وزير القوى العاملة: إنشاء مليون مشروع صغير يزداد سنويًا ويقضي على البطالة
قال وزير القوى العاملة محمد سعفان، إن أمل مصر فى المشروعات الصغيرة، حيث إن النجاح في إنشاء مليون مشروع صغير يزداد سنويا سيؤدي إلى تحقيق التشغيل الكامل والقضاء على البطالة بالمجتمع المصري.
وأكد سعفان - وفقا لبيان اليوم الوزارة /اليوم السبت /- استعداد الوزارة التام التعاون مع تنسيقية شباب الأحزاب خلال الفترة المقبلة في كل ما يخص الدولة وصالح المواطن المصري بمجالات عمل الوزارة والموضوعات المرتبطة بها، ومنها خلق فرص عمل للشباب أو المشاركة في تدريبه علي العديد من الحرف عن طريق الوزارة.
وأضاف أن الوزارة منذ نشأتها تولت مسؤولية تعيين الخريجين فى كل قطاعات الدولة ثم تقلص هذا الدور مؤخراً، وأصبح دورها قاصرا على التعيينات فى القطاعين الخاص والاستثماري، بعد أن تعاظم دورها الكبير في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية باعتبارها المحرك الرئيسي لعملية النمو الاقتصادي فى أية دولة .
وأكد أن الوزارة تضع في اهتمامها الأول العلاقة مع المنظمات الدولية والعربية، وعلى رأسها منظمتي العمل الدولية والعربية، والتي تقيس مدى التزام الدول بتطبيق معاييرها الدولية وتصديقها عليها في نواحي العمل المختلفة .. مشيرا إلى الاهتمام بهذا الجانب والعمل على توطيد تلك العلاقة من خلال إصدار قانون المنظمات النقابية العمالية وحماية حق التنظيم النقابي، ومشروع قانون العمل الجديد المعروض حاليا على البرلمان.
وأوضح أنه بعد صدور قانون التنظيمات النقابية العمالية وإجراء الانتخابات، ظهرت بعض المشكلات لبعض النقابات العمالية، ولحلها تم تشكيل لجنة تضم وزارة القوى العاملة ومنظمة العمل الدولية؛ لمناقشة وحل تلك المشكلات والعمل على تذليل العقبات أمام تلك النقابات لتوفيق أوضاعها وفقاً للقانون.
ولفت إلى أن ذلك أسهم ايجابيًا من خلو اسم مصر من قائمة الملاحظات والتي يطلق عليها البعض "القائمة السوداء" وتعدها منظمة العمل الدولية وتعرض سنويا على مؤتمر العمل الدولي بالدول المخالفة لأحكام الاتفاقيات والتوصيات الدولية.. قائلا: "إن خلوا اسم مصر في هذه القائمة يؤكد احترامها للاتفاقيات المصدقة عليها، وتعمل على مواءمة تشريعاتها الوطنية مع اتفاقيات المنظمة".
وفي مجال تشغيل الشباب ، قال الوزير إن تدريب الشباب وتشغيلهم هو الشغل الشاغل للوزارة، مشيرا إلى أن الجهاز الإدارى للدولة عانى طوال الخمسين عاما الماضية من البطالة المقنعة.. مؤكدا أنه بجهد الشباب المصري الطموح بدأت النظرة لهذا الجهاز تتغير ، حيث حظيت الوزارة من هؤلاء بمجموعة أثرت عملها، كما عملت تلك النماذج على تطوير وتنمية نفسها بنفسها حبا فى الدولة والعمل وإيمانا منهم بضرورة تحقيق التقدم والتنمية بمختلف القطاعات.
وأشار إلى أن الوزارة بدأت في العمل على التحول الرقمي لقطاعاتها ، ومن ثم كانت البداية بتطوير قطاع التفتيش العمالي، والسلامة والصحة المهنية والعمل على حوسبتها ، حيث عهدت الوزارة لشركة تكنولوجية لعمل منظومة لعمل تلك المكاتب.
وتابع سعفان قائلا: " إنه خلال آخر عامين من مدة البرنامج - وهى خمس سنوات - أنجزت الوزارة كافة أعماله التي لم تنجز فى الثلاث أعوام الأولى من مشروع تعزيز القدرة التنافسية، حيث أكدت منظمة العمل الدولية أنه هو الأفضل في مصر من ضمن 23 مشروعا تقوم المنظمة بتنفيذها فى بلدان العالم، ثم تم استكمال المشروع مع الإنتاج الحربي ومازال العمل مستمر فى استكمال تلك المنظومة"، مؤكدا أن مصر حققت في المشروع نجاحًا ملموسًا، ويعتبر نتيجة مباشرة للجهود التي بذلت والتعاون الكبير بين الوزارة والمنظمة والمتابعة الدورية والمستمرة يوميًا كي يتحقق هذا الإنجاز.
واستعرض الوزير ملف العمالة غير المنتظمة وكيفية إدارة الدولة له خلال الفترة الأخيرة، موضحا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي لا يترك لقاءً يذكر فيه العامل المصري إلا ويتطرق إلى العمالة غير المنتظمة ليؤكد ضرورة الاهتمام بتلك الفئة.. لافتا إلى أن الوزارة اتخذت خطوات كبيرة للاهتمام بالعمالة غير المنتظمة، وصغار الصيادين وأدرجها تحت مظلة تأمينية.
وأشار إلى أن الوزارة تمتلك 367 مكتبا على مستوى 27 محافظة و 120 منطقة تحتاج جميعها لتأهيل لبنيتها التحتية بملايين الجنيهات، ومن ثم بدأ العمل على التحول الجزئي من خلال العلاقات مع المنظمات الدولية لتطوير مراكز المعلومات بالمديريات وتنشيطها.
أما عن قطاع التدريب المهني، أوضح سعفان أن الوزارة أخذت على عاتقها تحمل مسؤولية تطوير ذلك القطاع أمام القيادة السياسية، حيث تمتلك 38 مركزا ثابتا للتدريب المهني على مستوى محافظات الجمهورية تحتاج للتطوير لتتناسب الورش والتجهيزات مع أساليب التدريب الحديثة، لذلك تم توقيع بروتوكول مع صندوق تمويل التدريب والتأهيل التابع للوزارة؛ لتطوير تلك المراكز ، وتبقت مشكلة عدم وجود متدربين للحصول على الدورات، حيث أن تلك المراكز فى أماكن بعيدة عن القرى فى عواصم المحافظات، لذلك تم البحث عن طرق بديلة لتلك المراكز ، وبالفعل تم العمل على فكرة وحدات التدريب المتنقلة التي امتلكت منها الوزارة فى حينها 13 وحدة كانت متهالكة بالكامل، ثم تم العمل على إعادة تأهيل تلك الوحدات بالتعاقد مع شركة متخصصة في التطوير وتم تطوير وحدتين، ثم قامت الوزارة من خلال الورشة الفنية الملحقة فيها بتطوير 11 وحدة، وتراوحت تكلفة تطوير الوحدة من 200 ألف إلى 400 ألف جنيه.
واستعرض أن وحدة التدريب المتنقلة تحتوي على 3 ورش فنية لتدريب الشباب فى القري والنجوع على مهن التفصيل والحياكة ، وكهرباء المنازل ، والسباكة الصحية ، تخرجت منها نماذج أثبتت قدرتها على العمل والمنافسة ، كما تم تسليم الخريجين الأوائل منها شنط عدد وأدوات تكلفتها تتعدى 4000 جنيه لبدء مشروعها الصغير .. مشيرا إلى أنه يتم التدريب وفق نظام الساعات المعتمدة بمعدل 150 ساعة لمهنة التفصيل ، و60 ساعة لمهنتى السباكة والكهرباء ، لتصبح مخرجات تلك الوحدات محور من محاور التشغيل داخل المحافظات.
ونوه الوزير بأنه تم استكمال الوحدات المتنقلة لتصل إلى 27 وحدة موزعة على 27 محافظة تجوب قرى ونجوع المحافظات لتدريب الشباب، كما تم تطوير 12 مركزا للتدريب الثابت ، وجاري استكمال تطوير باقى المراكز من خلال صندوق تمويل التدريب والتأهيل؛ بهدف توفير أيدي عاملة ماهرة يتم انتقائها لتمثيل مصر في الخارج.
من جهتها.. هنأت نشوى الشريف عضو مجلس النواب الوزير بخروج مصر من قائمة ملاحظات منظمة العمل الدولية.. مؤكدة أن التنسيقية لديها لجان نوعية تضاهى اللجان النوعية بمجلسي الشيوخ والنواب، من ضمنها لجنة القوى العاملة والنقل والتي تختص بالجانب العمالي، كما عملت اللجنة على تقديم ورقة عمل تخص العمالة غير المنتظمة وما قامت به الدولة لرعايتها من مبادرات من مختلف الجهات المعنية ، كما تمتلك اللجنة فكرة ومشروع لحصر تلك العمالة بالمحافظات.
وبدوره.. أعرب النائب أحمد مشعل عن شكره للوزير وعن جهود الوزارة فى الفترات الأخيرة لرعاية العمالة المصرية فى الداخل والخارج.. مؤكدا أن الهدف الاسمى للجميع هو إعلاء شأن الدولة المصرية، حيث أن وزارة القوى العاملة هى أهم وزارة من وزارات الدولة، فهي التي تشرف على الأيدي العاملة الموجودة فى الدولة بأكملها والذى وصل عددهم لأكثر من 28 مليون عامل.
وقال إن العمالة المصرية هي الثروة الحقيقية التي يجب الاهتمام بها، لافتا إلى أن وزارة القوي العاملة تخرج لنا كوادر فنية ماهرة ، تتهافت عليها الدول الخارجية، وتزيد بدورها من الاقتصاد القومى وتحويلاتها.
وعرض النائب مشروع اللجنة فيما يخص حصر العمالة غير المنتظمة، والاقتصاد غير الرسمي ووضعها فى قواعد بيانات ، وبالفعل وقعت اللجنة أكثر من بروتوكول تعاون مع العديد من الوزارات المعنية بذلك القطاع.. مقترحا ضرورة الإسراع فى التوقيع على الاتفاقية الدولية للعمل البحري لما تمثله مصر وسط دول العالم من موقع استراتيجي ومكانة عالمية مرموقة، حيث أن عدم التوقيع عليها يمثل خطرا على العمالة والسفن المصرية ، فضلاً عن الاهتمام ببيئة العمل داخل المصانع والشركات بما يحقق الرضا عن العمل وبالتالي الانتماء للدولة.
وفي هذا السياق، قال وزير القوى العاملة إنه بالفعل تم عمل دراسة شاملة على تلك الاتفاقية، وعقد اجتماع مع وزارة النقل والأكاديمية البحرية لمعرفة القرارات التي تتعارض معها والعمل على تغييرها بما يتناسب مع الاتفاقية، ويخدم مصلحة العمالة المصرية البحرية ، وبالفعل تم تعديلها والتواصل مع وزارة الخارجية لإصدار التصديق عليها فى أقرب وقت ممكن .
وأضاف أنه بالنسبة لتوفير بيئة عمل آمنة فى المصانع والشركات، تم اقتراح مبادرة (وطن بلا مخاطر ) من خلالها يتم العمل على توفير بيئة عمل آمنة ومتكاملة فى مختلف القطاعات العام وقطاع الأعمال العام والخاص خلال مدة زمنية ، تتولى مسئوليتها جهة قادرة على تنفيذها ، ويتم تمويلها من البنك المركزي مباشرة .
وأشار إلى أن الوزارة تعمل بالفعل مع 3 شركات عالمية متخصصة فى مجال التدريب على وظائف المستقبل ، ونظم ربط الشبكات ، وتم الاتفاق معها لتدريب 150 مدربا، وتم مخاطبة المجلس الأعلى للجامعات لموافاة الوزارة بأوائل الخريجين للحصول على تلك الدورات ، من طلبة كليات الهندسة والحاسب الآلي ، وتم عمل بروتوكول مع شركة "سيسكو" فى نفس المجال لتدريب 5000 متدرب، فضلا عن شركة "أوراكل" والتى تم عمل دراسة مشتركة معهم، لعمل برامج تدريبية لا يشترط فيها خريجي الهندسة وإنما لباقة التخصصات، ويشترط فى الدورة الواحدة أن لا تقل عن 400 متدرب؛ لتوفير احتياجات سوق العمل فى الفترات القادمة ، وفى مجملها ستوفر للسوق 120 ألف متدرب ورخصة جاهزين للعمل فى مجالات التحول الرقمي والتكنولوجيا .
من جانبه.. اقترح النائب علاء مصطفي، الاقتداء بتجربة المملكة العربية السعودية فى عمل المنصات والعمل عن بعد ، حيث قامت المملكة بعمل منصة (صيفي) للتدريب الموجه للشركات ، ومنصة للعمل المرن ، ومنصة للعمل عن بعد ، مع وضع مؤشرات لقياس العمل على مستوى المملكة لربط المنصات بالخريجين والمتدربين .
ووجه الوزير مركز المعلومات التابع للوزارة بضرورة بدء العمل على منصة تربط بين الشركات التى تحتاج وظائف معينة، وتصب الدورات التي يتم عقدها فى تلك الشركات مباشرة .
ومن ناحيتها.. أوضحت النائبة راجية الفقى ، أنه لا يوجد وزارة فى مصر إلا وبها تدريب على الأعمال الخاصة بها ، حيث أنه يجب التنسيق فيما بين الوزارات وبعضها البعض بما يخص التدريب وتقديمه على أعلى مستوى ممكن وعمل قاعدة بيانات واحدة مشتركة تصب فى التشغيل، وكذلك عمل خريطة للقوى العاملة فى مصر تعبر عن الأيدي العاملة القادرة على العمل بالفعل.
كما تساءل النائب محمد عزمي، عن أحوال العمالة المصرية العائدة من الدول العربية المجاورة والتى تم استيعابها فى سوق العمل المصري ولم تؤثر عليه، وكذلك التعاون مع الدولة الليبية الشقيقة وإعادة إعمارها بأيدي مصرية، فضلاً عن التعاون من اللجنة التنسيقية والعرض على منصاتها إنجازات القوى العاملة .
وقال الوزير محمد سعفان، إنه فى عامي 2011 و 2012 عادت العمالة المصرية من العراق، وليبيا، واليمن مما أدي إلي ارتفاع معدل البطالة لتصل إلي 12.6% ، حيث وصل عدد العاطلين ما يزيد عن 3 ملايين عاطل.
وأشار إلى أن الدولة وضعت محاور استراتيجية التنمية المستدامة لتخفيض معدلات البطالة ، وبالفعل تم خفض المعدل إلى ما يقارب من 7.2 % بفضل ما قامت به الدولة من استيعاب لتلك العمالة بمشروعاتها القومية الكبرى ، وما زال الطلب على العمالة المصرية من دول الخليج فى ازدياد ولم يتوقف، كما أن الدولة الليبية مهتمة بتوفير العمالة المصرية فيها لإعادة إعمارها؛ نظرا لما قامت به تلك العمالة من بناء الدولة منذ سبعينيات القرن الماضي، وإيمانها بقدرتها ومهارتها والتدريب الذي حصلت عليه فهى قادرة على أداء أصعب الأعمال فى مختلف الظروف .
من جانبه.. أكد النائب أكمل نجاتي، ضرورة التعامل مع المنظمات الدولية التي تعمل على مشروعات ريادة الأعمال بأن يتم توصيتها بإضافة جزء خاص بالسلامة والصحة المهنية وتراخيص العمل داخل الأدلة التدريبية للدورات التي تقدمها .
وأكد الوزير التواصل مع المسئولين فيما يخص المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال بأن يتم عمل ملخص عن السلامة والصحة المهنية مطبوع وتوزيعه على المتدربين فى كل الدورات ليكون مرجعا لهم فى كافة الظروف ، وكذلك عمل قواعد بيانات لكل خريجي الدورات التدريبية لمتابعة حصولهم على مهن متلائمة مع التدريب الذي حصلوا عليه ويتطابق مع مستوياتهم ، وتذليل جميع العقبات التى تواجهه فى العمل من خلال مديريات القوى العاملة .
ودعا وزير القوى العاملة النواب لعقد جلسات تحضيرية لمناقشة مشروع قانون العمل داخل وزارة القوى العاملة والوقوف على تفاصيله بعد دراسته والتركيز على قطاع العمالة غير المنتظمة ، خاصة بعد أن أصبح لها قطاع كامل داخل الوزارة لتوفير الاهتمام والرعاية اللازمة لهم ولأسرهم .
وقدم وزير القوى العاملة - في ختام اللقاء - درع الوزارة للتنسيقية إيمانًا بدورها ودور أعضائها ونوابها.
وتفقد الوزير وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ وأعضاء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وحدة التدريب المتنقلة الموجودة بالوزارة والمعدات الموجودة بها للتدريب على المهن التي يحتاجها سوق العمل.. وأشادوا بالمجهود المبذول بأيدى أبناء الوزارة ، مقدمين كل الشكر والتقدير لطاقم العمل التى قامت على تقديم تلك التجربة بهذا الشكل الرائع.
ضم وفد التنسيقية، نشوى الشريف عضو مجلس النواب ، ومؤمن سيد، ومها سليمان عضو تنسيقية شباب الأحزاب ، وأحمد مشعل، أمين سر لجنة القوي العاملة بالتنسيقية ، وعلاء مصطفى عضو مجلس الشيوخ، وأكمل نجاتي، ومحمد عزمي، وراجية الفقي، ونهي زكى أعضاء مجلس الشيوخ.