في الذكرى الـ135 على إقامته.. تمثال الحرية فلاحة مصرية سمراء.. القصة كاملة
كان من المفترض أن يتم وضع تمثال الحرية في مدخل قناة السويس عام 1869م، إلا أن مصر لم يكن في مقدورها الإنفاق على المشروع خاصة بعد حفر القناة وحفل افتتاحها الذي تكلف الكثير، ما أجبر الخديوي إسماعيل على الاعتذار عن قَبُول المقترح وبنى بدلاً منه منارة بارتفاع 180 قدمًا.
وتمر اليوم الذكرى الـ135 على إقامة تمثال الحرية في نيويورك، وهو عمل فنى صممه فريدريك بارتولدى بينما صمم هيكله الإنشائى جوستاف إيفل.
ووصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى 19 يونيو من عام 1885 وهو عبارة عن تمثال يرمز إلى الديمقراطية ويجسد سيدة تحررت من قيود الاستبداد، التى ألقيت عند إحدى قدميها، وتمسك فى يدها اليمنى شعلة ترمز إلى الحرية، بينما تحمل فى يدها اليسرى كتابًا نقش عليه بأحرف رومانية جملة "4 يوليو 1776"، وهو هدية من الشعب الفرنسى إلى الشعب الأمريكى إلى ميناء مدينة نيويورك.
"الليدى ليبيرتى" أو "شارلت بيسر" أو "تمثال الحرية" مسميات لشىء واحد، فالأول هو ما يطلقه السائحون على أشهر مزار سياحى فى أمريكا، والاسم الثانى هو اسم والدة الفنان " بارتولدى" الذى أنشأ التمثال على هيئة من والدته، والثالث هو الغاية التى يقصد إليها الفنان والذى يترتب عليه أن يذهب لـ"مزار الحرية الدولى" فى نيويورك أكثر من 3 ملايين و500 ألف سائح بالعام.. لكن كل ذلك ليس فى الحقيقة سوى "فلاحة مصرية" رآها الفنان فريديريك أوجست بارتولدى فى مدينة الأقصر وكان سيقيم لها تمثالا فى مدخل قناة السويس فقط لو كانت خزينة الدولة المصرية تحتوى على 600 ألف دولار.
وبدأت قصة تمثال الفلاحة حين سافر بارتولدى فى 1869 إلى مصر حاملا معه نموذجا مصغرا عن التمثال بطلب من الخديوى نفسه، فاقترحه عليه بديلا عن مشروع تمثال ديليسبس ليأتى كرمز لحرية الملاحة والصداقة بين الشعوب .
لكن الخديوى فوجئ بالتكاليف وخزينة البلاد خاوية مما كان فيها، ولم يبق مال لدفع ما يزيد على 600 ألف دولار كتكاليف للتمثال وقاعدته وملحقاتها، بسبب ما تم دفعه لحفر القناة وحفل افتتاحها، فصرف النظر عن التمثال، وولى الفرنسى بارتولدى وجهه شطر الولايات المتحدة متساهلا مع الأمريكيين أكثر بكثير مما تساهل مع المصريين.
عرض صانع التماثيل الفرنسى أن يكون تمثاله هدية تقدمها فرنسا للولايات المتحدة لمناسبة المئوية الأولى لاستقلالها، مشترطا أن يكون بناء القاعدة على عاتق الأمريكيين، فوافقوا سريعا.
كلف "تمثال الحرية" فرنسا مليونين و250 ألف دولار للتصميم والمواد الأولية والنحت والتصنيع والشحن على متن فرقاطة فرنسية حملته مقسما 350 قطعة إلى أمريكا.
والقاعدة التى صممها المعمارى الأمريكى ريتشارد موريس هانت بنيويورك يرى البعض أنها أهم من التمثال نفسه كفن معمارى، وهى ضخمة من الإسمنت والجرانيت وعرضها 47 متراً، أى أطول بمتر واحد من ارتفاع التمثال بدءا من قدميه إلى أعلى الشعلة المضاءة دائما.