علماء دين: مبادرات الرئيس إحدى سبل جبر الخواطر التي أمر الله بها
ثمن علماء الدين في مصر، المبادرات الرئاسية التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، للارتقاء بالريف والشعب المصري، مؤكدين أنها نقلة حضارية لم تشهدها مصر من قبل، وأنها ستعمل على الاستقرار النفسي والاجتماعي للمصريين، كما تعد إحدى سبل جبر الخواطر التي أمر الله بها الحكام تجاه شعوبهم.
وثمن الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، المبادرات الرئاسية التي يقوم بها الرئيس السيسي، منها مبادرة (حياة كريمة)، التي تعد بمثابة الإعلان عن جمهورية جديدة، معربا عن أمله في أن يكون لها من أسمها نصيبا كبيرا.
وأكد المستشار العلمي لمفتي الجمهورية - أن المبادرة طفرة كبيرة في التنمية، وليست التنمية فحسب بل التنمية المستدامة، مؤكدا ان الجميل في هذه المبادرة أنها تعطي دفعة للوطن المصري بأكمله والأجمل فيها أنها تشمل القرى الأكثر احتياجا والعائلات والأسر الأكثر احتياجا.
وقال المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن هذا من بعض مفردات وصور قول الله تعالى "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا " الآية (28) من سورة الكهف، لافتا إلى أن هذه الآية الكريمة نزلت في أهل الصفة الفقراء بالمدينة المنورة، مؤكدا أن هذه المبادرة تمثل جمهورية جديدة تراعي مناحي الحياة المختلفة سواء في الإسكان أو التعليم أو الصحة والتدريب والتشغيل والتثقيف، لم نر مثلها في عهود قديمة.
ودعا المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، جميع فئات الشعب المصري للالتفاف حول القيادة السياسية والمؤسسات الوطنية التي تقوم بتنفيذ هذه المبادرة التي تعد نقلة تقدميه كبيرة في المنحنى الحضاري المصري في العصر الحديث ، مضيفا ان هذه المبادرة إن دلت فإنما تدل على فكر واع وإحساس كبير بالمواطن المصري وفيها قدوة لكل المؤسسات بان تقوم بالبناء القائم على الإحصاءات والدراسات والبدء بمن كانوا اكثر احتياجا ، فضلا عن تدريب الشباب على قوة الإرادة وشدة العزيمة والعناية والرعاية بأبناء الشعب المصري الذي يحتوي على الكثير من الإبداعات.
وأضاف أن هذه المبادرات إبداعات عظيمة كنا ننتظرها من زمن طويل وجاءت على يد الزعيم الرئيس السيسي، متابعًا: “نسأل الله عز وجل أن يسدده ويوفقه ويجعله من أهل قول النبي صلى الله عليه وسلم: من رفق بأمر أمتي رفق الله به”.
ومن جانبه، أكد الشيخ يسري عزام إمام وخطيب مسجد صلاح الدين بالقاهرة، أن ما قام به الرئيس السيسي من مبادرة (حياة كريمة) هي من جبر الخواطر وهي عبادة أمرنا الله تعالى في الإسلام بها، وأن من أسماء الله الحسني اسم الله الجبار وهو من الجبر لخواطر العباد، كما أن هذه المبادرات العظيمة ستعمل على الارتقاء بالإنسان المصري وتنميته واستقراره النفسي والاجتماعي وتجعله يؤدي عمله على أكمل وجه وتعينه على طاعة الله أيضا وهي الاعمار في الأرض بعينه.
وأوضح عزام أن جبر الخواطر من الأمور التي تحث عليها الشريعة الإسلامية ومنها عزاء الميت وتطيب خاطر أهله، والإحسان وتطييب القلوب المنكسرة من الفقراء والمساكين وأن يحيوا حياة كريمة تليق بآدميتهم والتي تعد مبادرة حياة كريمة إحدى روافد تلك الحياة التي يجب أن تعيشها الأسر الأولى بالرعاية وأبناء الريف المصري الذي يعمل الرئيس السيسي جاهدا للارتقاء به وتطويره وتطوير العشوائيات أو السداد عن الغارمات.
ولفت إلى أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يطيّب خواطر هؤلاء الذين أثقل كاهلهم الدين، ولا يجدون ما يواجهون به مهمات الحياة ووظائفها: كالزواج، من ذلك أنه دخل -عليه الصلاة والسلام- ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة، مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني، وديون يا رسول الله، قال :أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله -عز وجل- همك، وقضى عنك دينك، قلت: بلى يا رسول الله؟ قال: قل إذا أصبحت، وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم، والحزن، وأعوذ بك من العجز، والكسل، وأعوذ بك من الجبن، والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال، قال أبو أمامة: ففعلت ذلك، فأذهب الله -عز وجل- همي وقضى عني ديني).
وأردف عزام: المتأمل في كتاب الله جل وعلا يجد أنه يؤسس لجبر الخواطر في قوله تعالى : {فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }يوسف15.. فكان هذا الوحي لتثبيت يوسف ولجبر خاطره؛ فإنه ذاك المظلوم الذي أوذي من أخوته، فالذي يؤذى ويظلم يحتاج إلى جبر خاطر، ومن ثَم شرع لنا جبر الخواطر المنكسرة.
وعلى صعيد متصل، قال مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم الدكتور إبراهيم نجم، إن ما نشهده من إنجازات ومبادرات رئاسية مثل مبادرة "حياة كريمة" وغيرها من المبادرات هي مبادرات تستحق أن نثمنها وندعمها كونها تعود بالنفع الكبير على المواطنين من مختلف الفئات وخاصة الطبقات البسيطة التي عانت من التهميش طوال عقود وستؤدي إلى دولة جديدة بمفهوم عصري يليق بمصر ومكانتها وتاريخها وحضارتها ومستقبلها.
وأضاف الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن تنفيذ مثل هذه المبادرات التي تهتم بالفقراء والطبقات الكادحة هي عين التنمية وعمارة الأرض التي دعت إليها الشريعة الإسلامية، وهي تطبيق عملي لقيم الرحمة والتراحم وحفظ كرامة الإنسان، والتي تأتي على رأس منظومة القيم الأخلاقية في الإسلام.
وأشار الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم إلى أن الشريعة الإسلامية قد أرشدتنا إلى إجراءات متنوعة اهتمت بمسألة التكافل والتراحم في المجتمع كإعانة الفئات المحتاجة عن طريق أموال الزكاة والصدقات وغيرها، بجانب ما تقدمه الدولة من خدمات واهتمام، حيث لا يشعر بالتهميش والدونية؛ بما يدفعه للتفاعل مع المجتمع مؤثرًا فيه ومتأثرًا به إيجابًا لا سلبًا.
وأوضح الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم أن مبادرة حياة كريمة لا ترتقي فقط بالطبقات الفقيرة في المجتمع فحسب، بل تنعكس بشكل إيجابي على المجتمع كله، وتحقق العدالة الاجتماعية وحقوق كافة أفراد المجتمع فيصبح أبناء الوطن جميعهم متعاونون من أجل رقيه.
ولفت إلى أن تزامن هذه المبادرات مع خطوات الإصلاح الاقتصادي إنما تدلل على أن القيادة السياسية منتبهة إلى الفقراء والكادحين الذين هم الأكثر تأثرًا من هذه الإجراءات الاقتصادية المهمة والصعبة في نفس الوقت، وهو ما يخفف عنهم وطأتها وآثارها، وتحقق التوازن بين كافة فئات المجتمع مما يعزز الشعور بالانتماء للوطن، وأن لهم فيه حقوق وعليهم واجبات وهو ما يقضي على الكثير من الظواهر السلبية التي تمزق نسيج المجتمع وتماسكه.
وفي سياق متصل، قال الدكتور نوح العيسوي، وكيل وزارة الوقاف ورئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب وزير الأوقاف إن مبادرة (حياة كريمة) بمثابة الإعلان عن جمهورية جديدة نحو الارتقاء بالشعب المصري وتصحيح المسار الاجتماعي والاقتصادي له بل والتعليمي والصحي.
وأوضح العيسوي أن مبادرة الرئيس السيسي تعد نقلة شاملة للمواطن المصري على كل الأصعدة، لا سيما في الإسكان والصحة وخير دليل على ذلك ما شهدت به المنظمات والهيئات الدولية التي تقول إن مصر حققت نقله وطفرة كبيرة في التقدم الاقتصادي .
وتابع: إن اهتمام الرئيس بتطوير جميع القرى والنجوع، وبكل ما تم من إنجازات وتنمية شاملة في مختلف المجالات يشهد بها القاصي والداني منذ توليه رئاسة الدولة، مثمنا إشادة المنظمات والهيئات الدولية بما تم من إصلاحات اقتصادية وإنجازات على مدار 7 سنوات، كانت بمثابة مهمة شاقة لإنقاذ الوطن، وأن كل هذه المشروعات التنموية تصبُّ جميعًا في مصلحة مصرنا الغالية، مؤكدا أن تعهد الرئيس بالاستمرار في العمل بكل إخلاص وتفانٍ لرفعة الوطن وتحقيق التنمية الشاملة يعد ضمانة حقيقية للشعب المصري.