سمير غانم لن تسأل عن مساحة الدور، فقد يظهر في مشهد صغير جدا لكنه يخطف الكاميرا من الجميع، ويصنع الفوضى في قاعات العرض، بينما الجمهور لا يكف عن الضحك بمجرد إطلالته عليهم، وحتى عندما يجسد غانم دور البطل تجده يمثل بروح الفنان المبتدأ، باذلا كل ما في وسعه من أجل الوصول إلى قلوب الجماهير.
مع سمير غانم لا يسأل الجمهور عن قصة العمل، فالكوميديان المحترف لا يؤمن بأهمية الحكاية ولكنه منحاز للضحك أينما كان، سوف تراه يرتدي ملابس وإكسسوارات لن تشاهدها من قبل، إنه جلبها من أجل الجمهور، فهو يسخر حياته من أجلهم، وجائزته الكبرى حين يستمع بأذنيه إلى ضحكاتهم وهو يقف على المسرح.
كان سمير غانم فلتة من فلتات الزمن، لا يمكن تكراره، أو تقليده، أو استنساخه، هو سمير غانم واحد الذي يستطيع إضحاك الجمهور إذا هز رأسه فقط، أو حرك ساقيه.