المصريون يبحثون عن تتبيلة اللحمة المشوية.. والأطباء يحذرونهم من السرطان
صدق أو لا تصدق، كان الملوك في عصور سابقة يعتقدون أن اللحوم من أشهى متع الحياة، ما جعلهم يجلسون بالساعات أمام الكتل المشوية وهم يأكلونها، حتى إذا لم يجدوا مكانا في بطونهم ذهبوا إلى غرف "القئ" ليفرغوا ما أكلهوه، وتصبع معدتهم جاهزة لاستقبال كمية أخرى مما لذ وطاب.
واستفادت السينما من تلك القصة في الأفلام فوضعت الخراف المشوية أمام الملوك والحكام والأعيان لينهشوا منها ويضعون في أفواههم المفتوحة بنهم.
ولم تكن الأجيال المتعاقبة أقل حظا في معرفة قدر اللحوم، فصنعوا منها أطباقا مختلفة تسابق الطباخون في إعدادها، في الوقت الذي امتلأت فيه القنوات ببرامج الطبخ التي يقبل على مشاهدتها سيدات المنازل من أجل أن ينلن رضاء الأزواج، ويمتعن الأبناء.
وإذا كان ترند اليوم هو "تتبيلة اللحوم المشوية" التي يبحث عنها المصريون على جوجل، فإن الأطباء يحذرون من اللحم المشوي لدرجة الحرق، يؤكدون على أنه ضار جدا بالصحة ويسبب السرطان لأن الألياف محترقة تحتوي على بقايا كربونية من النار والفحم، ولكنها صحية طالما أنها لا تحتوي على نسبة دهون مرتفعة.
ارتفاع درجة الحرارة عن 100 درجة مثل ما يحدث في الشوي أو القلي بالزيت يصل إلى 300 درجة يخرج مادة تسمى "مونوأوكسيد" وهي من مسببات بداية السرطان وخاصة في سرطان القناه المعوية وهي المعدة والقولون.
وأفضل طريقة طهي هي السلق لأن درجة الحرارة لا تتعدى 100، وهناك أنواع من اللحوم الغير طبيعية تكون نتيجة للتغذية الخاطئة للحيوان نفسه، فيكون التكوين الداخلي للحم نفسه يتضمن موادا مسرطنه، وعلى سبيل المثال حيوانات تأكل من نبات يسقى من مياه مسرطنه بمخلفات مصنع كيماويات، فالمواد المسرطنه لا تتأثر من الانتقال من عائل إلى أخر فهي ثابته.
وأشارت دراسة على أن لحوم "الضأن" من أسهل أنواع اللحوم هضماً، إلا أنها أيضا ضارة بالنسبة لمرضى النقرس خاصة ممن يشعرون بالتهابات حادة في المفاصل، ونصحت الأشخاص المعرضون لتكوين حصوات بالكلى نتيجة زيادة حامض البوليك بعدم الإسراف فى تناول اللحوم الحمراء واستبدالها بالبيضاء وحذرت من يعانون "السمنة وزيادة الكولسترول ودهنيات الدم" الابتعاد عن الدهون والملح.
ولم تحرم الدراسة المصابون بأمراض القلب ( غير الحادة) بتناول القليل من اللحوم بعد نزع الدهون وحددت الخطر فى تناول "الضأن" باستمرار وبكميات غير مقننة.
وتتميز لحوم الضأن بارتفاع نسبة الدهون الغنية بالأحماض الأمينية والبروتينات التي يحتاج لها جسم الإنسان، أما أضرارها فتتمثل في تناول كميات كبيرة منه مما يتسبب في آلام داخل القولون وسمنه مفرطة ومشاكل في الكلى واليوريا.
لحم الجمال أيضا صحي ، ولكنه من الأنواع صعبة الهضم لإرتفاع نسبة الألياف، ورغم ذلك يحتوي على نسبة جيدة من البروتينات والأحماض الدهنية.
أما أضرار اللحم البقري فتكمن في تناوله بكميات زائده، خاصة مع الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع اليوريك أسيد أو النقرس وضغط الدم المرتفع وأمراض القلب نظرا للدهون التي تحتوي عليها.
وأفضل طريقة لحفظ اللحوم ذبحها في مكان بارد مثل المجزر، وتخرج منها الاحشاء التي تحتوى على البقايا الميكروبية سريعا، ثم يتم تجميدها فورا داخل الثلاجات، ولا يجوز تجميدها وتفكيكها ثم تجميدها مرة أخرى فهذا يفقدها الكثير من عناصرها الغذائية ويعرضها للتلوث ويقوم بتكسير خلاياها، بينما من غير المستحب إطلاقا تخزين اللحوم لفترات طويلة لكي لا يحدث لها ما يسمى "لسعة الفريزر" فيتحول لونها للداكن، وينصح الجميع بعدم شراء أي نوع من اللحوم يجد فيه شيء غير معتاد سواء كان تغير في اللون أو الرائحة.
الوسيلة الجيدة لطهي اللحوم وضعها في الماء البارد وسلقها على عكس ما يفعله الجميع وهو وضعها في ماء مغلي، ما يسبب حالة صدمة حرارية للحوم، وتؤثر طرق الذبح على طعم اللحم بشكل كبير فيجب التأكد من عدم تناول الحيوان أي مضادات حيوية قبل الذبح بخمسة أيام لأن بقاياها عند تناولها تسبب السرطان للإنسان.