دراسة: مرضى الإيدز الأكثر عرضة للإقدام على الانتحار
حذرت دراسة أجريت بكلية الطب بولاية بنسلفانيا، من أن مرضى فيروس نقص المناعة البشرية "إيدز" معرضون بشكل كبير لخطر الانتحار، مشيرة إلى أن ما يقرب من 38 مليون شخص في جميع أنحاء العالم هم أكثر عرضة للإصابة بأفكار انتحارية والموت بسبب الانتحار مقارنة بأفراد عامة السكان.
وتفيد منظمة الصحة العالمية، أن نحو 800 ألف شخص ينتحرون سنويًا حول العالم ممن لديهم أفكار انتحارية، فيما تشير الدراسة إلى أنه من بين كل شخصين مصابين بفيروس "الإيدز" ولديهما أفكار انتحارية، سيحاول أحدهما الانتحار، ومن بين 13 محاولة انتحار، ستؤدي واحدة إلى الموت.
وبتحليل بيانات أكثر من 185 ألف بالغ يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية حول العالم، فحص الباحثون عوامل الخطر وحالات محاولات الانتحار وإتمامها بين هذه الفئة من السكان، ووجدوا أن التفكير في الانتحار ليس فقط أعلى، ولكن المتعايشين مع فيروس الإيدز كانوا أكثر عرضة بنسبة 100 مرة للوفاة بالانتحار مقارنة بعامة السكان.
وقال الدكتور بادي سينتونجو الباحث في علم الأوبئة: "هناك حاجة ملحة لإعطاء الأولوية لفحص الصحة العقلية والرعاية في جميع أماكن اختبار فيروس نقص المناعة البشرية والعلاج.. يجب تقييم مخاطر الانتحار في جميع مرضى فيروس نقص المناعة البشرية، وخاصة أولئك الذين تم تشخيصهم حديثًا والذين يعانون من مرض متقدم".
وفقًا للنتائج، فإن مصابي الإيدز في أمريكا الشمالية هم أكثر عرضة 50 مرة للانتحار مقارنة بمن يعيشون في أوروبا، وبالمثل فإن أمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا لديها أعلى معدلات محاولات الانتحار بين المصابين بالفيروس.
وجد الباحثون أيضًا أن خطر الانتحار كان مرتفعًا لكل من الأفراد الذين تم تشخيصهم حديثًا وأولئك الذين تقدم مرضهم إلى الإيدز.
وأشار الباحثون إلى أن العديد من العوامل المحتملة قد تسهم في زيادة خطر الانتحار بين الأشخاص المصابين بفيروس الإيدز، بما في ذلك المرض المتقدم والتغيرات العصبية والوصمات المجتمعية.
من ناحية أخرى، أظهرت بيانات من الدراسة أن المرضى الذين يعالجون بالعلاج المضاد للفيروسات القهقرية كانوا أقل عرضة للانتحار، وخلص الباحثون إلى أن الدراسة تكشف أهمية فحوصات الصحة العقلية والتدخلات للأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز".