عبد العزيز مخيون.. جسد شخصية عبدالوهاب 4 مرات وموسيقار الأجيال نصحه بـ«عوجة الطربوش»
في أيام «الكحرتة» كان عبد العزيز مخيون يتسكع مع أحمد زكي في شوارع وسط البلد بحرية، حيث لا يعرفهما أحد، يبحثان عن فرصة، وكلاهما استطاع أن يشق طريقه، ليجتمعا بعد سنوات طويلة أمام الكاميرا في فيلم عاطف الطيب «الهروب»، ويكون بينهما هذا التناغم، والتنافس على الإبهار.
أما أول مرة قابل فيها مخيون الموسيقار محمد عبد الوهاب فكانت سنة 1963 أثناء مشاركته في مسرحية «الزلزال» للدكتور مصطفى محمود وإخراج جلال الشرقاوي، والتي كانت تعرض في مسرح صغير بجوار الجامعة الأمريكية وكان مخيون في ذلك الحين طالبا متدربا، وحضر عبد الوهاب لأنه صديق مصطفى محمود.
بعد العرض كان عبد العزيز من بين المتجمهرين حول عبد الوهاب، ولم يتركه حتى ركب سيارته، ويتذكر جيدا أنه كان يرتدي بالطو أسود وطربوش أحمر ويضع المنديل على فمه، ما جعله يستفيد من هذه التفاصيل في مسلسل «إسماعيل يس».
ولكن علاقته الحقيقية مع عبد الوهاب بدأت عندما اختير لتجسيد شخصيته في مسلسل «أمير الشعراء» فوجد أنه لابد أن يتحدث إليه، فاتصل به، واندهش عبد الوهاب لأنه لم يكن يعلم أنهم سيقومون بأداء دوره، واعتذر عن مقابلته.
بعدها بيومين كان هناك مشهد سوف يتم تصويره يحكي عن فرح ابن أحمد شوقي، واحتار مخيون في الطريقة التي سيغني بها هل يجلس أم يغني واقفا وإذا كان واقفا كيف سيمسك بالعود، ما جعله يعاود الاتصال به فرد عليه قائلا: برضه.. إنت؟
أخبره عبد العزيز بحيرته في تجسيد المشهد، ليكتشف أنه أعاده لذكريات مر عليها أكثر من 50 عاما، ما فتح شهيته للكلام فحدد له موعدا بعد صلاة الجمعة، وقابله في منزله بالزمالك ورحب به، وقرأ السيناريو وكان سعيدا بالمقابلة.
- ولكن بماذا نصحك عبد الوهاب؟.. سألت الأستاذ عبد العزيز مخيون، وأجاب:
طلب أن تكون ملابسي «قيافة كاملة» وأوسطن الكرافتة ولا تكن عقدتها كبيرة جدا أو صغيرة جدا وذكر لي أنه كان يعوج الطربوش على الشمال وصوب لي المشهد قائلا إن هذه الأغنية لم يغنيها في هذا الحفل، وسأني هل يوجد لديك ملابس؟ وكان أيامها التلفزيون فقير جدا ومخزن الملابس لا يوجد به الكثير لكني استطعت انتقاء «جاكت» و«طربوش» و«بنطلون» أما القمصان ورابطات العنق فقد أحضرتها من ملابسي الخاصة والنظارة من العتبة.
- ولماذا لم تطلب منه الملابس خاصة وأنه سألك عنها؟
أنا خجول.. ولا أعرف كيف أطلب شئ من أحد.. حتى بعد نجاح المسلسل أراد أحد الصحفيين أن يذهب بي إليه ليلتقط لنا صورة معا واستحييت أن أفعل ذلك رغم علمي أن عبد الوهاب كان يحب الصحافة.. للأسف لقد ضيعت الفرصة.
- جسدت شخصية عبد الوهاب في 4 أعمال درامية.. ما الفرق؟
ما يصنع الاختلاف هو الكتابة أما بالنسبة لعبد الوهاب فهو عبد الوهاب الذي كنت أحافظ على نبرات صوته والتأني والتنميق في كلامه.
ومن عبد الوهاب أخذت الأستاذ عبد العزيز مخيون إلى يوسف شاهين ليقول لي: إن «جو» كان من ضمن اللجنة التي امتحنتني في معهد السينما وسعدت بالعمل معه في «اسكندرية ليه» وبعد انتهاء التصوير في القاهرة، قابلته في باريس حيث أن منحتي الدراسية كانت قد بدأت وحضر هو لاستكمال العمل الفني في المعامل، ثم التقينا في «حدوته مصرية» واعتذرت عن العمل معه في «وداعا بونابرت».
- لماذا؟
الشخصية لم تعجبني وشعرت أنها «تنبيط» على معاهدة كامب ديفيد لأنني كنت سأجسد شخصية يهودي تخفي لديه المقاومة السلاح أثناء الحملة الفرنسية.
- وماذا عن يوسف شاهين في الكواليس؟
حبّوب في علاقاته مع الناس وبسيط ويجيد توجيه الممثل.
- تعاملت مع خالد يوسف من خلال شخصية الدكتور مؤنس في "دكان شحاتة" كيف ترى الفارق بين الأستاذ وتلميذه؟
ده حاجة وده حاجة تانية.. وأنا غاضب من خالد لأنه حذف الكثير من المشاهد التي صورتها في الفيلم.
- بعد هذا المشوار الطويل ما هي الشخصية التي كنت تتمنى تجسيدها ولم تعرض عليك؟
جمال حمدان.. والمجاهد الفلسطيني عبد القادر الحسيني، الذي أحلم بتمثيل دوره منذ 20 عاما ولكن أعتقد أن سني خلاص لم يعد يسمح.
- من أهم الممثلين المصرين في الجيل القديم؟
محمود مرسي، ومحمود المليجي، وأمينة رزق، وهؤلاء عملت معهم، وممن لم أعمل معهم زكي رستم، ونجيب الريحاني.
- ومن من الجيل الجديد؟
كله بياكل عيش.